عالم الإبداع: العقيدة

مدونة عامة في كل المجالات

أهم المواضيع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات العقيدة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات العقيدة. إظهار كافة الرسائل

2021/07/01

يوليو 01, 2021

نصيحة للمغترين بتنظيم داعش بقلم الشيخ عبد المنعم الشحات

 نصيحة للمغترين بتنظيم داعش

***********************



كتبه : م. عبد المنعم الشحات

           ****************


(داعش ظاهرهم التكفير و باطنهم البعثية - داعش جهل الخوارج واختراق الاستخبارات - ماذا فعلت داعش؟)


نقدم في هذا المقال


1- ملخصًا لأهم الاعتراضات على تنظيم "داعش" ثم نستعرض بعض جهود العلماء المعاصرين في بيان خطورة هذا التنظيم ونستعرض الجهود التالية

2- إجابة الدكتور سعد بن ناصر الشثرى عضو هيئة كبار العلماء سابقا على سؤال بشأن داعش فى برنامج الجواب الكافي على قناة المجد الفضائية والذي يمكن أن تعنون له (داعش ظاهرهم التكفير وباطنهم البعثية) حيث كانت هذه القضية هي محور إجابته

3- الحملة التي نظمتها عدد من القنوات الفضائية بعنوان (داعش جهل الخوارج واختراق الاستخبارات)

و التي شارك فيها عدد من العلماء والدعاة منهم الدكتور سعد بن ناصر الشثرى والذي كان تركيزه على ذات القضية التي ركز عليها في برنامج قناة المجد ومنهم الشيخ سعد البريك والشيخ عدنان العرعور والشيخ عمر الزيد وغيرهم ومنهم الباحث أنور مالك والذي غطى جانب الاستعمال المخابراتي لتنظيم داعش وهو ما عبر عنه بصورة أوفى في مقال له بعنوان ("داعش" والاختراق الاستخباراتي!)

4- كما نتعرض لمجموعة من التغريدات التي كتبها الشيخ محمد السعيدى أستاذ أصول الفقه في جامعة أم القرى بعنوان (ماذا فعلت داعش؟..)


أولا:خلاصة اعتراضاتنا على تنظيم داعش


ماذا نحتاج لكي نكوِّن رأيًا سديدًا في شأن داعش؟


يجيبنا شيخ الاسلام ابن تيمية على ذلك في مستهل إجابته عن حكم التتار قائلا:


"وَهَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى أَصْلَيْنِ: أَحَدُهُمَا الْمَعْرِفَةُ بِحَالِهِمْ. وَالثَّانِي مَعْرِفَةُ حُكْمِ اللَّهِ فِي مَثَلِهِمْ. فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَكُلُّ مَنْ بَاشَرَ الْقَوْمَ يَعْلَمُ حَالَهُمْ وَمَنْ لَمْ يُبَاشِرْهُمْ يَعْلَمُ ذَلِكَ بِمَا بَلَغَهُ مِنْ الْأَخْبَارِ الْمُتَوَاتِرَةِ وَأَخْبَارِ الصَّادِقِينَ. وَنَحْنُ نَذْكُرُ جُلَّ أُمُورِهِمْ بَعْدَ أَنْ نُبَيِّنَ الْأَصْلَ الْآخَرَ الَّذِي يَخْتَصُّ بِمَعْرِفَتِهِ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالشَّرِيعَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ "


و منه نعلم أن معرفة حال أي شخص أو كيان محل الدراسة يكون بأحد هذه الطرق


- مباشرة التعامل مع هؤلاء القوم

- أخبار الصادقين

- ما تواتر من الأخبار

-

و بالنسبة لتنظيم داعش فقد علمنا شؤونه من هذه المصادر


- فبعضها جاء عن طريق إخبار مَن عايشهم

- وبعضها عن طريق بعض مَن كان معهم ثم تاب

- وبعضها عن طريق كثير من الرموز الإسلامية الذين كانت لهم مساجلات خاصة وأن بعض هؤلاء الرموز ممن كان له دور في وضع بذور انحرافاتهم كأبي محمد المقدسي ومحمد بن سرور بن نايف زين العابدين ومساجلتهم مع داعش مبثوثة أيضًا على مواقعهم

- وكثير منها ثابت عليهم بما يبثونه هم بأنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي ومنه المقطع الذين بثه التنظيم المسمى بأنصار بيت المقدس والذي بايع داعش مؤخرًا وفيه الحكم على جميع أفراد الجيش المصري بالردة والتباهي بقتل عدد من جنوده الأبرياء


ومن خلال هذه المصادر تبين أن هذا التنظيم لديه العديد من الأخطاء العظيمة منها:


- أن قادته الميدانيين من القادة البعثيين السابقيين وإذا كان باب التوبة مفتوحًا أمام كل أحد ولكن فرق جوهري بين أن تقبل توبة التائب ظاهرًا و تكل أمره إلى الله و بين أن تسلم لهم القيادة لا سيما إذا كانت فعالهم استمرارًا لنفس ما كانوا عليه في السابق كما سنبين إن شاء الله

