عالم الإبداع: فتاوي

مدونة عامة في كل المجالات

أهم المواضيع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات فتاوي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فتاوي. إظهار كافة الرسائل

2021/09/26

سبتمبر 26, 2021

حكم إجراء عملية حقن مجهري لإنجاب مولود ذَكَر فتوي

 


فتوى فتاوى افتاء

حكم إجراء عملية حقن مجهري لإنجاب مولود ذَكَر

السؤال: 

شخص عنده خمس بنات، ويريد أن ينجب ولدًا ذكرًا، فنصحه البعض بأن يقوم بعملية حقن مجهري لينجب ذَكَرًا، وأن هذا متاح بالنسبة للطب الآن، وسؤاله: هل هذا جائز أم أن هذا فيه عدم رضا بقضاء الله وقدره؟ 

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهناك طريقتان في مسألة تحديد نوع الجنين:

الطريقة الأولى: مبنية على حقن مجهري لعدة بويضات في داخل الرحم حتى إذا نَمَت الأجنة وظهر نوعها اختار منها ما يريد وأجهض الباقي، وهذه محرمة؛ لأنها تتضمن الإجهاض بعد التخليق، وهو جناية محرمة، ولا يمكن أن يظهر التخليق إلا بعد الأربعين؛ فهذه الطريقة غير جائزة.

والطريقة الثانية: مبنية على تلقيح بويضات بالحيوانات المنوية خارج الرحم، فإذا انقسمت الخلية خارج الرحم إلى نحو ثمان خلايا أُخِذت واحدة ففحصت كروموسوماتها لمعرفة نوع الجنين المحتمل، فما وافق المطلوب زُرِع داخل الرحم؛ أعني الـسبع خلايا الباقية، وهي تكون جنينًا كاملًا، وهذه الطريقة لا تتضمن محرمًا، فهي جائزة -وإن كانت مكلَّفة الثمن-. 

وهذا أخذ بالأسباب، ليس فيه اعتراض على القَدَر.

2021/07/05

يوليو 05, 2021

من أحكام الهدي و الأضحية

 


أحكام الهدي والأضحية


الهدي: ما يهدى للحرم ويذبح فيه من نعم وغيرها، سمي بذلك لأنه يهدى إلى الله سبحانه وتعالى.


 والأضحية: بضم الهمزة وكسرها: ما يذبح في البيوت يوم العيد وأيام التشريق تقربا إلى الله، وأجمع المسلمون على مشروعيتهما.


قال العلامة ابن القيم: القربان للخالق يقوم مقام الفدية للنفس المستحقة للتلف، وقال تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)، فلم يزل ذبح المناسك وإراقة الدماء على اسم الله مشروعا في جميع الملل ، انتهى.


وأفضل الهدي الإبل، ثم البقر، إن أخرج كاملا؛ لكثرة الثمن، ونفع الفقراء، ثم الغنم.


وأفضل كل جنس أسمنه ثم أغلاه ثمنا؛ لقوله تعالى: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).


ولا يجزئ إلا جذع الضأن، وهو ما تم له ستة أشهر، والثني مما سواه من إبل وبقر ومعز، والثني من الإبل ما تم له خمس سنين، ومن البقر ما تم له سنتان، ومن المعز ما تم له سنة.


وتجزئ الشاة في الهدي عن واحد، وفي الأضحية تجزئ عن الواحد وأهل بيته، وتجزئ البدنة والبقرة في الهدي والأضحية عن سبعة، لقول جابر: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نشترك في الإبل والبقر كل سبعة في واحد منهما ، رواه مسلم، وقال أبو أيوب -رضي الله عنه-: كان الرجل في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته، فيأكلون ويطعمون رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وصححه، والشاة أفضل من سبع البدنة أو البقرة.


ولا يجزئ في الهدي والأضحية إلا السليم من المرض ونقص الأعضاء ومن الهزال، فلا تجزئ العوراء بينة العور، ولا العمياء، ولا العجفاء -وهي الهزيلة التي لا مخ فيها-، ولا العرجاء التي لا تطيق المشي مع الصحيحة، ولا الهتماء التي ذهبت ثناها من أصلها، ولا الجداء التي نشف ضرعها من اللبن بسبب كبر سنها، ولا تجزئ المريضة البين مرضها؛ لحديث البراء بن عازب، قال: قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظلعها، والعجفاء التي لا تنقي رواه أبو داود والنسائي.


ووقت ذبح هدي التمتع والأضاحي بعد صلاة العيد إلى آخر أيام التشريق على الصحيح.


ويستحب أن يأكل من هديه إذا كان هدي تمتع أو قران ومن أضحيته ويهدي ويتصدق، أثلاثا؛ لقوله تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا)، وأما هدي الجبران، وهو ما كان عن فعل محظور من محظورات الإحرام أو عن ترك واجب، فلا يأكل منه شيئا.


ومن أراد أن يضحي، فإنه إذا دخلت عشر ذي الحجة، لا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئا إلى ذبح الأضحية؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: إذا دخل العشر، وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئا، حتى يضحي رواه مسلم.


فإن فعل شيئا من ذلك، استغفر الله، ولا فدية عليه.


(الملخص الفقهي، للشيخ الدكتور صالح الفوزان:1/-451449

شروط من يذبح الاضحية

حكم من يستطيع الاضحية ولم يضحي

حكم من نوى الاضحية ولم يضحي

حكم من نوى الاضحية وحلق

حكم من نوى الاضحية بعد دخول العشر

شروط من نوى الاضحيه

من شروط صحة الاضحية في الضأن

هل من شروط الاضحية عدم قص الشعر

هل من شروط الاضحية عدم الحلق

من شروط صحة الأضحية

من شروط ذبح الاضحية

حكم من ذبح الأضحية قبل الإمام

حكم من ترك الأضحية عمدا

من شروط الاضحية

احكام الاضحية وشروطها

احكام الاضحية عند المالكية

احكام الاضحية اسلام ويب

احكام الاضحية عند الشيعة

احكام الاضحية في الاسلام

احكام الاضحية في الاسلام pdf

احكام الاضحية للمضحي


2021/07/02

يوليو 02, 2021

الجمع بين حديثي عائشة وحفصة في صيام تسع ذي الحجة

العشر من ذي الحجة


 الجمع بين حديثي عائشة وحفصة في صيام تسع ذي الحجة


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد، وعلى وآله وصحبه، أما بعد:


فما أن يدخل على الناس شهر ذو الحجة من كل عام حتى يدور نوع من الخلاف حول صيام تسع ذي الحجة الأول، فمن قائل بسُنيَّة الصوم فيها، ومن قائل: لا نعلم دليلًا للصوم في هذه الأيام، إلا ما ورد بشأن صوم يوم عرفة لغير الحجاج، والخلاف ذلك لورود حديثين ظاهرهما التعارض في ذلك الشأن.


أولهما: حديث مثبت للصوم وهو حديث أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها؛ ففي سنن أبي داود (2437)، وأحمد (22334) (26468) (27376)، والنسائي في الكبرى (2739) عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ امْرَأَتِهِ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ».


وأخرج النسائي في "الكبرى" (2737)، وفي "السنن الصغرى" (2416) عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صِيَامُ عَاشُورَاءَ، وَالْعَشْرُ، وَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَينِ قَبْلَ الْغَدَاةِ»، وفي الصغرى كذلك برقم (2418) عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ امْرَأَتِهِ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ الْعَشْرَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ».


وثانيهما: حديث ينفي صوم النبي صلى الله عليه وسلم لعشر ذي الحجة؛ وهو ما أخرجه مسلم في صحيحه برقم (1176) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَائِمًا فِي الْعَشْرِ قَطُّ».


توجيه العلماء والمحققين لحديث عائشة رضي الله عنها:


(1) أنها نفت علمها ولم تنفِ علم غيرها.


قال المناوي في "فيض القدير" (5 /474): وأما خبر مسلم عن عائشة لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم صائمًا العشر قط، وخبرها ما رأيته صامه، فلا يلزم منه عدم صيامه؛ فإنه كان يقسم لتسع فلم يصمه عندها وصامه عند غيرها؛ كذا ذكره جمعٌ، وأقول: ولا يخفى ما فيه؛ إذ يبعد كل البعد أن يلازم في عدة سنين عدم صومه في نوبتها دون غيرها، فالجواب الحاسم لعرق الشبهة أن يقال: المثبت مقدم على النافي على القاعدة المقررة عندهم، وزعم بعض أهل الكمال أن الرواية في خبر عائشة (يُرَ) بمثناة تحتية وبنائه للمجهول، ثم إن هذا الحديث عورض بخبر البخاري وغيره: ما العمل في أيام أفضل منها... انتهى.


(2) أنها نفت صيامه صلى الله عليه وسلم على وجه الوجوب:


قال الأثرم: فأما حديث عائشة الأول، فإنه ليس فيه بيان مذهب، وذلك أنها لما حكت أنها لم تره صائم العشر، فقد يكون ذلك على أنها لم تره هي، ورآه غيرها، وذلك أنه إنما كان يكون عندها في الأيام يومًا، وقد يكون ذلك على أن يكون لم يصم العشر على أنه ليس بواجب، ومن صامه فله فضل، فليس في هذا بيان؛ [ناسخ الحديث ومنسوخه ص (180)].


وَقَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ فِي شَرْحِ حَدِيثِ الْبُخَارِيِّ الَّذِي ذَكَرَهُ النَّوَوِيُّ مَا لَفْظُهُ: وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى فَضْلِ صِيَامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ لِانْدِرَاجِ الصَّوْمِ فِي الْعَمَلِ، قَالَ: وَلَا يَرِدُ عَلَى ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَائِمًا الْعَشْرَ قَطُّ، لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لِكَوْنِهِ كَانَ يَتْرُكُ الْعَمَلَ، وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَهُ خَشْيَةَ أَنْ يُفْرَضَ عَلَى أُمَّتِهِ.


(3) أنها نفت صيامه لعذرٍ عارض:


قال النووي: فَيُتَأَوَّلُ قَوْلُهَا لَمْ يَصُمِ الْعَشْرَ أَنَّهُ لَمْ يَصُمْهُ لِعَارِضِ مَرَضٍ أَوْ سَفَرٍ أَوْ غَيْرِهِمَا، أَوْ أَنَّهَا لَمْ تَرَهُ صَائِمًا فِيهِ، وَلَا يَلْزَمُ من ذَلِكَ عَدَمُ صِيَامِهِ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ، وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ حَدِيثُ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ امْرَأَتِهِ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ الِاثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ؛ انتهى؛ [شرح مسلم للنووي (8 /72)].


(4) المثبت مقدم على النافي:


قال البيهقي بعد تخريج الحديثين: "والمثبتُ أَولى من النَّافي"؛ [السنن الكبرى للبيهقي (4/ 285) ].


قال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (4 / 1413): إِذَا تَعَارَضَ النَّفْيُ وَالْإِثْبَاتُ فَالْإِثْبَاتُ أَوْلَى ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ وَفِيهِ أَنَّ الْإِثْبَاتَ أَوْلَى عَلَى فَرْضِ الْإِثْبَاتِ، وَأَمَّا عَلَى احْتِمَالِهِ فَلَا مَعَ بُعْدِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ وَهِيَ لَا تَعْلَمُ، وَمِنْ جُمْلَةِ الْأَيَّامِ أَوْقَاتُ نَوْبَتِهَا وَقَوْلُهَا قَطُّ يَنْفِي الْقَوْلَ بِحَمْلِ الرُّؤْيَةِ عَلَى الرُّؤْيَةِ الْعِلْمِيَّةِ، وَأَيْضًا عَدَمُ صِيَامِهِ لَا يُنَافِي كَوْنَهَا سُنَّةً لِأَنَّهَا كَمَا تَثْبُتُ بِالْفِعْلِ تَثْبُتُ بِالْقَوْلِ، وَقَدْ حَثَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَغَّبَ فِي صِيَامِهَا بِمَا ذَكَرَ مِنَ الثَّوَابِ، وَلَعَلَّهُ كَانَ يَحْصُلُ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا مَا يَقْتَضِي اخْتِيَارَ الْفِطْرِ عَلَى الصَّوْمِ، وَلِذَا مَا كَادَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، مَعَ أَنَّهُ قَالَ: أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَيَأْتِي فِي الْحَدِيثِ الْآتِي بَعْضُ مَا يُنَاسِبُ الْمَقَامَ، ثُمَّ رَأَيْتُ أَنَّهُ رَوَى أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ تِسْعَ الْحِجَّةِ، فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَصُومُهَا أَحْيَانًا؛ انتهى.