- أنهم من أشد الناس غلوًا في التكفير ولا يقدح في هذا أنهم يتبرأون من تكفير المسلمين فلو أنك سألت أي خارجي هل تكفر المسلمين؟ لأجاب بالقطع لا ولكن الصحيح أن تسأله هل يحكم بالإسلام لمن نطق بالشهادتين أم لا؟ ومتى يحكم على المسلم بالردة بعد إسلامه؟ وهل يثبت الكفر على معين بمجرد فعله الكفر؟ أم لا بد من ثبوت شروط وانتفاء موانع؟ وبهذا يتبين السلفي من الخارجي

- كما أنه لا يقدح في ذلك أنهم لا يكفرون بالكبيرة فعامة الخوارج المعاصرين لا يكفرون بالكبيرة ولكنهم في النهاية يكفرون المسلمين من باب تكفير الحكام أولا ثم تكفير جميع من لا يكفرهم توسعًا منهم بالباطل في تطبيق قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر وهنا يدور السؤال: هل إثم من يكفر المسلم العاصي المرتكب للكبيرة أعظم عند الله أم من يكفر رفقائه في الجهاد لأنهم لم يبايعوه أو لأنهم ما يوافقوه على بدعته من تكفير حكام المسلمين؟

- ومن هنا نعلم أن نقطة الغلو الرئيسية التي ينطلق منها هؤلاء هي تكفير الحكام وهم في ذلك ينطلقون من القواعد القطبية التي ترى أن الحكام كفار لمجرد أنهم حكام بناء على ما قرره سيد قطب من أن حال الدعوة في العصر الحديث كحال دعوة النبى صلى الله عليه وسلم في بدايتها حيث ينقسم الناس إلى مؤمن بها ومعرض عنها وهم العامة وأعداء لها وهم الملأ أي الحاكم وحاشيته والذي يترجم في هذا الزمان إلى الجيش والشرطة والحكومة ويختلف أنصار هذا الفكر اختلافا كبيرا في الحد الذي يعتبر به الشخص داخلا في الملأ وداخلا في العامة

- ومما يؤكد أن هؤلاء يكفرون الحكام بمجرد كونهم حكامًا أنهم لا يلتفتون إلى أن بعض الدول تطبق الشريعة بالفعل في النظام القضائي على الاقل وأن بعض الدول مثل مصر واليمن والكويت تنص دساتيرها على مرجعية الشريعة بل لا فرق عندهم بين الجميع

- و من أخطائهم الشنيعة والتي يتوصلون بها إلى تكفير كل من خالفهم في النقطة السابقة توسعهم المذموم في تطبيق قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر فيلزمون جميع المسلمين بفهم الفاسد في قضية الحكام ومَن أبى حكموا بكفره وهم يمتحنون من يقع تحت أيديهم في شأن حاكم بلده وكانوا يفعلون هذا مع المصريين بشأن الدكتور مرسي مع أنه ينتمى إلى حركة إسلامية فمع غيره من باب أولى

- كما أنهم يتوسعون في التكفير بباب موالاة الكفار فيجعلون كثيرا من صور الموالاة المحرمة أنها من باب الردة بل ربما أدخلوا صورًا من المعاملة الجائزة على أنها من الموالاة الشركية وبالطبع يطبقون هذا على التعاون على البر والتقوى مع الحكومات المعاصرة (والتي يعتقدون كفرها)

- ومن أخطائهم تكفير بعض الطوائف بالعموم لأسباب لم يثبت أن كل أفراد الطائفة يفعلها أو يقر بها كتكفير الشيعة بالعموم استنادا إلى الأقوال الكفرية التي صرح بها بعضهم وتكفير الصحوات بالعموم استنادا إلى تبعية بعضهم للأمريكان

- ومن أشنع أخطائهم التكفير باللوازم بل ربما كفروا بلوازم متوهمة كحكمهم بكفر من أسره الامريكان ثم أطلقوا سراحه بدعوى أن إطلاق سراحه لم يكن ليتم إلا بعد أن أصبح عميلا لهم

- وكل هذه الأخطاء ازدادت حدتها بعدما أعلنوا تحولهم من تنظيم إلى دولة حيث أصبح من السهل عليهم اعتبار كل رافض لبيعتهم أنه من جملة الموالين للكفار أو من جملة الذين يتمنون هزيمة (الإسلام) متمثلا في تنظيمهم الذي ظنوه دولة بالإضافة إلى ما في ذلك من تشويه معنى الحكم الإسلامي والخلافة الإسلامية وتثبيت التهمة التي يرددها الكثيرون أن الإسلاميين لا يعرفون معنى الدولة ولا كيفية الحفاظ عليها

- ومن تبعات تسرعهم في إعلان دولة بلا مقومات حقيقية أنهم لا يكادون يجدون من معنى الدولة بابًا يثبتون به قيام دولتهم إلا الإسراف في تطبيق الحدود مع أن الحالة التي هم عليها قد يمنع فيها من إقامة الحد منعًا من فتنة الناس لقول النبى صلى الله عليه وسلم "لا تقطع الأيدي في الغزو"


• أين يكمن الخلاف مع معجبى داعش


بعد هذا العرض الذى استعرضناه يبقى السؤال لماذا يوجد من يدافع عن تنظيم داعش وبأى حجة يدافعون؟


والجواب أن المدافعين عن داعش أقسام


1- منهم من يوافق داعش في تكفير الحكام والمحكومين أو في التوسع في التكفير بدعوى موالاة الكافرين أو على الأقل في عدم اعتباره لقضية العذر بالجهل مما يترتب عليه تكفير كثير من المسلمين الذين يشيع فيهم الجهل ببعض مقتضيات التوحيد والخلاف مع هؤلاء في واقع الأمر أعمق من أن يكون خلافا حول داعش بل الخلاف في هذه القضايا يحتاج إلى مراجعة ومناصحة وبيان لأن هذه الاعتقادات من البدع المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة

2- ومن هؤلاء المعجبين بداعش من لا يحسن هذه القضايا ولم يسمع بها من قبل فيجب عليه قبل التهوين من شأنها أو غض الطرف عنها أن يعرف موقعها في عقيدة أهل السنة والجماعة و أن يعرف أثر الانحراف فيها في الصد عن سبيل الله ومسئولية هذه الانحرافات عن الفتن التي ثارت والدماء التي أريقت

3- ومن هؤلاء من تمسك بداعش على أنها هي الأمل والمنقذ لا سيما في هذه الفترة التي يشيع فيها الشعور بالإحباط وينتشر فيها دعاء العجلة وهذا أحد السمات الرئيسية في الفكر الداعشي والمعجبين به وقد كان أبو مصعب الزرقاوي مؤسس نواة هذا التنظيم يجمع بين غلوه في التكفير من تكفير الشيعة والصحوات بالعموم ومن تكفيره للحكومات في الدول الإسلامية وبين الإعجاب الشديد بالجهيمان الذي ادَّعى المهدية والذي أحدث في الحرم ما أحدث ورغم انجلاء فتنته فقد ظل الزرقاوي على إعجابه به وإشادته به

وهؤلاء المفتونون يلجأون إلى حيلة عجيبة وهي التشكيك في كل ما ينسب إلى داعش من جرائم رغم أنهم هم من يبثها على مواقعهم المعتمدة والتي يبث عليها خطبة أبي بكر البغدادى وصور انتصارات داعش التي يعول عليها هؤلاء في التعلق بهم فيقبل من ذات المصدر ما يروق له و يرفض ما لا يروق له

على أن أخطاء داعش ثابتة بكل الوسائل التي أشار إليها شيخ الإسلام ابن تيمية في كيفية معرفة أحوال التتار أو غيرهم ومن آخرها ما بثه هؤلاء على سبيل الفخر المقطع الذي نشره التنظيم المسمى بأنصار بيت المقدس والذي صار تابعًا لداعش يكفر فيه جميع جنود الجيش المصري ويفخرون فيه بقتلهم

4- ومن هؤلاء من يعرف هذه الطوام ولكنه يريد أن يمنع الدعاة من الرد عليها رغبة منه في أن تذوق الحكومات التي تضيق على الدعاة السلميين وقد رددت عليهم في مقالة أصول الفكر القطبي وأكرر الجواب هنا لأهميته وأن هذا الأمر باطل ومنكر من وجوه منها:

- أن الدعاة إلى الله يتحملون في الدنيا والآخرة تبعة الدماء التي تراق بغير حق إن لم ينكروا

- أن صورة الإسلام والدعوة إلى الله خاصة تشوه بمثل هذه الأفعال

- أن الترك المؤقت لدعاة العنف وَهْمٌ كبير وإلا فمتى توحشوا ازداد غلوهم وزادت خطورتهم وهاهم "داعش" يخرجون عن طوع أبي محمد المقدسى ثم يعملون القتل فيمن ما زال على طريقته مثل جبهة النصرة وهم ينتمون إلى التيار السروري الذي عهد عنه السكوت عن التيار القطبى ومحاولة الدفاع عنه و ضمه إلى أهل السنة


و بعد هذا الاستعراض نستعرض بعض جهود العلماء في الرد على هذا التنظيم


• (داعش ظاهرهم التكفير وباطنهم البعثية)


تعرض الدكتور سعد بن ناصر الشثرى عضو هيئة كبار العلماء سابقا لسؤال بشأن داعش في برنامج الجواب الكافي على قناة المجد الفضائية فأجاب إجابة مفصلة كان ملخصها (داعش ظاهرهم التكفير وباطنهم البعثية) وهذه أهم النقاط التي جاءت في إجابته:


- ممن حاول استعمال الأسماء الطيبة الجذابة حزب البعث العربي الذين دخلوا على الأمة باسم العروبة وهذا الحزب أسسه ميشيل عفلق وصلاح البيطار عام 1367هـ حتى حكموا سوريا عام 1383 ولا زال الناس يقاسون الآثار السيئة للحكم البعثي

- في العراق قاد حزب البعث عام 1378هـ ثورة بقيادة عارف قتلوا الملك فيصل ودعوا بعبد الكريم قاسم زعيم العراق ثم انقلبوا عليه عام 83 بثورة حدث فيها قتال عنيف

- وفي 86 قام حزب البعث في التحالف مع ضباط غير بعثيين وقاموا بانقلاب وبعد سنتين طردوا جميع حلفائهم من الضباط الغير بعثيين وقتل كثيرا منهم

- والحزب معروف عنه هذه القسوة البالغة والاغتيالات الداخلية مثل حردان التكريتى وفؤاد الركابى وغانم عبد الجليل وغيرهم وفى عام 1399 هـ 99 قاموا بانقلاب آخر بعضه على البعض وأعدم فيه ثلث مجلس قيادة الثورة

- أعمل الحزب في الأكراد أبشع أنواع القتل والتشريد وحكم الناس بنظام بوليسي مباحث وشرطة واستخبارات