 


(5) نفي عائشة رضي الله عنها لصيام التسع كلها لا لبعضها:


قال السندي في حاشيته على ابن ماجه (1 /527): قَوْلُهُ: (صَامَ الْعَشْرَ قَطُّ) لَا يُنَافِي صَوْمَ بَعْضِهَا.


قال الشيخ أبو الحسن المباركفوري في "مرعاة المفاتيح "(7 /52): وقيل: المراد نفي جميع العشر وفيها يوم العيد، وهذا لا ينافي صوم بعضها، وقيل: يحتمل أن يكون ذلك لكونه كان يترك العمل في بعض الأحيان، وهو يحب أن يعمله خشية أن يظن وجوبه.


وقال الحافظ ابن رجب في "لطائف المعارف" (ص 262): إذا اختلفت عائشة وحفصة في النفي والإثبات، أخذ بقول المثبت؛ لأن معه علمًا خفي على النافي، وأجاب أحمد مرة أخرى بأن عائشة أرادت أنه لم يصم العشر كاملًا، يعني وحفصة أرادت أنه كان يصوم غالبه، فينبغي أن يصام بعضه ويفطر بعضه، وهذا الجمع يصح في رواية من روى ما رأيته صائمًا العشر؛ انتهى.


(6) تأويل حديث عائشة رضي الله عنها على لفظ: لم يُرَ أو "ما رُئيَ "، ويكون معناه: ما رآه غيري صائمًا؛ جاء في "العرف الشذي" للكشميري (2 /180): وقيل: إن في رواية عائشة تصحيفًا، والأصل ما رُئيَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أي ما رآه صائمًا غيري؛ أي: غير عائشة، والله أعلم.


قلت: وهو تأويل بعيد لا تسانده الرواية.


(7) صام النبي فاطلعت حفصة وحفظته، وخفي عن عائشة، أو نسيته:


جاء في "مجلة البحوث الإسلامية" (55 /110) في الجمع بين الحديثين: كان يصوم العشر في بعض الأحيان، فاطلعت حفصة على ذلك وحفظته، ولم تطلع عليه عائشة، أو اطلعت عليه ونسيته.


(8) صام بعضها في بعض السنوات، وصامها كلها في بعض السنوات، وتركها في بعض السنين لعارض.


قال في المجموع شرح المهذب ( 6/ 388): كَانَ يَصُومُ بَعْضَهُ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ وَكُلَّهُ فِي بَعْضِهَا وَيَتْرُكُهُ فِي بَعْضِهَا لِعَارِضِ سَفَرٍ أَوْ مَرَضٍ أَوْ غَيْرِهِمَا، وَبِهَذَا يُجْمَعُ بَيْنَ الأحاديث؛ انتهى، وقال الحافظ في "فتح الباري" (2 /460): وَاسْتُدِلَّ بِهِ([1]) عَلَى فَضْلِ صِيَامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ لِانْدِرَاجِ الصَّوْمِ فِي الْعَمَلِ، وَاسْتَشْكَلَ بِتَحْرِيمِ الصَّوْمِ يَوْمَ الْعِيدِ، وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى الْغَالِبِ، وَلَا يَرُدُّ عَلَى ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَائِمًا الْعَشْرَ قَطُّ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لِكَوْنِهِ كَانَ يَتْرُكُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَهُ خَشْيَةَ أَنْ يُفْرَضَ عَلَى أُمَّتِهِ؛ كَمَا رَوَاهُ الصَّحِيحَانِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ أَيْضًا؛ انتهى، وقال ابن الملك الكرماني في "شرح المصابيح" (2 /539):


وقالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيتُ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم صائمًا في العشر"؛ أي: من أول ذي الحجة.


"قط": وهذا لا ينفي كونه سنة؛ لأنه جاز أنه عليه الصلاة والسلام صامها قبل تزوُّجِهِ بعائشة رضي الله عنها، أو لم يصمْ في نوبتها، فإذا تعارضَ النفيُ والإثباتُ، فالإثباتُ أولى.


قال أبو العباس القرطبي: وترك النبي صلى الله عليه وسلم صومه إنما كان والله أعلم لما قالته عائشة رضي الله عنها في صلاة الضحى: أنه صلى الله عليه وسلم كان يدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشيةَ أن يعمل به الناس، فيُفرض عليهم، ويحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم لم يوافق عشرًا خاليًا عن مانع يمنعه من الصيام فيه، والله تعالى أعلم؛ [المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (10 /27)].


(9) تأويل حديث حفصة رضي الله عنها المثبت للصوم: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة » بأن المراد به اليوم التاسع فقط.


ويجاب عنه بأن الحديث عند النسائي بلفظ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ الْعَشْرَ»؛ سنن النسائي (2418).


وقال الشيخ صفي الرحمن المباركفوري: ويمكن أن يكون مراد عائشة رضي الله عنها من نفي صومه صلى الله عليه وسلم في العشر، نفيه في جميع العشر، لا في بعض يوم منه، ويكون مراد حفصة من التسع اليوم التاسع خاصة، وكذلك يكون مراد بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من العشر اليوم المعهود الذي يهتم بصيامه في العشر، وهو اليوم التاسع يوم عرفة، والله أعلم؛ [منة المنعم في شرح صحيح مسلم (2 /211)].


(10) حمل حديث عائشة على صوم تسع وإفطار العاشر، وهو يوم النحر، ويصدق على عدم الصوم في العشر مطلقًا، وهذا مقصود عائشة ليتوافق مع الرواية الأولى؛ ["فتح المنعم بشرح صحيح مسلم" للدكتور موسى شاهين (5 /78)].


والله تعالى وحده من وراء القصد

2021/07/01

يوليو 01, 2021

نصيحة للمغترين بتنظيم داعش بقلم الشيخ عبد المنعم الشحات

 نصيحة للمغترين بتنظيم داعش

***********************



كتبه : م. عبد المنعم الشحات

           ****************


(داعش ظاهرهم التكفير و باطنهم البعثية - داعش جهل الخوارج واختراق الاستخبارات - ماذا فعلت داعش؟)


نقدم في هذا المقال


1- ملخصًا لأهم الاعتراضات على تنظيم "داعش" ثم نستعرض بعض جهود العلماء المعاصرين في بيان خطورة هذا التنظيم ونستعرض الجهود التالية

2- إجابة الدكتور سعد بن ناصر الشثرى عضو هيئة كبار العلماء سابقا على سؤال بشأن داعش فى برنامج الجواب الكافي على قناة المجد الفضائية والذي يمكن أن تعنون له (داعش ظاهرهم التكفير وباطنهم البعثية) حيث كانت هذه القضية هي محور إجابته

3- الحملة التي نظمتها عدد من القنوات الفضائية بعنوان (داعش جهل الخوارج واختراق الاستخبارات)

و التي شارك فيها عدد من العلماء والدعاة منهم الدكتور سعد بن ناصر الشثرى والذي كان تركيزه على ذات القضية التي ركز عليها في برنامج قناة المجد ومنهم الشيخ سعد البريك والشيخ عدنان العرعور والشيخ عمر الزيد وغيرهم ومنهم الباحث أنور مالك والذي غطى جانب الاستعمال المخابراتي لتنظيم داعش وهو ما عبر عنه بصورة أوفى في مقال له بعنوان ("داعش" والاختراق الاستخباراتي!)

4- كما نتعرض لمجموعة من التغريدات التي كتبها الشيخ محمد السعيدى أستاذ أصول الفقه في جامعة أم القرى بعنوان (ماذا فعلت داعش؟..)


أولا:خلاصة اعتراضاتنا على تنظيم داعش


ماذا نحتاج لكي نكوِّن رأيًا سديدًا في شأن داعش؟


يجيبنا شيخ الاسلام ابن تيمية على ذلك في مستهل إجابته عن حكم التتار قائلا:


"وَهَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى أَصْلَيْنِ: أَحَدُهُمَا الْمَعْرِفَةُ بِحَالِهِمْ. وَالثَّانِي مَعْرِفَةُ حُكْمِ اللَّهِ فِي مَثَلِهِمْ. فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَكُلُّ مَنْ بَاشَرَ الْقَوْمَ يَعْلَمُ حَالَهُمْ وَمَنْ لَمْ يُبَاشِرْهُمْ يَعْلَمُ ذَلِكَ بِمَا بَلَغَهُ مِنْ الْأَخْبَارِ الْمُتَوَاتِرَةِ وَأَخْبَارِ الصَّادِقِينَ. وَنَحْنُ نَذْكُرُ جُلَّ أُمُورِهِمْ بَعْدَ أَنْ نُبَيِّنَ الْأَصْلَ الْآخَرَ الَّذِي يَخْتَصُّ بِمَعْرِفَتِهِ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالشَّرِيعَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ "


و منه نعلم أن معرفة حال أي شخص أو كيان محل الدراسة يكون بأحد هذه الطرق


- مباشرة التعامل مع هؤلاء القوم

- أخبار الصادقين

- ما تواتر من الأخبار

-

و بالنسبة لتنظيم داعش فقد علمنا شؤونه من هذه المصادر


- فبعضها جاء عن طريق إخبار مَن عايشهم

- وبعضها عن طريق بعض مَن كان معهم ثم تاب

- وبعضها عن طريق كثير من الرموز الإسلامية الذين كانت لهم مساجلات خاصة وأن بعض هؤلاء الرموز ممن كان له دور في وضع بذور انحرافاتهم كأبي محمد المقدسي ومحمد بن سرور بن نايف زين العابدين ومساجلتهم مع داعش مبثوثة أيضًا على مواقعهم

- وكثير منها ثابت عليهم بما يبثونه هم بأنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي ومنه المقطع الذين بثه التنظيم المسمى بأنصار بيت المقدس والذي بايع داعش مؤخرًا وفيه الحكم على جميع أفراد الجيش المصري بالردة والتباهي بقتل عدد من جنوده الأبرياء


ومن خلال هذه المصادر تبين أن هذا التنظيم لديه العديد من الأخطاء العظيمة منها:


- أن قادته الميدانيين من القادة البعثيين السابقيين وإذا كان باب التوبة مفتوحًا أمام كل أحد ولكن فرق جوهري بين أن تقبل توبة التائب ظاهرًا و تكل أمره إلى الله و بين أن تسلم لهم القيادة لا سيما إذا كانت فعالهم استمرارًا لنفس ما كانوا عليه في السابق كما سنبين إن شاء الله

- أنهم من أشد الناس غلوًا في التكفير ولا يقدح في هذا أنهم يتبرأون من تكفير المسلمين فلو أنك سألت أي خارجي هل تكفر المسلمين؟ لأجاب بالقطع لا ولكن الصحيح أن تسأله هل يحكم بالإسلام لمن نطق بالشهادتين أم لا؟ ومتى يحكم على المسلم بالردة بعد إسلامه؟ وهل يثبت الكفر على معين بمجرد فعله الكفر؟ أم لا بد من ثبوت شروط وانتفاء موانع؟ وبهذا يتبين السلفي من الخارجي

- كما أنه لا يقدح في ذلك أنهم لا يكفرون بالكبيرة فعامة الخوارج المعاصرين لا يكفرون بالكبيرة ولكنهم في النهاية يكفرون المسلمين من باب تكفير الحكام أولا ثم تكفير جميع من لا يكفرهم توسعًا منهم بالباطل في تطبيق قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر وهنا يدور السؤال: هل إثم من يكفر المسلم العاصي المرتكب للكبيرة أعظم عند الله أم من يكفر رفقائه في الجهاد لأنهم لم يبايعوه أو لأنهم ما يوافقوه على بدعته من تكفير حكام المسلمين؟

- ومن هنا نعلم أن نقطة الغلو الرئيسية التي ينطلق منها هؤلاء هي تكفير الحكام وهم في ذلك ينطلقون من القواعد القطبية التي ترى أن الحكام كفار لمجرد أنهم حكام بناء على ما قرره سيد قطب من أن حال الدعوة في العصر الحديث كحال دعوة النبى صلى الله عليه وسلم في بدايتها حيث ينقسم الناس إلى مؤمن بها ومعرض عنها وهم العامة وأعداء لها وهم الملأ أي الحاكم وحاشيته والذي يترجم في هذا الزمان إلى الجيش والشرطة والحكومة ويختلف أنصار هذا الفكر اختلافا كبيرا في الحد الذي يعتبر به الشخص داخلا في الملأ وداخلا في العامة

- ومما يؤكد أن هؤلاء يكفرون الحكام بمجرد كونهم حكامًا أنهم لا يلتفتون إلى أن بعض الدول تطبق الشريعة بالفعل في النظام القضائي على الاقل وأن بعض الدول مثل مصر واليمن والكويت تنص دساتيرها على مرجعية الشريعة بل لا فرق عندهم بين الجميع

- و من أخطائهم الشنيعة والتي يتوصلون بها إلى تكفير كل من خالفهم في النقطة السابقة توسعهم المذموم في تطبيق قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر فيلزمون جميع المسلمين بفهم الفاسد في قضية الحكام ومَن أبى حكموا بكفره وهم يمتحنون من يقع تحت أيديهم في شأن حاكم بلده وكانوا يفعلون هذا مع المصريين بشأن الدكتور مرسي مع أنه ينتمى إلى حركة إسلامية فمع غيره من باب أولى

- كما أنهم يتوسعون في التكفير بباب موالاة الكفار فيجعلون كثيرا من صور الموالاة المحرمة أنها من باب الردة بل ربما أدخلوا صورًا من المعاملة الجائزة على أنها من الموالاة الشركية وبالطبع يطبقون هذا على التعاون على البر والتقوى مع الحكومات المعاصرة (والتي يعتقدون كفرها)

- ومن أخطائهم تكفير بعض الطوائف بالعموم لأسباب لم يثبت أن كل أفراد الطائفة يفعلها أو يقر بها كتكفير الشيعة بالعموم استنادا إلى الأقوال الكفرية التي صرح بها بعضهم وتكفير الصحوات بالعموم استنادا إلى تبعية بعضهم للأمريكان

- ومن أشنع أخطائهم التكفير باللوازم بل ربما كفروا بلوازم متوهمة كحكمهم بكفر من أسره الامريكان ثم أطلقوا سراحه بدعوى أن إطلاق سراحه لم يكن ليتم إلا بعد أن أصبح عميلا لهم

- وكل هذه الأخطاء ازدادت حدتها بعدما أعلنوا تحولهم من تنظيم إلى دولة حيث أصبح من السهل عليهم اعتبار كل رافض لبيعتهم أنه من جملة الموالين للكفار أو من جملة الذين يتمنون هزيمة (الإسلام) متمثلا في تنظيمهم الذي ظنوه دولة بالإضافة إلى ما في ذلك من تشويه معنى الحكم الإسلامي والخلافة الإسلامية وتثبيت التهمة التي يرددها الكثيرون أن الإسلاميين لا يعرفون معنى الدولة ولا كيفية الحفاظ عليها

- ومن تبعات تسرعهم في إعلان دولة بلا مقومات حقيقية أنهم لا يكادون يجدون من معنى الدولة بابًا يثبتون به قيام دولتهم إلا الإسراف في تطبيق الحدود مع أن الحالة التي هم عليها قد يمنع فيها من إقامة الحد منعًا من فتنة الناس لقول النبى صلى الله عليه وسلم "لا تقطع الأيدي في الغزو"


• أين يكمن الخلاف مع معجبى داعش


بعد هذا العرض الذى استعرضناه يبقى السؤال لماذا يوجد من يدافع عن تنظيم داعش وبأى حجة يدافعون؟


والجواب أن المدافعين عن داعش أقسام


1- منهم من يوافق داعش في تكفير الحكام والمحكومين أو في التوسع في التكفير بدعوى موالاة الكافرين أو على الأقل في عدم اعتباره لقضية العذر بالجهل مما يترتب عليه تكفير كثير من المسلمين الذين يشيع فيهم الجهل ببعض مقتضيات التوحيد والخلاف مع هؤلاء في واقع الأمر أعمق من أن يكون خلافا حول داعش بل الخلاف في هذه القضايا يحتاج إلى مراجعة ومناصحة وبيان لأن هذه الاعتقادات من البدع المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة

2- ومن هؤلاء المعجبين بداعش من لا يحسن هذه القضايا ولم يسمع بها من قبل فيجب عليه قبل التهوين من شأنها أو غض الطرف عنها أن يعرف موقعها في عقيدة أهل السنة والجماعة و أن يعرف أثر الانحراف فيها في الصد عن سبيل الله ومسئولية هذه الانحرافات عن الفتن التي ثارت والدماء التي أريقت

3- ومن هؤلاء من تمسك بداعش على أنها هي الأمل والمنقذ لا سيما في هذه الفترة التي يشيع فيها الشعور بالإحباط وينتشر فيها دعاء العجلة وهذا أحد السمات الرئيسية في الفكر الداعشي والمعجبين به وقد كان أبو مصعب الزرقاوي مؤسس نواة هذا التنظيم يجمع بين غلوه في التكفير من تكفير الشيعة والصحوات بالعموم ومن تكفيره للحكومات في الدول الإسلامية وبين الإعجاب الشديد بالجهيمان الذي ادَّعى المهدية والذي أحدث في الحرم ما أحدث ورغم انجلاء فتنته فقد ظل الزرقاوي على إعجابه به وإشادته به

وهؤلاء المفتونون يلجأون إلى حيلة عجيبة وهي التشكيك في كل ما ينسب إلى داعش من جرائم رغم أنهم هم من يبثها على مواقعهم المعتمدة والتي يبث عليها خطبة أبي بكر البغدادى وصور انتصارات داعش التي يعول عليها هؤلاء في التعلق بهم فيقبل من ذات المصدر ما يروق له و يرفض ما لا يروق له

على أن أخطاء داعش ثابتة بكل الوسائل التي أشار إليها شيخ الإسلام ابن تيمية في كيفية معرفة أحوال التتار أو غيرهم ومن آخرها ما بثه هؤلاء على سبيل الفخر المقطع الذي نشره التنظيم المسمى بأنصار بيت المقدس والذي صار تابعًا لداعش يكفر فيه جميع جنود الجيش المصري ويفخرون فيه بقتلهم

4- ومن هؤلاء من يعرف هذه الطوام ولكنه يريد أن يمنع الدعاة من الرد عليها رغبة منه في أن تذوق الحكومات التي تضيق على الدعاة السلميين وقد رددت عليهم في مقالة أصول الفكر القطبي وأكرر الجواب هنا لأهميته وأن هذا الأمر باطل ومنكر من وجوه منها:

- أن الدعاة إلى الله يتحملون في الدنيا والآخرة تبعة الدماء التي تراق بغير حق إن لم ينكروا

- أن صورة الإسلام والدعوة إلى الله خاصة تشوه بمثل هذه الأفعال

- أن الترك المؤقت لدعاة العنف وَهْمٌ كبير وإلا فمتى توحشوا ازداد غلوهم وزادت خطورتهم وهاهم "داعش" يخرجون عن طوع أبي محمد المقدسى ثم يعملون القتل فيمن ما زال على طريقته مثل جبهة النصرة وهم ينتمون إلى التيار السروري الذي عهد عنه السكوت عن التيار القطبى ومحاولة الدفاع عنه و ضمه إلى أهل السنة


و بعد هذا الاستعراض نستعرض بعض جهود العلماء في الرد على هذا التنظيم


• (داعش ظاهرهم التكفير وباطنهم البعثية)


تعرض الدكتور سعد بن ناصر الشثرى عضو هيئة كبار العلماء سابقا لسؤال بشأن داعش في برنامج الجواب الكافي على قناة المجد الفضائية فأجاب إجابة مفصلة كان ملخصها (داعش ظاهرهم التكفير وباطنهم البعثية) وهذه أهم النقاط التي جاءت في إجابته:


- ممن حاول استعمال الأسماء الطيبة الجذابة حزب البعث العربي الذين دخلوا على الأمة باسم العروبة وهذا الحزب أسسه ميشيل عفلق وصلاح البيطار عام 1367هـ حتى حكموا سوريا عام 1383 ولا زال الناس يقاسون الآثار السيئة للحكم البعثي

- في العراق قاد حزب البعث عام 1378هـ ثورة بقيادة عارف قتلوا الملك فيصل ودعوا بعبد الكريم قاسم زعيم العراق ثم انقلبوا عليه عام 83 بثورة حدث فيها قتال عنيف

- وفي 86 قام حزب البعث في التحالف مع ضباط غير بعثيين وقاموا بانقلاب وبعد سنتين طردوا جميع حلفائهم من الضباط الغير بعثيين وقتل كثيرا منهم

- والحزب معروف عنه هذه القسوة البالغة والاغتيالات الداخلية مثل حردان التكريتى وفؤاد الركابى وغانم عبد الجليل وغيرهم وفى عام 1399 هـ 99 قاموا بانقلاب آخر بعضه على البعض وأعدم فيه ثلث مجلس قيادة الثورة

- أعمل الحزب في الأكراد أبشع أنواع القتل والتشريد وحكم الناس بنظام بوليسي مباحث وشرطة واستخبارات

وكان حربًا على الإسلام وقاموا بقتل علماء الشريعة

- هوحزب همجي قومي لدى قادته جنون العظمة ويحترفون الخداع والكذب والتلون

- تنظيم الدولة الإسلامية هو بعينه البعث

- التنظير الشرعى لتنظيم داعش لا يعدو أن يكون تبريرات جدلية للمارسات الهجمية

- وبناء على ذلك فهذا التنظيم ليسوا من الخوارج بل هم من الزنادقة

- قد تقول إنه انضم إلى لوائهم المجاهدون من بلدان شتى يريدون الجهاد و لكن هؤلاء مخدوعون


والحكم على الجيش إنما هو بإهدافه وقياداته


- قد يمكن القادة بعض هؤلاء الذين جاءوا للجهاد من فعل بعض الأفعال كإقامة الحدود لتبرير طرائقهم السابقة فى التنكيل والبطش

- المعارك بينهم وبين الأسد على قلتها لا تخرج عن الخلافات البعثية-البعثية المعتادة وإلا فقد كان بشار يتجنب تماما قصفهم بل يقصف من يقاتلهم

- وأما هدمهم للأضرحة فهذا فعل الأتباع ولما جاء الأمر عند ضريح سليمان باشا جد العثمانيين سهلوا للقوات التركية أن تدخل لحمايته وهم الآن يحمونه بأنفسهم

- وأما استدلالهم بأقوال محمد بن عبد الوهاب فنوع من خداع الشباب السعودي ليناصرهم وهم يظهرون أقوال بعض علماء المالكية للمغاربة وبعض أقوال قادة الإخوان للإخوان

- أبو بكر البغدادى مجرد صورة من أجل تحسين سمعة حزب بالبعث وأما سائر القادة مثل الأنباري وحجى بكر وأبو مسلم التركماني وأبوعبد الرحمن البلاوي وأبو مهند السوداوى والحبورى فبعثيون معروفون

- لو كان البغدادى صادقا فليخرج و يتبرأ من حزب البعث


(انتهى ما أردنا إيراده من كلام الشيخ وفي كلامه عبارات أشد بكثير مما ذكرناه ولكننا اكتفينا بما نقلناه خوفا من أن يسئ البعض فهم تلك العبرات فيكفر داعش بالعموم كما كفروا هم غيرهم بالعموم)


• داعش جهل الخوارج واختراق الاستخبارات


نظمت عدد من القنوات الفضائية حملة بعنوان (داعش جهل الخوارج واختراق الاستخبارات)


وشارك فيها عدد من العلماء والدعاة منهم الدكتور سعد بن ناصر الشثري والذي كان تركيزه على ذات القضية التي ركز عليها في برنامج قناة المجد ومنهم الشيخ سعد البريك والشيخ عدنان العرعور والشيخ عمر الزيد وغيرهم ومنهم الباحث أنور مالك والذي غطى جانب الاستعمال المخابراتي لتنظيم داعش وهو ما عبر عنه بصورة أوفى في مقال له بعنوان


"داعش" والاختراق الاستخباراتي!"


قدم الكاتب في هذا المقال معلومات كثيرة مستندة إلى ما وصفه بأنه معلومات مسربة عن تقارير مخابراتية تنسب إلى حزب الله والمخابرات العراقية تسهيل مرور تنظيم داعش إلى سوريا لتشويه الجهاد و تجميل صورة الأسد بل ادَّعى أن السلطات الشيعية العراقية أفرجت عن كثير من أعضاء التنظيم مع دفعهم للذهاب إلى سوريا ثم ختم مقاله بقوله


"ويبقى القول أخيرًا وليس آخرًا:


ليس شرطا أن تكون عميلا كي تخدم خصومك، لكن يكفي أن تتواجد في الزمن الخطأ والمكان الغلط سواء كان الأمر لغباء في التخطيط أو لغياب أفق استراتيجي للصراع القائم في العالم الإسلامي، وهذا ما يجري مع "داعش" والأيام القادمة ستكشف الكثير من الخفايا والتطورات.. وللحديث بقية."