وكان حربًا على الإسلام وقاموا بقتل علماء الشريعة

- هوحزب همجي قومي لدى قادته جنون العظمة ويحترفون الخداع والكذب والتلون

- تنظيم الدولة الإسلامية هو بعينه البعث

- التنظير الشرعى لتنظيم داعش لا يعدو أن يكون تبريرات جدلية للمارسات الهجمية

- وبناء على ذلك فهذا التنظيم ليسوا من الخوارج بل هم من الزنادقة

- قد تقول إنه انضم إلى لوائهم المجاهدون من بلدان شتى يريدون الجهاد و لكن هؤلاء مخدوعون


والحكم على الجيش إنما هو بإهدافه وقياداته


- قد يمكن القادة بعض هؤلاء الذين جاءوا للجهاد من فعل بعض الأفعال كإقامة الحدود لتبرير طرائقهم السابقة فى التنكيل والبطش

- المعارك بينهم وبين الأسد على قلتها لا تخرج عن الخلافات البعثية-البعثية المعتادة وإلا فقد كان بشار يتجنب تماما قصفهم بل يقصف من يقاتلهم

- وأما هدمهم للأضرحة فهذا فعل الأتباع ولما جاء الأمر عند ضريح سليمان باشا جد العثمانيين سهلوا للقوات التركية أن تدخل لحمايته وهم الآن يحمونه بأنفسهم

- وأما استدلالهم بأقوال محمد بن عبد الوهاب فنوع من خداع الشباب السعودي ليناصرهم وهم يظهرون أقوال بعض علماء المالكية للمغاربة وبعض أقوال قادة الإخوان للإخوان

- أبو بكر البغدادى مجرد صورة من أجل تحسين سمعة حزب بالبعث وأما سائر القادة مثل الأنباري وحجى بكر وأبو مسلم التركماني وأبوعبد الرحمن البلاوي وأبو مهند السوداوى والحبورى فبعثيون معروفون

- لو كان البغدادى صادقا فليخرج و يتبرأ من حزب البعث


(انتهى ما أردنا إيراده من كلام الشيخ وفي كلامه عبارات أشد بكثير مما ذكرناه ولكننا اكتفينا بما نقلناه خوفا من أن يسئ البعض فهم تلك العبرات فيكفر داعش بالعموم كما كفروا هم غيرهم بالعموم)


• داعش جهل الخوارج واختراق الاستخبارات


نظمت عدد من القنوات الفضائية حملة بعنوان (داعش جهل الخوارج واختراق الاستخبارات)


وشارك فيها عدد من العلماء والدعاة منهم الدكتور سعد بن ناصر الشثري والذي كان تركيزه على ذات القضية التي ركز عليها في برنامج قناة المجد ومنهم الشيخ سعد البريك والشيخ عدنان العرعور والشيخ عمر الزيد وغيرهم ومنهم الباحث أنور مالك والذي غطى جانب الاستعمال المخابراتي لتنظيم داعش وهو ما عبر عنه بصورة أوفى في مقال له بعنوان


"داعش" والاختراق الاستخباراتي!"


قدم الكاتب في هذا المقال معلومات كثيرة مستندة إلى ما وصفه بأنه معلومات مسربة عن تقارير مخابراتية تنسب إلى حزب الله والمخابرات العراقية تسهيل مرور تنظيم داعش إلى سوريا لتشويه الجهاد و تجميل صورة الأسد بل ادَّعى أن السلطات الشيعية العراقية أفرجت عن كثير من أعضاء التنظيم مع دفعهم للذهاب إلى سوريا ثم ختم مقاله بقوله


"ويبقى القول أخيرًا وليس آخرًا:


ليس شرطا أن تكون عميلا كي تخدم خصومك، لكن يكفي أن تتواجد في الزمن الخطأ والمكان الغلط سواء كان الأمر لغباء في التخطيط أو لغياب أفق استراتيجي للصراع القائم في العالم الإسلامي، وهذا ما يجري مع "داعش" والأيام القادمة ستكشف الكثير من الخفايا والتطورات.. وللحديث بقية."


تنبيه: مع أن المعلومات المذكورة فى هذا المقال محتملة ومع هذا أوردنا استئناسًا لوجود الكثير من الشواهد المؤيدة له ولقبول عدد من العلماء والمتابعين له كتحليل على الأقل إن لم يكن معلومة مؤكدة وممن فعل هذا د.محمد السعيدى أستاذ أصول الفقه بجامعة أم القرى والذي وضع هذا المقال على حسابه على توتير فجاءه سؤال بعد كل ما فعلته داعش تقولون إنها مخترقة فكتب عددًا من التغريدات بعنوان (ماذا فعلت داعش؟) و بها نختم هذا المقال


• ماذا فعلت داعش؟..تغريدات مهمة للدكتور محمد السعيدي


1-حين نشرتُ مقالة أنور مالك عن اختراق داعش تواردت الأسئلة: بعد كل ما فعلته داعش تقولون إنها مخترقة فأزمعت كتابة تغريدات عن (ماذا فعلت داعش؟)

2-إبان الاحتلال الأمريكي للعراق وبعده بقليل كان اسم داعش القاعدة في الرافدين ثم إمارة العراق الإسلامية ومما فعلته في العراق ما يلي:

3-بعث عداوة السنة في قلوب عوام الشيعة وهو هدف إيراني لتكوين الاصطفاف الشيعي وتقويته وإشعارهم بالخوف وإلجائهم لقبول الاستظلال بإيران

4-نجحت إيران في تحقيق هدفها بطريق تفجيرات غير مبررة يقوم بها عناصر التنظيم في تجمعات الشيعة وربما قامت إيران ببعضها ونسبتها لهم وتبنوها

5-نجحت المخابرات الإيرانية بإعلامها وصنيع القاعدة إيقاظ روح العداء الرافضي ضد السنة وتكونت كتائب الموت الرافضية والتي لا تزال تعمل حتى اليوم

6-كتائب الصفوية كانت تقتل السنة وإمارة العراق كانت تقاتل المقاومة السنية أيضا بحجة عمالتهم أوكفرهم والمقاومة السنية تنهزم أمام شراستهم

7-استطاع الأعداء الثلاثة إمارة العراق والصفويون والجيش الأمريكي كل فيما يخصه إخماد جميع فصائل المقاومة السنية العراقية

8-قليلاً ما يقع التحام قتالي بين عناصر الإمارة وكتائب الصفويين أو الأمريكان ، ومعظم نشاط الإمارة تفجيرات ينفذها أبناؤنا لا تحسم المعركة

9-بعد تصفية المقاومة وتسليم الأرض للصفويين ذابت إمارة العراق وسجن المخلصون من أتباعها وكانوا آلات تتحرك أما المحركون فلا يعرف من أمرهم شيء

10-بعد نجاح الثورة السورية ظهرت داعش بمراحلها المعروفة وأعظم إنجازاتها تعطيل الثورة وإنقاذ النظام وإيجاد الشقاق بين الثوار والاعتداء عليهم

11-من إنجازات داعش إيجاد الحجة للنظام العالمي للصمت عن جرائم الأسد أمام الرأي العام الغربي ثم تحويل الأولوية من إسقاط الأسد إلى إسقاط الثورة

12-من إنجازات داعش تفريق اعتصام أهل الإنبار الذي دام عاما وكاد يودي بالمالكي ودخلت داعش وفرقته ثم ذابت وبدأ المالكي يضرب السنة محتجًا بداعش

13-من إنجازات داعش إيقاف ثورة العشائر بإعلان الخلافة وتهديد كل من يخرج على الخليفة المزعوم فتوقفت العشائر خوف الاقتتال وتم إنقاذ الحكومة

14-من إنجازات داعش إنقاذ النظام الصفوي العراقي من العشائر وترك بغداد والانصراف نحو الأكراد أعداء النظام الإيراني .

15-من إنجازات داعش المساهمة في تأمين وصول مقاتلي عصائب أهل الباطل والميليشيات الصفوية إلى أعماق سوريا لدعم النظام وحزب اللات

16-من إنجازات داعش محاولة إحداث الفوضى في الشمال الكردي الذي يعد حتى وقت قريب ملاذا آمنا للفارين من أهل السنة من نير الحكم الصفوي

17-أحيانا تقاتل داعش الجيش العراقي ذا الغالبية الشيعية العربية لكون إيران لا تريد جيشًا عراقيًا حتى ولو كان شيعيًا وداعش أداة جيدة لإضعافه

18-من إنجازات داعش إشغال العالم باليزيديين وكوباني عن مجازر الأسد وحصار الغوطة وتقدم حزب اللات،، ضوضاء عند الأبواب ليقفز المجرم من النافذة

19-يحرص الدواعش على أخذ الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا من يد الثوار السوريين لا من يد النظام ليحولوا بين الثوار وأي دعم من جهة تركيا

20-حماس المنتمين للفكر الداعشي لحادثة الأحساء يتفق مع رغبة تنظيمهم إحداث الفوضى في المملكة العربية السعودية وجعلها عراقًا ثانية

21-من إنجازات داعش دعم المشروع الإيراني في إثارة رافضة السعودية لتحقيق الفوضى هنا ، إيران وداعش يعملان الشيء نفسه وليست أولى نقاط الالتقاء

22-إعلان البغدادي في خطابه طموحه في التمدد نحو السعودية مع أنه لم يتقدم لفك الحصار عن الغوطة منذ أكثر من سنة دليل على أولويات إيران لديه

-الطريق نحو تحرير فلسطين يمر عبر الأردن وليس عبر السعودية ، لماذا لم يعلن تمدده تجاهها ؟


ذكرني بصدام حسين الذي غزا الكويت ليحرر فلسطين


23-داعش التي تزعم نصرتها للسنة كم جزرت من عشيرة آل بو نمر السنية في العراق وكم قتلت من قبيلة الشعيطات في سوريا ويقولون لا نستهين بالدماء

24-تصفح تاريخ المواجهات بين جيش الأسد والثوار السوريين تجد نصيب داعش مواجهتين فقط وفيها مقال ،أما البقية فكلها انسحابات للنظام لتمكين داعش

25-كم مرة قصفت طائرات النظام الأسدي مواقع داعش ؟

الجواب ولا مرة، طبعا هذا لا يثير استغراب المتعاطفين مع داعش .