تنبيه: مع أن المعلومات المذكورة فى هذا المقال محتملة ومع هذا أوردنا استئناسًا لوجود الكثير من الشواهد المؤيدة له ولقبول عدد من العلماء والمتابعين له كتحليل على الأقل إن لم يكن معلومة مؤكدة وممن فعل هذا د.محمد السعيدى أستاذ أصول الفقه بجامعة أم القرى والذي وضع هذا المقال على حسابه على توتير فجاءه سؤال بعد كل ما فعلته داعش تقولون إنها مخترقة فكتب عددًا من التغريدات بعنوان (ماذا فعلت داعش؟) و بها نختم هذا المقال


• ماذا فعلت داعش؟..تغريدات مهمة للدكتور محمد السعيدي


1-حين نشرتُ مقالة أنور مالك عن اختراق داعش تواردت الأسئلة: بعد كل ما فعلته داعش تقولون إنها مخترقة فأزمعت كتابة تغريدات عن (ماذا فعلت داعش؟)

2-إبان الاحتلال الأمريكي للعراق وبعده بقليل كان اسم داعش القاعدة في الرافدين ثم إمارة العراق الإسلامية ومما فعلته في العراق ما يلي:

3-بعث عداوة السنة في قلوب عوام الشيعة وهو هدف إيراني لتكوين الاصطفاف الشيعي وتقويته وإشعارهم بالخوف وإلجائهم لقبول الاستظلال بإيران

4-نجحت إيران في تحقيق هدفها بطريق تفجيرات غير مبررة يقوم بها عناصر التنظيم في تجمعات الشيعة وربما قامت إيران ببعضها ونسبتها لهم وتبنوها

5-نجحت المخابرات الإيرانية بإعلامها وصنيع القاعدة إيقاظ روح العداء الرافضي ضد السنة وتكونت كتائب الموت الرافضية والتي لا تزال تعمل حتى اليوم

6-كتائب الصفوية كانت تقتل السنة وإمارة العراق كانت تقاتل المقاومة السنية أيضا بحجة عمالتهم أوكفرهم والمقاومة السنية تنهزم أمام شراستهم

7-استطاع الأعداء الثلاثة إمارة العراق والصفويون والجيش الأمريكي كل فيما يخصه إخماد جميع فصائل المقاومة السنية العراقية

8-قليلاً ما يقع التحام قتالي بين عناصر الإمارة وكتائب الصفويين أو الأمريكان ، ومعظم نشاط الإمارة تفجيرات ينفذها أبناؤنا لا تحسم المعركة

9-بعد تصفية المقاومة وتسليم الأرض للصفويين ذابت إمارة العراق وسجن المخلصون من أتباعها وكانوا آلات تتحرك أما المحركون فلا يعرف من أمرهم شيء

10-بعد نجاح الثورة السورية ظهرت داعش بمراحلها المعروفة وأعظم إنجازاتها تعطيل الثورة وإنقاذ النظام وإيجاد الشقاق بين الثوار والاعتداء عليهم

11-من إنجازات داعش إيجاد الحجة للنظام العالمي للصمت عن جرائم الأسد أمام الرأي العام الغربي ثم تحويل الأولوية من إسقاط الأسد إلى إسقاط الثورة

12-من إنجازات داعش تفريق اعتصام أهل الإنبار الذي دام عاما وكاد يودي بالمالكي ودخلت داعش وفرقته ثم ذابت وبدأ المالكي يضرب السنة محتجًا بداعش

13-من إنجازات داعش إيقاف ثورة العشائر بإعلان الخلافة وتهديد كل من يخرج على الخليفة المزعوم فتوقفت العشائر خوف الاقتتال وتم إنقاذ الحكومة

14-من إنجازات داعش إنقاذ النظام الصفوي العراقي من العشائر وترك بغداد والانصراف نحو الأكراد أعداء النظام الإيراني .

15-من إنجازات داعش المساهمة في تأمين وصول مقاتلي عصائب أهل الباطل والميليشيات الصفوية إلى أعماق سوريا لدعم النظام وحزب اللات

16-من إنجازات داعش محاولة إحداث الفوضى في الشمال الكردي الذي يعد حتى وقت قريب ملاذا آمنا للفارين من أهل السنة من نير الحكم الصفوي

17-أحيانا تقاتل داعش الجيش العراقي ذا الغالبية الشيعية العربية لكون إيران لا تريد جيشًا عراقيًا حتى ولو كان شيعيًا وداعش أداة جيدة لإضعافه

18-من إنجازات داعش إشغال العالم باليزيديين وكوباني عن مجازر الأسد وحصار الغوطة وتقدم حزب اللات،، ضوضاء عند الأبواب ليقفز المجرم من النافذة

19-يحرص الدواعش على أخذ الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا من يد الثوار السوريين لا من يد النظام ليحولوا بين الثوار وأي دعم من جهة تركيا

20-حماس المنتمين للفكر الداعشي لحادثة الأحساء يتفق مع رغبة تنظيمهم إحداث الفوضى في المملكة العربية السعودية وجعلها عراقًا ثانية

21-من إنجازات داعش دعم المشروع الإيراني في إثارة رافضة السعودية لتحقيق الفوضى هنا ، إيران وداعش يعملان الشيء نفسه وليست أولى نقاط الالتقاء

22-إعلان البغدادي في خطابه طموحه في التمدد نحو السعودية مع أنه لم يتقدم لفك الحصار عن الغوطة منذ أكثر من سنة دليل على أولويات إيران لديه

-الطريق نحو تحرير فلسطين يمر عبر الأردن وليس عبر السعودية ، لماذا لم يعلن تمدده تجاهها ؟


ذكرني بصدام حسين الذي غزا الكويت ليحرر فلسطين


23-داعش التي تزعم نصرتها للسنة كم جزرت من عشيرة آل بو نمر السنية في العراق وكم قتلت من قبيلة الشعيطات في سوريا ويقولون لا نستهين بالدماء

24-تصفح تاريخ المواجهات بين جيش الأسد والثوار السوريين تجد نصيب داعش مواجهتين فقط وفيها مقال ،أما البقية فكلها انسحابات للنظام لتمكين داعش

25-كم مرة قصفت طائرات النظام الأسدي مواقع داعش ؟

الجواب ولا مرة، طبعا هذا لا يثير استغراب المتعاطفين مع داعش .

26-وضعت داعش لنفسها قاعدة قتال المرتد أولى من قتال الكافر الأصلي لتبرر للمتعاطفين تركها الأسد وعصابته والتفاتها للمسلمين، والحكم بالردة جاهز

27-المطلوب من داعش أمريكيًا وإيرانيًا وصهيونيًا هو المشاركة في خطتهم إحداث الفوضى في دول السنة ولذلك اقتصر تهديد البغدادي عليها

28-حتى القوات المشتركة التي تزعم أنها تضرب داعش ، لا تضربها حقا، وإنما تمنعها من الوصول إلى المناطق التي لا تريد منها أن تصل إليها فقط

29-الحق الذي في كلمة البغدادي هو سلامة مقراتهم من ضربات الطيران الأمريكي وهذا لو تأمله المتأمل بعقل لعرف أنه من أوضح الأدلة على تآمرهم معها

30-لو كانت أمريكا صادقة في قتال داعش لكانت المشاركة معها مثل المشاركة في قتال البعث وقتال بشار لكن أمريكا كاذبة في عداوتها لها .

31-كانت فكرة القاعدة هي القيام بأعمال من شأنها جر الصليبيين لجزيرة العرب وبلاد الإسلام ليتمكنوا بزعمهم من سحقهم، أي انهيار استراتيجي هذا

32-حرصت داعش على الشيء نفسه وهو إعادة الصليبيين إلى العراق والشام ، ثم يعلو صراخهم بالمناداة بقتال الصليبيين، ولا يستفيدون من التجارب الفاشلة

33-فكرة جلب الصليبيين لمناطق الصراع للقضاء عليهم ثبت فشلها فها هي أفغانستان علمانية محطمة والصومال واليمن وتريد داعش للسعودية أن تكون كذلك

34-حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بغزو الجزيرة ثم فارس ثم الروم تم كما وصف وبالترتيب الذي أخبر به فتنزيل الحديث على مؤامرة داعش لعب بالعقول

35-غزا أبو بكر رضي الله عنه أنحاء الجزيرة وقمع الردة ووطد دولة الإسلام ثم اتجه للعراق وأتم الله على يد عمر فتح بلاد فارس ثم بلاد الروم

36-استكمل فتح آسيا الصغرى في عهد السلاجقة الأتراك في القرن الرابع الهجري ثم فتحت القسطنطينية وشرق أوربا على يد العثمانيين

37-أهل البدع أشد الناس حرصًا على تنزيل أحاديث الفتن على الواقع ليثبتوا شرعية وجودهم ولا نعلم فرقة فعلت ذلك إلا انتهى الأمر على خلاف قولها

-يدعي أنصار داعش أن الإعلام العالمي عدو لهم ويشوه صورتهم والحقيقة عكس ذلك فالإعلام العالمي هو الذي ضخمهم وهو المستفيد من ذلك-

38-هذه مواقع التواصل الكبرى التي لا تبتعد عن المخابرات الأمريكية ( جوجل وتويتر وفيس بوك ويوتيوب) لا تحاول حجب الإعلام الداعشي .

39-أيها الشباب المحب لدينه عليكم اتباع نبيكم في تجنب الفتن ( فمن كانت له إبل فليذهب إلى إبله ومن كانت له غنم فليذهب إلى غنمه … ) الحديث

40-وأخيرًا فإن متابعة ردود أنصار داعش على من ينتقدها تنبيك عن معادنهم وأخلاقهم وعقولهم وستكشف لك فهمهم الضيق للإسلام ، تابع معنا.


و فى النهاية أسأل الله أن أكون قد وفقت إلى جمع نصائح لمن اغتر بداعش عسى الجميع أن يدرك هذا الخطر الداهم الذي يدور بين التكفير والبعثية وكلاهما شر مستطير نسال الله أن يقي الأمة منه.

2018/11/09

نوفمبر 09, 2018

فتاوى نور على الدرب


فتوي📌 حــكم قـــراءة الكــتب الســـماوية  الســابقـة  ـ

❍ للشـيخ العلامـة
محمـد بن صالح الـعـثيمين
 ـ رحمـه اللّـه تـعالـي ـ

❪ ✾ ❫ السُّــــ❓ـــــؤَالُ : ☟

⇦ « أيضاً يقول: التوراة والإنجيل والكتب المتقدمة هل هي منسوخة بالقرآن؟ وما هو الدليل من القرآن -إن وُجد- والسنة المطهرة؟ وما حكم قراءتها بالنسبة للعامل للاطلاع؟ »

❪ ✾ ❫ الجَـــ ✅ ـــوَابُ : ☟

⇦ « الكتب السابقة منسوخة بالقرآن الكريم لقول الله تعالى: ﴿وأنزلنا عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه﴾ فكلمة ﴿ومهيمناً عليه﴾ تقتضي أن القرآن الكريم حاكم على جميع الكتب السابقة، وأن السلطة له، فهو ناسخ لجميع ما سبقه من الكتب.

☜ وأما قراءة الكتب السابقة فإن كان للاهتداء بها والاسترشاد فهو حرام، ولا يجوز؛ لأن ذلك طعن في القرآن والسنة، حيث يعتقد هذا المسترشد أنها -أي الكتب السابقة- أكمل مما في القرآن والسنة. وإن كان للاطلاع عليها ليعرف ما فيها من حق فيرد به على من خالفوا الإسلام فهذا لا بأس به، وقد يكون واجباً؛ لأن معرفة الداء هي التي يمكن بها تسويس المرض ومحاولة الشفاء.

☜ أما من ليس عالماً ولا يريد أن يطلع ليرد فهذا لا يطالعها.

❐ إذاً الأقسام فيها ثلاثة: من طالعها للاسترشاد بها فهذا حرام ولا يجوز؛ لأنه طعن في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

❐ ومن طالعها ليعرف ما فيها من حق فيرد به على من تمسكوا بها وتركوا الإسلام فهذا جائز، بل قد يكون واجبا

❐ً ومن طالعها لمجرد المطالعة فقط لا ليهتدي بها ولا ليرد بها، فهذا جائز، لكن الأولى التباعد عن ذلك لئلا يخادعه الشيطان بها. »

📑 فتاوى نور على الدرب [ الشريط رقم 28 ]

2018/03/28

مارس 28, 2018

سب العلماء والطعن فيهم والاستهزاء بهم



سب العلماء والطعن فيهم والاستهزاء بهم


من المعلوم أن العلماء هم ورثة الأنبياء، وأفضل الخلق بعد الرسل؛ فهم النبراس الذي يضيء للناس في ظلمات الجهل، ويأخذون بأيدي الناس إلى طريق الهدى، وسبل الرشاد، وهم أكثر الناس خشية لله تعالى، وخوفًا منه؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].



• وحملة العلم وحفاظ الشريعة لا يستوون مع غيرهم؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]، وقد رفع الله من شأنهم، وأعلى من قدرهم، ويظهر هذا جليًّا في قوله تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18]، فمن قرنه الله بنفسه وملائكته في الشهادة بالتوحيد والحق، واجب إكرامه واحترامه.



• لكن هناك من ابتلي بضعف الإيمان، وسلاطة اللسان، فصرف همته، ووجَّه طاقته، وضيع أوقاته، سبًّا وتجريحًا، وتنقيصًا وتسفيهًا لعلماء الأمة ورجالها المخلصين، الذين نذروا أنفسهم لحماية حوزة الدين، وإرشاد المسلمين، وتنبيه الغافلين؛ فالجناية على العلماء خرق في الدين.



• يقول الطحاوي رحمه الله تعالى في "عقيدته" (2/ 740):

"وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين - أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر - لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء، فهو على غير السبيل"؛ اهـ.



• لذا كان السلف الكرام يحذرون من سب العلماء والطعن فيهم.



يقول الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى: "واعلم يا أخي - وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته - أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمر عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاف على من اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم"؛ (تبيين كذب المفتري: ص 28).



• وروي عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى أنه قال: "لحوم العلماء مسمومة؛ من شمها مرض، ومن أكلها مات"؛ (المعيد في أدب المفيد والمستفيد: ص 71).



• وصدق القائل حيث قال:

لحومُ أهل العلم مسمومة
ومن يعاديهم سريع الهلاك
فكن لأهل العلم عونًا وإن
عاديتهم يومًا، فخذ ما أتاك


• ويقول مالك بن دينار رحمه الله تعالى:

"كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينًا للخونة، وكفى المرء شرًّا ألا يكون صالحًا، ويقع في الصالحين"؛ (شعب الإيمان للبيهقي: 5/ 316)، (صفة الصفوة: 3/ 286).



• ويقول ابن المبارك رحمه الله تعالى: "من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته"؛ (سير أعلام النبلاء: 4/ 408).



• ويقول أبو سنان الأسدي رحمه الله تعالى:

"إذا كان طالب العلم قبل أن يتعلم مسألة في الدين يتعلم الوقيعة في الناس، متى يفلح؟!"؛ (ترتيب المدارك: 2/ 14).



• ويقول الإمام أحمد بن الأذرعي رحمه الله تعالى:

"الوقيعة في أهل العلم - ولا سيما أكابرهم - من كبائر الذنوب"؛ (الرد الوافر: ص 197).



• عاقبة وجزاء من يقع في العلماء بالسب والطعن:

1- استحق اسم الفسوق بعد أن كان كامل الإيمان:

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].



2- سن سنة سيئة، فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة:

وكما أن الدال على الخير كفاعله، فكذلك الدال على الشر كفاعله، وقد قال تعالى: ﴿ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ﴾ [يس: 12].



وصدق القائل حيث قال:

وما من كاتب إلا سيلقى
غداة الحشر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء
يسرُّك في القيامة أن تراه
فالسعيد من إذا مات ماتت معه سيئاته.



يقول الشاطبي رحمه الله تعالى: "وطوبى لمن مات وماتت معه ذنوبه، والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة يعذب بها في قبره، ويسأل عنها إلى انقراضها"؛ اهـ.



فمن سن سنة الطعن والسب في العلماء وتبعه على هذا غيره، فعليه وزره، ووزر من تبعه، فإن مات دون توبة، وخلف هذه السنَّة بعده، لحقه شؤم هذه المعصية حتى بعد موته، نعوذ بالله من الخِذلان.



3- أنه من شرار الخلق:

• فقد أخرج الإمام أحمد عن عبدالرحمن بن غنم رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله، وشرار عباد الله المشَّاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبراء العنت)) - وفي رواية: "الباغون للبراء العيب"، فهؤلاء الأشرار يطلبون العيوب القبيحة للشرفاء المنزهين عن الفواحش.



4- أنه عرضة لحرب الله عليه:

ففي الحديث الذي رواه البخاري أن رب العالمين قال في الحديث القدسي: ((من عادى لي وليًّا، فقد آذنته بالحرب...))؛ الحديث.



5- أنه عرضة لاستجابة دعوة العالم المظلوم:

فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، فكيف بدعوة ولي الله الذي قال الله تعالى عنه: ((ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه...))؛ (رواه البخاري)؟!



• قال الإمام الحافظ ابن العباس الحسن بن سفيان لمن أثقل عليه:

"يا هذا، قد احتملتك وأنا ابن تسعين سنة، فاتق الله في المشايخ، فربما استجيبت فيك دعوة"؛ (سير أعلام النبلاء: 14/ 159).



• ولما أنكر السلطان على الوزير نظام الملك صرف الأموال الكثيرة في جهة طلبه العلم، فأجابه الوزير: "أقمت لك بها جندًا لا ترد سهامهم بالأسحار، فاستصوب السلطان فعله، وساعده عليه"؛ (تحفة الطالبين: ص 115).



6- يعاقبه الله من جنس عمله:

وحيث إن الجزاء من جنس العمل، فليحذر الذي يسب العلماء ويطعن فيهم ويستهزئ بهم عاقبة من جنس فعله.



• يقول إبراهيم رحمه الله تعالى: "إني أجد نفسي تحدثني بالشيء، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أبتلى به"، وقد حكي أن رجلًا كان يجرئ تلامذته على الطعن في العلماء وإهانتهم، وذات يوم تكلم بكلام لم يدعْه أحد تلامذته، فقام إليه فصفعه على رؤوس الأشهاد، فقيل له: ﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [آل عمران: 182].



7- يبتلى بموت القلب:

• يقول الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى:

"... ومن أطلق لسانه في العلماء بالثلب، ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب؛ ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [1] [النور: 63].



• ويقول مخلد: حدثنا بعض أصحابنا قال: ذكرت يومًا عند الحسن بن ذكوان رجلًا بشيء، فقال: "مه! لا تذكر العلماء بشيءٍ، فيميت الله قلبك".



8- من يسب العلماء لدينهم، وقولهم بأحكام الله، فهو على خطر كبير إن كان يعلم ذلك؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65، 66].



9- يبتلى بسوء الخاتمة عياذًا بالله:

فها هو القاضي الفقيه الشافعي محمد بن عبدالله الزبيدي، ولد سنة عشر وسبعمائة، وشرح التنبيه في أربعة وعشرين مجلدًا، درس وأفتى، وكثرت طلابه ببلاد اليمن، واشتهر ذكره، وبعد صيته، ذكر الجمال المصري: "أنه شاهده عند وفاته وقد اندلع لسانه[2] واسود، فكانوا يرون أن ذلك بسبب كثرة وقيعته في الشيخ محيي الدين النووي - رحمهم الله جمعيًا"؛ (الدرر الكامنة: 4/ 106).



• ولله در القائل:

إن السعيدَ له في غيره عِظةٌ ♦♦♦ وفي التجارب تحكيمٌ ومعتبر



• مخاطر الطعن في العلماء:

1- تعطيل الانتفاع بعلمهم:

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الديك فقال: ((لا تسبوا الديك؛ فإنه يوقظ للصلاة))؛ (رواه أبو داود)، فكيف بسب ورثة الأنبياء الداعين إلى الله عز وجل، وأفضل الخلق بعد الرسل والأنبياء؟! قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].



• قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "ما نحن لولا كلمات الفقهاء؟!".

• وكان الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول: "الدنيا كلها ظلمة، إلا مجالس العلماء"؛ (جامع بيان العلم: ص236).

• وقال الإمام رحمه الله تعالى: "إنما الناس بشيوخهم، فإذا ذهب الشيوخ فمع من العيش؟!".



2- جرح شهود الشرع (العلماء) جرح المشهود به (القرآن والسنة):

فالقدح في الحامل يفضي إلى القدح بما يحمله من الشرع والدين؛ ولهذا أطبق العلماء على أن من أسباب الإلحاد: القدح في العلماء.



• وذكر ابن كثير في "تفسيره" (2/ 193) عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رجلٌ في غزوة تبوك في مجلس: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنًا ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل في المسجد: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل قوله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة: 65، 66]، فقال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: أنا رأيته متعلقًا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة، وهو يقول: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ﴿ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [التوبة: 65]... الآيات"؛ اهـ.



• ويقول العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله تعالى:

"بادرة ملعونة... وهي تكفير العلماء، والحط من أقدارهم، فهذا من عمل الشيطان، وباب ضلالة وإضلال، وفساد وإفساد، وإذا جرح شهود الشرع جرح المشهود به، لكن الأغرار لا يفقهون ولا يثبتون"؛ اهـ.



فالعلماء عقول الأمة، والأمة التي لا تحترم عقولها غير جديرة بالبقاء؛ (حرمة أهل العلم للمقدم - حفظه الله -: ص 319 - 320) بتصرف واختصار.


[1] يقول الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية: "أي: فليحذَرْ وليخشَ مَن خالف شريعة الرسول باطنًا وظاهرًا ﴿ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ﴾ [النور: 63]؛ أي: في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة، ﴿ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]؛ أي: في الدنيا، بقتل أو حد، أو حبس... أو نحو ذلك .
[2] اندلع لسانه: خرج من الفم واسترخى، وسقط على العنفقة، وهي الشعيرات بين الشَّفَة السفلى والذقن.



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/93215/#ixzz5B21biGrO

2018/03/21

مارس 21, 2018

رمي المسلم بالنفاق


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
يقول تبارك وتعالى :  والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا 
ويقول النبي  : " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت "
ويقول النبي  : " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر "
وقال  : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "
وقد أجمع أهل العلم على حفظ الضروريات الخمس ومنها العرض قلا يحل لأحد أن يفري في عرض مسلم ، وهذه الألقاب : مسلم ومؤمن وكافر ومنافق وفاسق ... أسماء وألقاب شرعية لايحق لأحد أن ينزلها في غير موضعها وإلا كان تقدما بين يدي الله ورسوله  .
قال ابن القيم رحمه الله : ( ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والإحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغيرذلك ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه حتى يري الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بال ينزل بالكلمة الواحدة أبعد ما بين المشرق والمغرب .
وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري فى أعراض الأحياء والأموات ولا يبالى مايقول وإذا أردت أن تعرف ذلك فأنظر إلى ما رواه مسلم فى صحيحه من حديث جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله قال رجل : والله لا يغفر الله لفلان فقال الله عز وجل من ذا الذي يتالى على إني لا أغفر لفلان قد غفرت له وأحبطت عملك " فهذا العابد الذي قد عبد الله ما شاء أن يعبده أحبطت هذه الكلمة الواحدة عمله كله وفى حديث أبي هريرة نحو ذلك ثم قال أبو هريرة تكلم بكلمة أو بقت دنياه وآخرته وفى الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي : " أن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالا يرفعه الله بها درجات وأن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوي بها فى نار جهنم " وعند مسلم " أن العبد ليتكلم بالكلمة مايتبين مافيها يهوي بها فى النار أبعد مما بين المغرب والمشرق" .. ) الجواب الكافي ( ص 111 )
وعن عمر رضي الله عنه قال : " لا يعجبنكم طنطنة الرجل ولكن من أدى الأمانة وكف عن اعراض الناس فهو الرجل " أخرجه أحمد في الزهد
وآفة ذلك كله الجهل والعجب بالنفس وربما قارن ذلك نوع هوى فبحث في كلام أخيه عن كلمة يستغلها مسلكا ليطعن فيه ، والأصل في المسلمين العدالة والصلاح حتى يتبين خلافهما والله أعلم

2018/01/27

يناير 27, 2018

التفصيل في مسألة التصوير


التفصيل في مسألة التصوير

أقول إن التصوير ينقسم
إلى ثلاثة أقسام

1 - قسم محرم بإجماع أهل العلم
2 - قسم مباح بإجماع أهل العلم
3 - قسم متردد بينهما ..
و لذلك فالقسم الثالث يكثر فيه
الاجتهاد و الخلاف بين
المانعين و المجيزين

أما القسم المحرم بالإجماع
فهو التمثال المجسم الكامل لذوات الأرواح ( كالإنسان و الحيوان )

و أما الجائز بالإجماع فصورة الشخص المنطبعة على المرآة
أو على صفحة الماء

و أما القسم المختلف فيه
فيشمل ما يلي

1 - التمثال الذي يشمل رأس الكائن الحي فما زاد
و الصحيح أنه محرم  و الخلاف فيه شاذ لأنه يصادم نص حديث :
( إنما الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة )

2 - الرسومات اليدوية التي لا ظل  لها سواء كانت على الأوراق أو الأقمشة أو الجدران و نحوها
فهذه إن كانت ( كاملة الأجزاء )
فالصحيح أنها محرمة و الخلاف فيه شاذ لمصادمته حديث ( القرام )
و نصه :
( إن الذين يصورون هذه الصور يعذبون يوم القيامة )
و القرام : ستارة من قماش كانت فيها تصاوير لإبل و رحال

3 - الرسوم اليدوية التي تشمل الرأس فما زاد فهذه أيضا محرمة على الصحيح و الخلاف فيها شاذ
لمصادمته نص حديث ( إنما الصورة الرأس )

4 - الصور الفوتوغرافية المطبوعة على الأوراق أو الألواح البلاستيكية و نحوها فهذه الخلاف فيها ( سائغ معتبر )
و سببه : هو اختلاف العلماء في التكييف الفقهي لما يقوم به مستخدم الكاميرا .. هل هو تصوير بالمعنى المنهي عنه شرعا . أم لا ؟
فمن قال : هو تصوير باعتبار ما طبع منه على الأوراق قال بالتحريم .
و من قال : إنما هو حبس لموجات الصورة و ليس تصويرا قال بالجواز ..