26-وضعت داعش لنفسها قاعدة قتال المرتد أولى من قتال الكافر الأصلي لتبرر للمتعاطفين تركها الأسد وعصابته والتفاتها للمسلمين، والحكم بالردة جاهز

27-المطلوب من داعش أمريكيًا وإيرانيًا وصهيونيًا هو المشاركة في خطتهم إحداث الفوضى في دول السنة ولذلك اقتصر تهديد البغدادي عليها

28-حتى القوات المشتركة التي تزعم أنها تضرب داعش ، لا تضربها حقا، وإنما تمنعها من الوصول إلى المناطق التي لا تريد منها أن تصل إليها فقط

29-الحق الذي في كلمة البغدادي هو سلامة مقراتهم من ضربات الطيران الأمريكي وهذا لو تأمله المتأمل بعقل لعرف أنه من أوضح الأدلة على تآمرهم معها

30-لو كانت أمريكا صادقة في قتال داعش لكانت المشاركة معها مثل المشاركة في قتال البعث وقتال بشار لكن أمريكا كاذبة في عداوتها لها .

31-كانت فكرة القاعدة هي القيام بأعمال من شأنها جر الصليبيين لجزيرة العرب وبلاد الإسلام ليتمكنوا بزعمهم من سحقهم، أي انهيار استراتيجي هذا

32-حرصت داعش على الشيء نفسه وهو إعادة الصليبيين إلى العراق والشام ، ثم يعلو صراخهم بالمناداة بقتال الصليبيين، ولا يستفيدون من التجارب الفاشلة

33-فكرة جلب الصليبيين لمناطق الصراع للقضاء عليهم ثبت فشلها فها هي أفغانستان علمانية محطمة والصومال واليمن وتريد داعش للسعودية أن تكون كذلك

34-حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بغزو الجزيرة ثم فارس ثم الروم تم كما وصف وبالترتيب الذي أخبر به فتنزيل الحديث على مؤامرة داعش لعب بالعقول

35-غزا أبو بكر رضي الله عنه أنحاء الجزيرة وقمع الردة ووطد دولة الإسلام ثم اتجه للعراق وأتم الله على يد عمر فتح بلاد فارس ثم بلاد الروم

36-استكمل فتح آسيا الصغرى في عهد السلاجقة الأتراك في القرن الرابع الهجري ثم فتحت القسطنطينية وشرق أوربا على يد العثمانيين

37-أهل البدع أشد الناس حرصًا على تنزيل أحاديث الفتن على الواقع ليثبتوا شرعية وجودهم ولا نعلم فرقة فعلت ذلك إلا انتهى الأمر على خلاف قولها

-يدعي أنصار داعش أن الإعلام العالمي عدو لهم ويشوه صورتهم والحقيقة عكس ذلك فالإعلام العالمي هو الذي ضخمهم وهو المستفيد من ذلك-

38-هذه مواقع التواصل الكبرى التي لا تبتعد عن المخابرات الأمريكية ( جوجل وتويتر وفيس بوك ويوتيوب) لا تحاول حجب الإعلام الداعشي .

39-أيها الشباب المحب لدينه عليكم اتباع نبيكم في تجنب الفتن ( فمن كانت له إبل فليذهب إلى إبله ومن كانت له غنم فليذهب إلى غنمه … ) الحديث

40-وأخيرًا فإن متابعة ردود أنصار داعش على من ينتقدها تنبيك عن معادنهم وأخلاقهم وعقولهم وستكشف لك فهمهم الضيق للإسلام ، تابع معنا.


و فى النهاية أسأل الله أن أكون قد وفقت إلى جمع نصائح لمن اغتر بداعش عسى الجميع أن يدرك هذا الخطر الداهم الذي يدور بين التكفير والبعثية وكلاهما شر مستطير نسال الله أن يقي الأمة منه.

2018/11/14

نوفمبر 14, 2018

ﻭﺻﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﻔﺘﻦ الشيـخ خالـد الفليـج

         
   
                            ﻭﺻﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﻔﺘﻦ

ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ.ﺍﻷﻭﻟﻰ.

ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺎﻟﺜﺒﺎﺕ ﻓﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﷺ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻳﺎﻣﻘﻠﺐ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺛﺒﺖ ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻚ.

ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ.ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.

 ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﷺ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺮﺝ ﻛﻬﺠﺮﺓ إلي .

ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ.ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ.

 ﺍﻹﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻓﻼ ﺗﻌﺮﺽ ﻧﻔﺴﻚ ﻟﻠﺒﻼﺀ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‏
( ﻭﻟﻜﻨﻜﻢ ﻓﺘﻨﺘﻢ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻭﺗﺮﺑﺼﺘﻢ ‏).

ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ.ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ.

ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻓَـ باﻟﻌﻠﻢ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ.

ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ.ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ.

ﺻﺤﺒﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺃﻣﺮ ﻧﺒﻴﻪ ﺑﺼﺤﺒﺘﻬﻢ
ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‏
( ﻭﺍﺻﺒﺮ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺭﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﻐﺪﺍﺓ ﻭﺍﻟﻌﺸﻲ ‏).

ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ.ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ.

ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻫﻮﺍﻧﻬﺎ ﻓﻤﺘﺎﻋﻬﺎ ﺯﺍﺋﻞ ﻭﻧﻌﻴﻤﻬﺎ ﻓﺎﻧﻲ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻗﺔ ﺇﺛﺎﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ.

ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ.ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ.

ﺗﺬﻛﺮ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻷﺧﺮﺓ ﻓـَ في ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﻓﺎﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺧﺮﺓ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﺍﻷﺑﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺕ.

ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ.ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ.

ﺗﺬﻛﺮ ﻣﺂﻝ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺘﻪ ﺷﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺷﺒﻬﺎﺗﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻭﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺧﺮﺓ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﺨﺰﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ .

ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ.ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ.

ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻓﺎﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺍﻟﺰﻳﻎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺑﻠﺰﻭﻡ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﻬﻤﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻗﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﷺ .

ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ.ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ.

ﻋﻨﺪ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺑﻤﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻪ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﺣﺠﺔ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻣﺎﺗﻬﻮﻯ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻠﻴﺲ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻭﻻ ﺣﺠﺔ ﻟﻚ ﺑﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻭﻣﺎﻫﻮ ﺃﺳﻠﻢ ﻟﺪﻳﻨﻚ ..


2018/11/05

نوفمبر 05, 2018

خطبة جمعه بعنوان:*"​ توحيد رب العالمين هو سبب الأمن والتمكين لفضيلة الشيخ الدكتور/_ *عبدالعظيم بن بدوي "حفظه الله"* خطبة الجمعة20ربيع الآخر1432هــ


"خطبة جمعه بعنوان:*"​
توحيد رب العالمين هو سبب الأمن والتمكين

لفضيلة الشيخ الدكتور/_
*عبدالعظيم بن بدوي "حفظه الله"*
خطبة الجمعة20ربيع الآخر1432هــ
•••━═══❀۩۞۩❀═══━•••
       *الخطبة الاولى*
بعد المقدمه....
"قال تعالى:  *"وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"*عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ #ﷺوَأَصْحَابُهُ الْمَدِينَةَ وَآوَتْهُمُ الأَنْصَارُ رَمَتْهُمْ الْعَرَبْ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ، كَانُوا لاَ يَبِيتُونَ إِلاَّ بِالسِّلاحِ، وَلاَ يُصْبِحُونَ إِلاَّ فِيهِ، فَقَالُوا: تَرَوْنَ نَعِيشُ حَتَّى نَبِيتُ آمِنِين مُطْمَئِنِينَ لاَنَخَافُ إِلاَّ اللهُ؟! فَنَزَلَتْ: *"وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ" "النور/55"*ذلك وعد الله للذين آمنوا وعملوا الصالحات من أمة محمد #ﷺأن يستخلفهم في الأرض، وأن يمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وأن يبدلهم من بعد خوفهم أمنًا. ذلك وعد الله، ووعد الله حق، ووعد الله واقع، ولن يخلف الله وعده.فما حقيقة ذلك الإيمان؟ وما حقيقة الصالحات؟إن حقيقة الإيمان التي يتحقق بها وعد الله حقيقة ضخمة، تستغرق النشاط الإنساني كله، وتوجه النشاط الإنساني كله، فما تكاد تستقر في القلب حتى تعلن عن نفسها في صورة عمل ونشاط، وبناء وإنشاء، موجه كله إلى الله؛ لا يبتغي به صاحبه إلا وجه الله، وهي طاعة لله واستسلام لأمره في الصغيرة والكبيرة، لا يبقى معها هوى في النفس، ولا شهوة في القلب، ولا ميل في الفطرة، إلا وهو تبع لما جاء به رسول الله #ﷺ من عند الله.فهو الإيمان الذي يستغرق الإنسان كله، بخواطر نفسه، وخلجات قلبه. وأشواق روحه، وميول فطرته، وحركات جسمه، ولفتات جوارحه، وسلوكه مع ربه في أهله ومع الناس جميعاً، يتوجه بهذا كله إلى الله، يتمثل هذا في قول الله سبحانه في الآية نفسها تعليلاً للاستخلاف والتمكين والأمن:"يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا"والشرك مداخل وألوان، والتوجه إلى غير الله بعمل أو شعور هو لون من ألوان الشرك بالله.ذلك الإيمان منهج حياة كامل، يتضمن كل ما أمر الله به، ويدخل فيما أمر الله به توفير الأسباب، وإعداد العدة، والأخذ بالوسائل، والتهيؤ لحمل الأمانة الكبرى في الأرض، أمانة الاستخلاف.تلك هي حقيقة الإيمان.وأما الصالحات فهي جمع صالحة: وهي الأعْمال التي وصفها الشرع بأنها صلاح، وترك الأعمال التي وصفها الشرع بأنها فساد، لأن إبطال الفساد صلاح.والتعريف في "الصالحات" للاستغراق، أي عملوا معظم الصالحات ومهماتها ومراجعها مما يعود إلى تحقيق كليات الشريعة، وجري حالة مجتمع الأمة على مسلك الاستقامة ، وذلك يحصل بالاستقامة في الخويصَّة، وبحسن التصرف في العلاقة المدنية بين الأمة على حسب ما أمر به الدين أفراد الأمة، كل فيما هو من عمل أمثاله، الخليفة فمن دونه، وذلك في غالب أحوال تصرفاتهم، ولا التفات إلى الفلتات المناقضة فإنها معفو عنها إذا لم يُسترسل عليها، وإذا ما وقع السعي في تداركها.والاستقامة في الخُويصَّة هي موجب هذا الوعد وهي الإيمان وقواعد الإسلام ، والاستقامة في المعاملة هي التي بها تيسير سبب الموعود به .وقد بين الله تعالى أصول انتظام أمور الأمة في تضاعيف كتابه وعلى لسان رسوله #ﷺ، مثل قوله تعالى: *إنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" "النحل/90"*وقوله:  *"يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا "النساء/29"*وقوله في سياق الذم:  *"وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ" "البقرة/205"وقوله: "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ""محمّد/22"*.وبين الرسول #ﷺ تصرفات ولاة الأمور في شؤون الرعية ومع أهل الذمة ومع الأعداء في الغزو والصلح والمهادنة والمعاهدة، وبين أصول المعاملات بين الناس.فمتى اهتم ولاة الأمور وعموم الأمة باتباع ما وضّح لهم الشرع تحقق