و الأحوط فيما أره
القول بالتحريم إلا لمصلحة ( كالأوراق الرسمية و نحوها )

5 - التصوير بالهاتف الجوال أو جهاز الكمبيوتر من غير طباعة للصورة ... فالخلاف فيه ( سائغ معتبر لنفس السبب )
لكن من نظر لظاهر لفظ التصوير قال بالتحريم و من نظر لكونه مجرد حبس للموجات الضوئية قال بالجواز .. و أكثر العلماء المعاصرين على الجواز و هو الراجح إن شاء الله

6 - التصوير بالفيديو و الخلاف فيه أيضا معروف مشهور بين المعاصرين و الراجح الجواز
و ذلك لأنه شبيه جدا بصورة الشخص في المرآة أو على صفحة الماء

و الله تعالى أعلم

و كتبه / خالد منصور

2017/12/17

ديسمبر 17, 2017

فتاوي العلامة ابن العثيمين


👌🌑 فتاوى العلّامة  العثيمين

💢 هــل يجــوز تغييــر نيــة الصــلاة بعــد الشــروع فيهـا

 ❓سئــل فـضـيلة الشـيخ ابن عثيمين عن تغيير النية في الصلاة ؟

💡فأجــــاب:
تـغيير النيـة إمـا أن يكـون مـن مـعيَّن لمـعيَّن ، أو مـن مـطلق لمـعيَّن : فهـذا لا يـصح ، وإذا كـان مـن مـعيَّن لمطلـق : فـلا بـأس.

  🌟 مـثال ذلـك:
🌷 مـن مـعيَّن لمعـيَّن:
⬅أراد أن ينتـقل مـن سـنة الضـحى إلـى راتبـة الفـجر التـي يريـد أن يقضـيها ، كـبَّر بنيـة أن يصـلي ركعتـي الضـحى ، ثـم ذكـر أنـه لـم يصـل راتبـة الفجـر فـحولها إلـى راتبـة الفجـر : فهـنا لا يـصح ؛ لأن راتبـة الفجـر ركعـتان ينـويهما مـن أول الصـلاة.

⬅كـذلك أيضـاً رجـل دخـل فـي صـلاة العصـر ، وفـي أثنـاء الصـلاة ذكـر أنـه لـم يصـل الظهـر فـنواها الظهـر : هـذا أيـضاً لا يصـح ؛ لأن المـعين لابـد أن تكـون نيتـه مـن أول الأمـر.

🌷وأمـا مـن مـطلق لمعـيَّن:
⬅فـمثل أن يكـون شخـص يصـلي صـلاة مـطلقة - نـوافل - ثـم ذكـر أنـه لـم يـصل الفـجر ، أو لـم يصـل سـنة الفـجر فحـوَّل هـذه النيـة إلى صـلاة الفـجر أو إلى سـنة الفجـر : فـهذا أيضـاً لا يصـح.

🌷أمـا الانتقـال مـن مـعيَّن لمطلـق:
⬅فمـثل أن يبـدأ الـصلاة عـلى أنهـا راتبـة الفـجر ، وفـي أثـناء الصـلاة تبيـن أنه قـد صـلاها : فهـنا يتحـول مـن النيـة الأولـى إلـى نيـة الصـلاة فقـط.

🌷ومـثال آخـر : إنسـان شـرع فـي صـلاة فـريضة وحـده ثـم حـضر جمـاعة ، فـأراد أن يـحول الفريـضة إلـى نافـلة ليقـتصر فيـها عـلى الركعـتين ثـم يصـلي الفريضـة مـع الجـماعة فهـذا جـائز ؛ لأنـه حـوَّل مـن مـعين إلـى مـطلق .

 🌟هـذه القاعــدة👇:
👈مـن مـعين لمـعين : لا يصـح ، ومـن مطـلق لمعـين : لا يـصح ، ومـن معـين لمـطلق : يصـح .

📘[ مجمـوع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(12/ السـؤال رقم 347) ]💫💫💫

2017/11/30

نوفمبر 30, 2017

فتوي


السؤال
أجد فجأة على ملابسي الداخلية إفرازات شفافة لا أحس بنزولها ، هل تجوز الصلاة بذلك ؟ وإذا كانت لا تجوز هل يجب إعادة الوضوء وتغيير الملابس ؟.

الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم،  وبعد....

الكلام على هذه الإفرازات في مسألتين :

الأولى : هل هي طاهرة أو نجسة ؟
فمذهب أبي حنيفة وأحمد وإحدى الروايتين عن الشافعي –وصححها النووي- أنها طاهرة .

واختار هذا القول الشيخ ابن عثيمين ، رحم الله الجميع .
قال في الشرح الممتع (1/457) :

"وإذا كانت –يعني هذه الإفرازات- من مسلك الذكر فهي طاهرة ، لأنها ليست من فضلات الطعام والشراب ، فليست بولاً ، والأصل عدم النجاسة حتى يقوم الدليل على ذلك ، ولأنه لا يلزمه إذا جامع أهله أن يغسل ذكره ، ولا ثيابه إذا تلوثت به ، ولو كانت نجسة للزم من ذلك أن ينجس المني ، لأنه يتلوث بها" اهـ .
وانظر : "المجموع" (1/406) ، "المغني" (2/88) .
وعلى هذا ، فلا يجب غسل الثياب أو تغييرها إذا أصابتها تلك الرطوبة .

المسألة الثانية : هل ينتقض الوضوء بخروج هذه الإفرازات أو لا ؟

فالذي ذهب إليه أكثر العلماء أنها تنقض الوضوء .
وهو الذي اختاره الشيخ ابن عثيمين ، حتى قال :
"الذي ينسب عني غير هذا القول غير صادق ، والظاهر أنه فهم من قولي إنه طاهر أنه لا ينقض الوضوء" اهـ.
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (11/287) .

وقال أيضاً (11/285) :
"أما اعتقاد بعض النساء أنه لا ينتقض الوضوء فهذا لا أعلم له أصلا إلا قول ابن حزم" اهـ .

لكن . . إذا كانت هذه الرطوبة تنزل من المرأة باستمرار ، فإنها تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها ، ولا يضرها نزول هذه الرطوبة بعد ذلك ، ولو كانت في الصلاة .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
"إذا كانت الرطوبة المذكورة مستمرة في غالب الأوقات فعلى كل واحدة ممن تجد هذه الرطوبة الوضوء لكل صلاة إذا دخل الوقت ، كالمستحاضة ، وكصاحب السلس في البول ، أما إذا كانت الرطوبة تعرض في بعض الأحيان –وليست مستمرة- فإن حكمها حكم البول متى وُجدت انتقضت الطهاة ولو في الصلاة" اهـ .
مجموع فتاوى ابن باز (10/130) .

والله تعالى أعلم .

2017/11/16

نوفمبر 16, 2017

الاحتفال بالمولد النبوي


 الاحتفال بالمولد النبوي 
المجيب عبد العزيز بن باز - رحمه الله - 
المفتي العام للمملكة العربية السعودية سابقاً 
التصنيف العقائد والمذاهب الفكرية/البدع والمحدثات/البدع المتعلقة ببعض الأمكان والأزمنة 
التاريخ 10/3/1424هـ 


السؤال 
هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا في المسجد ليتذكروا السيرة النبوية الشريفة في ليلة 12 ربيع الأول بمناسبة المولد النبوي الشريف؟ 




الجواب 
لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول –صلى الله عليه وسلم- ولا غيره؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين؛ لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة –رضوان الله على الجميع-، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حباً لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- ومتابعة لشرعه ممن بعدهم، وقد ثبت عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال:" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري (2697) ومسلم (1718) من حديث عائشة –رضي الله عنها- أي: مردود عليه، وقال في حديث آخر:" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" رواه أبو داود (4607) والترمذي (2676) وابن ماجة (42) من حديث العرباض بن سارية –رضي الله عنه-. ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع، والعمل بها، وقد قال –سبحانه وتعالى- في كتابه المبين:" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا" [الحشر:7]. وقال – عز وجل-:" فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ". [النور:63]. وقال –سبحانه-:"لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآْخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً" [الأحزاب:21]. وقال –تعالى-:"وَالسَّابِقُونَ الأْوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" [التوبة:100]. وقال –تعالى-:"الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً" [المائدة:3].
والآيات في هذا المعنى كثيرة. وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه أن الله –سبحانه- لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرسول –عليه الصلاة والسلام- لم يبلِّغ للأمة أن تعمل به، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به، زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم، واعتراض على الله –سبحانه- وعلى رسوله –صلى الله عليه وسلم-، والله –سبحانه- قد أكمل لعباده الدين، وأتم عليهم النعمة.
والرسول –صلى الله عليه وسلم- قد بلّغ البلاغ المبين، ولم يترك طريقاً يوصل إلى الجنة، ويباعد عن النار إلا بينه للأمة، كما ثبت في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم" رواه مسلم في صحيحه (1844). ومعلوم أن نبينا –صلى الله عليه وسلم- هو أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأكملهم بلاغاً ونصحاً، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبينه الرسول –صلى الله عليه وسلم- للأمة، أو فعله في حياته، أو فعله أصحابه –رضي الله عنهم-، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول –صلى الله عليه وسلم- منها أمته، كما تقدم ذكر ذلك في الحديثين السابقين. وقد جاء في معناهما أحاديث أخر، مثل قوله –صلى الله عليه وسلم- في خطبة الجمعة:" أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة" رواه الإمام مسلم في صحيحه (867) من حديث جابر –رضي الله عنه-.
والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها، عملاً بالأدلة المذكورة وغيرها، وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات، كالغلو في رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وكاختلاط النساء بالرجال، واستعمال آلات الملاهي، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر، وظنوا أنها من البدع الحسنة، والقاعدة الشرعية: رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد –صلى الله عليه وسلم-، كما قال الله –عز وجل-:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً" [النساء:59]. وقال –تعالى-:"وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ"[الشورى:10]. وقد رددنا هذه المسألة وهي: الاحتفال بالموالد إلى كتاب الله –سبحانه-، فوجدناه يأمرنا باتباع الرسول –صلى الله عليه وسلم- فيما جاء به، ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله –سبحانه- قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول –صلى الله عليه وسلم- فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا، وأمرنا باتباع الرسول فيه، وقد رددنا ذلك –أيضاً- إلى سنة الرسول –صلى الله عليه وسلم-فلم نجد فيها أنه فعله، ولا أمر به، ولا فعله أصحابه –رضي الله عنهم- فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين، بل هو من البدع المحدثة، ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم، وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق، وإنصاف في طلبه أن الاحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام، بل هو من البدع المحدثات، التي أمر الله –سبحانه- ورسوله –صلى الله عليه وسلم- بتركها والحذر منها، ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار، فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية، كما قال –تعالى- عن اليهود والنصارى:"وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" [البقرة:111]. وقال –تعالى-:"وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ" [الأنعام:116]. ثم إن غالب هذه الاحتفالات بالموالد –مع كونها بدعة- لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى، كاختلاط النساء بالرجال، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات، وغير ذلك من الشرور، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك، وهو الشرك الأكبر، وذلك بالغلو في رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أو غيره من الأولياء، ودعائه والاستغاثة به، وطلبه المدد، واعتقاد أنه يعلم الغيب، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس، حين احتفالهم بمولد النبي –صلى الله عليه وسلم- وغيره ممن يسمونهم بالأولياء، وقد صح عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين" رواه النسائي (3057) وابن ماجة (3029) من حديث ابن عباس –رضي الله عنهما-، وقال –عليه الصلاة والسلام-:" لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله" رواه البخاري في صحيحه (3445)، من حديث عمر –رضي الله عنه-. ومن العجائب والغرائب أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة، ويدافع عنها، ويتخلف عما أوجب الله عليه من حضور الجمع والجماعات، ولا يرفع بذلك رأساً، ولا يرى أنه أتى منكراً عظيماً، ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة، وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين. ومن ذلك: أن بعضهم يظن أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يحضر المولد، ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل، وأقبح الجهل، فإن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة، ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة، كما قال الله –تعالى-:"ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ*ثم إنكم يوم القيامة تبعثون" [المؤمنون:15-16].
وقال النبي –صلى الله عليه وسلم-:" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع، وأول مُشَفَّعٍ" رواه مسلم (2278) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-، عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام، فهذه الآية الكريمة، والحديث الشريف، وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث، كلها تدل على أن النبي –صلى الله عليه وسلم- وغيره من الأموات، إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله به من سلطان، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا به.
أما الصلاة والسلام على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فهي من أفضل القربات، ومن الأعمال الصالحات، كما قال الله –تعالى-:"إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً" [الأحزاب:56]. وقال النبي –صلى الله عليه وسلم-:" فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً"، رواه مسلم (384) من حديث عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- وهي مشروعة في جميع الأوقات، ومتأكدة في آخر كل صلاة، بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة، وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة: منها ما بعد الأذان، وعند ذكره –عليه الصلاة والسلام-، وفي يوم الجمعة وليلتها، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة.
والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يمن على الجميع بلزوم السنة، والحذر من البدعة، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. 
[مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن باز –رحمه الله- (1/178-182)]. 
نوفمبر 16, 2017

قائمة أسماء العلماء المرشحين من دار الإفتاء المصرية


 قائمة أسماء العلماء المرشحين من دار الإفتاء والمصرح لهم بالإفتاء والظهور على القنوات الفضائية، بحسب ما تم الإعلان عنه فى المؤتمر الصحفى الذى عقده المجلس الأعلى للإعلام اليوم، الأربعاء 15/11/2017، وهم على النحو التالى:



1- فضيلة الأستاذ الدكتور / شوقى إبراهيم عبد الكريم علام مفتى جمهورية مصر العربية

2- فضيلة الأستاذ الدكتور/ على جمعة محمد عبد الوهاب مفتى الجمهورية السابق

3- فضيلة الأستاذ الدكتور/ نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق

4- فضيلة الدكتور/ مجدى محمد عاشور المستشار الأكاديمى لفضيلة المفتى

5- فضيلة الدكتور / على عمر الفاروق فخر مدير عام إدارة الحساب الشرعى

6- فضيلة الدكتور / محمد وسام عباس خضر مدير إدارة الفتوى المكتوبة

7- فضيلة الدكتور / عمرو مصطفى حسنين الوردانى مدير إدارة التدريب

8- فضيلة الدكتور / محمد عبد السميع بدير مدير إدارة الفروع الفقهية

9- فضيلة الدكتور / أحمد ممدوح سعد مدير إدارة الأبحاث الشريعية

10- فضيلة الدكتور / عويضة عثمان سيد عويضة مدير ادارة الفتوى الشفوية

11- فضيلة الدكتور / محمود محمد شلبى مدير إدارة الفتاوى الهاتفية

12- فضيلة الدكتور / أحمد وسام عباس خضر مدير إدارة البوابة الإلكترونية

13- فضيلة الدكتور / عصام الدين أنس الزفتاوى مدير فرع أسيوط

14- فضيلة الدكتور / أحمد محمود على مدير إدارة فرع الإسكندرية

15- فضيلة الدكتور / عبد الله عجمى حسن مدير إدارة فض المنازعات

16- فضيلة الدكتور / خالد عبد العزيز عمران باحث شرعى

17- فضيلة الدكتور / مصطفى عبد الكريم محمد مراد باحث شرعى

18- فضيلة الدكتور / إبراهيم عبد السلام محمد خليل باحث شرعى

19- الدكتورة غادة على عبد الشهيد باحثة شرعية

20 . أ.د / سيف رجب قزامل العميد السابق لكلية الشريعة والقانون بطنطا.

21. أ.د / عطية عبد الموجود لاشين أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف.

22. د / عبد الباسط محمد خلف رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية.

23. د / أحمد مصطفى محرم مدرس الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة.

24. د / عماد عبد النبى مدرس الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة.

25. د / محمود حربى مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر.

26. د / أحمد مصطفى معوض مدرس مساعد بقسم الفقه المقارن بشريعة وقانون القاهرة.

27. د / عبد الحليم محمد منصور عميد كلية الشريعة والقانون بتفهنا الإشراف الدقهلية.

28. د / حسين سيد مجاهد مدرس الفقه المقارن بجامعة الأزهر.

29. د / على محمد على مهدى مدرس الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية جامعة القاهرة.

30. أ.د / عبد الهادى زارع المشرف على لجنة الفتوى بجامعة الأزهر.

31. د/ حازم أحمد محمد شلبى عضو بمركز الفتوى الإلكترونية بالأزهر الشريف.

32. د/ خالد سالم سيد عثمان عضو بمركز الفتوى الإلكترونية بالأزهر الشريف.

33. د/ عطا عبد العاطى السنباطى الأستاذ بكلية الشريعة والقانون.

34. د/ سعيد عامر الأمين المساعد بمجمع البحوث الإسلامية.

35. الشيخ ياسر محمد السيد الفقى عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف.

36. أحمد المالكى باحث شرعى بمشيخة الأزهر.

37. سعيد رمضان محمد السيد عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.

38. محمد أحمد معتوق مهران عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.

39. محمد عبد العزيز على عبد السلام عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.

40. إسماعيل محمد عبد الحى أحمد عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.

41. ناصر مصطفى محمد عمارة عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.

42. محمد عبد الرحمن غريب حسن عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.

43. صابر حسنى صبحى عبد الوهاب عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.

44. جلال سعد حامد خضر عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.

45-معاوية عوض أحمد عبد الرحيم عضو بمركز الأزهر للفتوى الالكترونية.

46-أحمد عبد العظيم عبد الرءوف الطباخ عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.

47-عبد الحميد السيد عبد الحميد محمد سيد أحمد عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.

48-محمد عماد أبو الهدى عبد الرازق الخولى عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية

49- سعيد رمضان محمد السيد عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.

50 -عباس شومان وكيل الأزهر الشريف

2017/11/12

نوفمبر 12, 2017

شرح حديث : ( الخوارج كلاب النار )



شرح حديث : ( الخوارج كلاب النار )

الحمد لله
أولا :
الخوارج إحدى الفرق الضالة التي لها اعتقاداتها المخالفة لما عليه أهل السنة والجماعة .
وبعض الناس يتساهل في إطلاق هذا اللقب (الخوارج) فيطلقه على من لا يستحقه ، وقد سبق في الفتوى : (224823) بيان أهم الفروق بين أهل السنة والخوارج .

وبدعة الخوارج : هي أول بدعة حدثت في الإسلام ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" أَوَّلُ بِدْعَةٍ حَدَثَتْ فِي الْإِسْلَامِ بِدْعَةُ الْخَوَارِجِ وَالشِّيعَةِ ، حَدَثَتَا فِي أَثْنَاءِ خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَعَاقَبَ الطَّائِفَتَيْنِ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (3/ 279) .

وقد اختلف العلماء في تكفيرهم ، والذي عليه جمهور العلماء أنهم ليسوا كفارا ، بل قد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله اتفاق الصحابة على عدم تكفيرهم . فقال رحمه الله : "وأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، على بن أبي طالب وغيره : لم يكفروا الخوارج الذين قاتلوهم ، بل أول ما خرجوا عليه ، وتحيزوا بحروراء ، وخرجوا عن الطاعة والجماعة: قال لهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( إن لكم علينا أن لا نمنعكم مساجدنا ، ولا حقكم من الفيء ) ، ثم أرسل إليهم ابن عباس فناظرهم ، فرجع نحو نصفهم ، ثم قاتل الباقي وغلبهم ، ومع هذا لم يسب لهم ذرية ، ولا غنم لهم مالا ، ولا سار فيهم سيرة الصحابة في المرتدين كمسيلمة الكذاب وأمثاله ، بل كانت سيرة علي والصحابة في الخوارج مخالفة لسيرة الصحابة في أهل الردة ، ولم ينكر أحد على علي ذلك ، فعلم اتفاق الصحابة على أنهم لم يكونوا مرتدين عن دين الإسلام" .
انتهى من " منهاج السنة النبوية " (5/241) .
وقال أيضا :
"ومما يدل على أن الصحابة لم يكفروا الخوارج : أنهم كانوا يصلون خلفهم ، وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه وغيره من الصحابة يصلون خلف نجدة الحروري ، وكانوا أيضا يحدثونهم ويفتونهم ويخاطبونهم كما يخاطب المسلم المسلم ، كما كان عبد الله بن عباس يجيب نجدة الحروري لما أرسل إليه يسأله عن مسائل ، وحديثه في البخاري ، وكما أجاب نافع بن الأزرق عن مسائل مشهورة ، وكان نافع يناظره في أشياء بالقرآن كما يتناظر المسلمان ، وما زالت سيرة المسلمين على هذا ، ما جعلوهم مرتدين كالذين قاتلهم الصديق رضي الله عنه ، هذا مع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتالهم في الأحاديث الصحيحة ، وما روي من أنهم ( شر قتلى تحت أديم السماء ، خير قتيل من قتلوه) في الحديث الذي رواه أبو أمامة ، رواه الترمذي وغيره ، أي أنهم شر على المسلمين من غيرهم ، فإنهم لم يكن أحد شرا على المسلمين منهم ، لا اليهود ، ولا النصارى ، فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم ، مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم ، وقتل أولادهم ، مكفرين لهم ، وكانوا متدينين بذلك لعظم جهلهم ، وبدعتهم المضلة ، ومع هذا فالصحابة رضي الله عنهم والتابعون لهم بإحسان لم يكفروهم ، ولا جعلوهم مرتدين ، ولا اعتدوا عليهم بقول ولا فعل ، بل اتقوا الله فيهم ، وساروا فيهم السيرة العادلة " .
انتهى من " منهاج السنة النبوية " (5/247) .
وانظر الفتوى رقم : (182237) .

ثانيا :
روى ابن ماجة (173) ، وأحمد (19130) عَنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى : قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْخَوَارِجُ كِلَابُ النَّارِ ) وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجة" .
ورواه الترمذي (3000) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه . وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

وأما معنى هذا الحديث ، فيحتمل أن يكون على ظاهره ، وأن الخوارج يكونون في النار على صورة الكلاب ، ويحتمل أنهم يكونون في النار ، على بعض صفات الكلاب ، أو وجوه الشبه بهم .
قال القاري رحمه الله :
"أَيْ هُمْ كِلَابُ أَهْلِهَا، أَوْ عَلَى صُورَةِ كِلَابٍ فِيهَا " انتهى من "مرقاة المفاتيح" (6/ 2323) .
وقال المناوي رحمه الله :
" أي أنهم يتعاوون فيها عواء الكلاب ، أو أنهم أخس أهلها ، وأحقرهم ، كما أن الكلاب أخس الحيوانات وأحقرها " انتهى من " فيض القدير" (1/ 528) .

والحكمة من عقابهم بهذا العقاب : أنهم كانوا في الدنيا كلابا على المسلمين ، فيكفرونهم ويعتدون عليهم ويقتلونهم ، فعوقبوا من جنس أعمالهم ، فصاروا كلابا في الآخرة .
انظر : " فيض القدير" (3/ 509) .

ثالثا :
أما تفسير كونهم كلاب النار بأنهم مجوس هذه الأمة : فتفسير غير صحيح ، ومجوس الأمة هم القدرية الذين ينفون أن الله تعالى قَدَّر مقادير الخلائق ، كما ورد به الأثر ، واشتهر تلقيبهم بذلك عند أهل العلم .
روى أبو داود (4691) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ ) وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" ، لكن الأظهر فيه أنه من رواية أبي حازم المدني ، عن ابن عمر ، وأبو حازم لم يسمع من ابن عمر ؛ فهو منقطع ، كما ذكر الحافظ ابن حجر وغيره . ينظر : " إتحاف المهرة" (8/364) ، " النقد الصحيح" للعلائي (29) .
قال الإمام الدارقطني ، رحمه الله : " والصحيح الموقوف ، عَن ابن عُمر" .
انتهى من "العلل" (7/102) .

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
من هم مجوس هذه الأمة ؟
فأجاب :
" هم القدرية النفاة ، الذين نفوا القدر ..... فإن المجوس يقولون: إن للعباد إلهين ، النور والظلمة، ويقولون : النور خلق الخير ، والظلمة خلقت الشر، فشابههم نفاة القدر، حيث جعلوا لله شريكا في أفعالهم ، وأنهم يخلقون أفعالهم ، نسأل الله العافية. ونصيحتي لكل المسلمين ألا يخوضوا فيه ، بل يؤمنون بالقدر ولا يخوضوا في ذلك خوض المبتدعة بل يؤمنون بذلك ويسلمون لذلك ، ويعلمون أن الله قدر الأشياء ، وعلمها وأحصاها وأن العبد له مشيئة ، وله إرادة وله اختيار لكنه لا يخرج بذلك عما قدره الله سبحانه وتعالى " .
انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (4/ 230) .

وقد روى ابن أبي عاصم في كتاب " السنة " (341) حديثاً أن فيه وصف القدرية المجوس بأنهم كلاب أهل النار ، غير أنه حديث ضعيف لا يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم .
قال الألباني : ضعيف جدا .

فمن فسر حديث : (الخوارج كلاب النار) على أنهم مجوس الأمة فقد أخطأ وتكلم في دين الله بغير علم ، وعليه التوبة من ذلك .
وتراجع إجابة السؤال رقم : (21018) لمعرفة خطورة التسرع في الفتوى ، والكلام في الدين بغير علم .
والله تعالى اعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب

2017/11/11

نوفمبر 11, 2017

هل يجوز الحلف بالقرآن؟


هل يجوز الحلف بالقرآن؟

الجواب:
الحمد لله والصلاه والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم،  وبعد...

تكرر هذا السؤال وقد قمنا بالرد عليه ولزيادة التوضيح نقول
الحلف بالقرآن إذا كنت تريد بذلك القرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم جائز؛ لأنه من كلام الله, وكلام الله تعالى صفة من صفاته وجميع صفات الله يجوز الحلف بها.
أما إذا كنت تريد بالقرآن المصحف الذي هو الورق والحروف المكتوبة فهذا لا يجوز؛ لأن هذا مخلوق, والحلف بالمخلوق شرك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ».
 ثم نقول أيضاً: ما الذي تحلف بالقرآن؟ احلف بالله ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: « من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت » .

والله تعالي أعلم.
نوفمبر 11, 2017

(( التسويق الشبكي وحكمه الشرعي ))

التسويق الشبكي وحكمه الشرعي


             (( التسويق الشبكي وحكمه الشرعي ))

                         خدعة اسمها التسويق الشبكي

                                 بقلم/ شحاتة صقر

في ظل جهل الكثيرين بالشرع ينفُذُ مُروِّجو التسوق الشبكي إلى عقول  المسلمين، يستنزفون أموالهم  ويوقِعونهم فيما حرم الله تعالى، مستغلين حاجة  بعضهم للمال أو طمعهم واستشرافهم للمكسب السريع، ويستخدم هؤلاء المخادعون أو المخدوعون كل ما أوتوا من وسائل الإقناع والتضليل والتزييف للحقائق عبر مواقع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وعبر التواصل المباشر مع الناس.
وهذا الأمر قد شاع بين كثير من فئات المجتمع، حيث يظن الغني أنه سيزداد به ثراءً، ويظن الفقير عندما يبيع ذهب زوجته أو قيراطًا من أرضه التي يقتات منها ويشترك معهم أنه سيخرج من دائرة الفقر ويدخل دائرة الثراء من أوسع أبوابها، ولـمَّـا رأيتُ كثرة الاستفسار في هذا الموضوع وسمعتُ بنفسي كثيرًا من القصص الواقعية لمن وقعوا في حبائل هؤلاء المخادعين أو المخدوعين وخسروا الكثير من أموالهم بعد أن عرفوا حقيقة ذلك السراب الخادع، وجدتُ أنه لا بد من تحذير المسلمين من هؤلاء بنقل كلام أهل العلم في هذا الأمر بأسلوب ميَسَّر إعذارًا إلى الله تعالى، ولعل بعضهم يعود إلى رشده فيبتعد عن أكل أموال الناس بالباطل.
إن شركات التسويق الهرمي أو الشبكي يتلخص عملها في إقناع الشخص بشراء سلعة على أن يقوم بإقناع آخرين بالشراء، ليقنع هؤلاء آخرين أيضًا بالشراء وهكذا، وكلما زادت طبقات المشتركين حصل الأول على عمولات كبيرة، وكل مشترك يقنع من بعده بالاشتراك مقابل العمولات الكبيرة التي يمكن أن يحصل عليها إذا نجح في ضم مشتركين جدد يتبعونه في قائمة الأعضاء.
فالشركة تجتذب شخصًا لشراء سلعة معينة - ساعة أو فلتر مثلًا - بسعر عالٍ جدًا قد يصل إلى أكثر من عشرة أضعاف قيمتها الحقيقية، وتَعِده الشركة بأنه سيحصل على نسبة من كل مشترٍ يقوم بشراء نفس السلعة من خلاله، فيقوم هو بإقناع شخص آخر بشراء نفس السلعة، وهكذا تتشكل سلسلة أو شبكة من عمليات الشراء، وكل من في تلك السلسلة يعتقد أنه سيحقق أرباحًا طائلة نتيجةَ نجاحه في اجتذاب عدد كبير من الأشخاص.  أما بالنسبة للشركة منتجة تلك الساعة أو ذاك الفلتر، فالأموال تتدفق إلى حسابها. ويتحول المسلمون - بدافع الربح والحصول على العمولات - إلى خدم لهذه الشركة.
وخلاصة كلام أهل العلم الثقات في التسوق الشبكي أنه محرَّم، وذلك أن المقصود من المعاملة هو العمولات وليس المنتج، ولهذا كان اعتماد هذه الشركات في التسويق والدعاية لمنتجاتها هو إبراز حجم العمولات الكبيرة التي يمكن أن يحصل عليها المشترك، وإغراؤه بالربح الفاحش مقابل ثمن السلعة، فالسلعة الذي تسوِّقها هذه الشركات مجرد ستار وذريعة للحصول على العمولات والأرباح، ولما كانت هذه هي حقيقة هذه المعاملة، فهي محرَّمةٌ شرعًا لأمور:
أولًا: أنها تضمنت الربا بنوعيه، ربا الفضل وربا النسيئة، فالمشترِك يدفع مبلغًا قليلًا من المال ليحصل على مبلغ كبير منه، فهي نقود بنقود مع التفاضل والتأخير، وهذا هو الربا المحرم بالنص والإجماع، والسلعة التي تبيعها الشركة على العميل ما هي إلا ستار للمبادلة، فهي غير مقصودة للمشترك، فلا تأثير لها في الحكم.
ثانيًا: أنها من الغَرَر المحرم شرعًا، لأن المشترك لا يدري هل ينجح في تحصيل العدد المطلوب من المشتركين أم لا؟ والتسويق الشبكي أو الهرمي مهما استمر فإنه لا بد أن يصل إلى نهاية يتوقف عندها، ولا يدري المشترك حين انضمامه إلى الهرم هل سيكون في الطبقات العليا منه فيكون رابحًا، أو في الطبقات الدنيا فيكون خاسرًا؟ والواقع أن معظم أعضاء الهرم خاسرون إلا القلة القليلة في أعلاه، فالغالب إذن هو الخسارة، وهذه هي حقيقة الغرر، وهي التردد بين أمرين أغلبهما أخوفهما، وقد نهى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن الغرر، كما رواه مسلم في صحيحه.
ثالثًا: ما اشتملَتْ عليه هذه المعاملة مِن أكْل الشركات لأموال الناس بالباطل، حيث لا يستفيد من هذا العقد إلا الشركة ومَن ترغب إعطاءه من المشتركين بقصد خداع الآخرين، وهذا الذي جاء النص بتحريمه في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} (النساء:29).
رابعًا: ما في هذه المعاملة من الغش والتدليس والتلبيس على الناس، من جهة إظهار السلعة وكأنها هي المقصود من المعاملة والحالُ خلافُ ذلك، ومن جهة إغرائهم بالعمولات الكبيرة التي لا تتحقق غالبًا، وهذا من الغش المحرم شرعًا، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي» (رواه مسلم).
وأما القول بأن هذا التعامل من السمسرة، فهذا غير صحيح، إذ السمسرة عقدٌ يحصل السمسار بموجبه على أجر مقابل بيع السلعة، أما التسويق الشبكي فإن المشترك هو الذي يدفعُ الأجرَ لتسويق السلعة، كما أن السمسرة مقصودُها تسويق السلعة حقيقةً، بخلاف التسويق الشبكي فإن المقصود الحقيقي منه هو تسويق العمولات وليس السلعة، ولهذا فإن المشترك يسوِّق لمن يُسوِّق لمن يُسوِّق، وهكذا بخلاف السمسرة التي يُسوِّق فيها السمسار لمن يريد السلعة حقيقةً، فالفرق بين الأمرين ظاهر.
وأما القول بأن العمولات من باب الهبة فليس بصحيح، ولو افترضنا جدلًا أن هذا صحيح فليس كل هبةٍ جائزةً شرعًا، فالهبة على القرض ربا، والهبة تأخذ حكم السبب الذي وُجِدَتْ لأجله، وهذه العمولات إنما وُجِدَتْ لأجل الاشتراك في التسويق الشبكي، فمهما أُعطِيَتْ من الأسماء، سواء هدية أو هبة أو غير ذلك، فلا يغيّر ذلك من حقيقتها وحكمها شيئًا.
ومن شبهات المروجين للتسويق الشبكي أو ألاعيبهم لخداع البسطاء أنهم يقولون إنهم يخدمون المشتري ويوفّرون عليه ما قد يأخذه موزعو الجملة وموزعو التجزئة وبالتالي تصل إليه السلعة أرخص من ثمنها لو بيعت في المحلات، ويزعمون أن السلع التي يخدعون الناس ويبيعونها بأضعاف أضعاف قيمتها الحقيقية إنما هي سلع فائقة الجودة، وكل هذا الكلام باطل، والحقيقة خلاف ذلك.
فلو كانت السلعة فائقة الجودة حقًّا لكانت معروضة في الأسواق لكل الناس، وعدم وجودها في السوق وعدم قدرتها على منافسة غيرها يثير علامات استفهام كثيرة حول جودتها وقيمتها الفعلية ويثير الشكوك فيمن يسوّقون لها.
ولو كان التسويق حقًّا يتم عن طريق البيع المباشر لكان بإمكان أي شخص أن يشتري من تلك الشركة مباشرةً عن طريق الإنترنت أو غيره، ولكن ما يتم عكس ذلك، فالمشتري لا بد أن يكون جزءًا من سلسلة من المشترين، ويحصل كل مَن فوقه في الهرم على نسبة من العمولة. ولك أن تتخيل سلعةً يشتريها الشخص بألف دولار مثلًا، وكل من فوقه في الهرم الذين قد يصل عددهم إلى المائة قد أخذوا عمولة على هذه السلعة، فلو أخذ كل واحد منهم عشرة دولارات فقط رغم أنهم يأخذون أكثر من ذلك، فمن أين جاءت كل هذه الدولارات؟!!
وهذا يدلك على أن الثمن الذي تباع به السلعة أكبر بكثير من قيمتها الحقيقية، وأن الأمر في النهاية أن كل من اشترى سلعة بعشرين ألفًا مثلًا، وهي في الحقيقة قد لا تساوي الألف، يريد أن يعوِّض خسارته بإقناع غيرِه بأن يشرب من  نفس الكأس المر، وهكذا تستمر سلسلةُ الخداع الشبكي في أكل أموال الناس بالباطل. وبهذا يُعلَمُ أن هذه الدولارات إنما جاءت من جيوب الغلابة المخدوعين!!!

وهذا التسويق الشبكي له تأثير سلبيٌّ وخطير على اقتصاد البلاد فكلما زاد عدد المخدوعين به كلما زاد إنفاق  الناس لدولاراتهم في شراء سلع في الغالب لا يحتاجونها في الحقيقة ويشترونها بأضعاف أضعاف قيمتها، وهكذا تذهب العملة الصعبة هباءً منثورًا.
وفي الختام ينبغي على المسلم أن يحْذَر من المشاركة في تلك الخدعة الكبرى المسماة بالتسوُّق الشبكي، وعليه أن يحَذِّر إخوانه المسلمين من هؤلاء المخادعين أو المخدوعين، وينبغي أن يقوم الدعاة والإعلاميون بتوعية الناس حتى لا يقعوا في حبائلهم، ويجب أن تقوم الهيئات الرقابية بالدولة بواجبها لمنعها هذه المعاملة المحرمة التي تفسد اقتصاد البلاد وتفسد دنيا العباد وآخرتهم،  وأن تقوم بواجبها للأخذ على أيدي من يروجون لها. حفظ الله بلادنا من الشر وأهله.

اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وبرضاك عن سخطك واغننا بفضلك وكرمك وجودك عمن سوالك