وعد الله إياهم بهذا الوعد الجليل .وهذه التكاليف التي جعلها الله قِواماً لصلاح أمور الأمة، ووعد عليها بإعطاء الخلافة والتمكين والأمن، صارت بترتيب تلك الموعدة عليها أسبابًا لها، وكانت الموعدة كالمسبب عليها، فشابهت من هذه الحالة خطاب الوضع، وجُعل الإيمان عمودها، وشرطًا للخروج من عهدة التكليف بها، وتوثيقًا لحصول آثارها، بأن جعله جالب رضاه وعنايته، فبه يتيسر للأمة تناول أسباب النجاح، وبه يحف اللطف الإلهي بالأمة في أطوار مزاولتها واستجلابها، بحيث يدفع عنهم العراقيل والموانع ، وربما حف بهم اللطف والعناية عند تقصيرهم في القيام بها، وعند تخليطهم الصلاح بالفساد فرفق بهم، ولم يعجّل لهم الشر، وتلوّم لهم في إنزال العقوبة.وقد أشار إلى هذا قوله تعالى: *"وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ *إِنَّ فِي هَـٰذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ ﴿١٠٦﴾ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ " "الأنبياء/105،106"* يريد بذلك كله المسلمين.وقد تضمنت الآية الكريمة ثلاثة وعود:

الأول:  *"لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ.فِي.الْأَرْضِ.كَمَا.اسْتَخْلَفَ.الَّذِينَ.مِن.قَبْلِهِم.cc. ْ"*
الثاني:  *"وَلَيُمَكِّنَنَّ.لَهُمْ.دِينَهُمُ.الَّذِي.ارْتَضَىٰ.لَهُمْ.cc. "* ،
الثالث:  *"وَلَيُبَدِّلَنَّهُم.مِّن.بَعْدِ.خَوْفِهِمْ.أَمْنًا.cc. "* فما حقيقة الاستخلاف في الأرض؟إنها ليست مجرد الملك والقهر والغلبة والحكم، إنما هي هذا كله على شرط استخدامه في الإصلاح والتعمير والبناء، وتحقيق المنهج الذي رسمه الله للبشرية كي تسير عليه؛ وتصل عن طريقه إلى مستوى الكمال المقدر لها في الأرض، اللائق بخليقة أكرمها الله .إن الاستخلاف في الأرض قدرة على العمارة والإصلاح، لا على الهدم والإفساد، وقدرة على تحقيق العدل والطمأنينة، لا على الظلم والقهر، وقدرة على الارتفاع بالنفس البشرية والنظام البشري، لا على الانحدار بالفرد والجماعة إلى مدارج الحيوان!وهذا الاستخلاف هو الذي وعده الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات. وعدهم الله أن يستخلفهم في الأرض كما استخلف المؤمنين الصالحين قبلهم ليحققوا النهج الذي أراده الله، ويقرروا العدل الذي أراده الله، ويسيروا بالبشرية خطوات في طريق الكمال المقدر لها يوم أنشأها الله. فأما الذين يملكون فيفسدون في الأرض، وينشرون فيها البغي والجور، وينحدرون بها إلى مدارج الحيوان، فهؤلاء ليسوا مستخلفين في الأرض، إنما هم مبتلون بما هم فيه، أو مبتلى بهم غيرهم، ممن يسلطون عليهم لحكمة يقدرها الله.آية هذا الفهم لحقيقة الاستخلاف قوله تعالى بعده:

*"وَلَيُمَكِّنَنَّ.لَهُمْ.دِينَهُمُ.الَّذِي.ارْتَضَىٰ.لَهُم.cc. ْ"*وتمكين الدين يتم بتمكينه في القلوب، كما يتم بتمكينه في تصريف الحياة وتدبيرها، فقد وعدهم الله إذن أن يستخلفهم في الأرض، وأن يجعل دينهم الذي ارتضى لهم هو الذي يهيمن على الأرض، ودينهم يأمر بالإصلاح، ويأمر بالعدل، ويأمر بالاستعلاء على شهوات الأرض، ويأمر بعمارة هذه الأرض، والانتفاع بكل ما أودعها الله من ثروة، ومن رصيد، ومن طاقة، مع التوجه بكل نشاط فيها إلى الله.
*"وَلَيُمَكِّنَنَّ.لَهُمْ.دِينَهُم.cc. ُ"* عطف على "لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ ، والكلام فيه كالكلام فيه، وتأخيره عنه مع كونه أجل الرغائب الموعودة وأعظمها لما أنه كالأثر للاستخلاف المذكور. وقيل: لما أن النفوس إلى الحظوظ العاجلة أميل، فتصدير المواعيد بها في الاستمالة أدخل، والتمكين في الأصل جعل الشيء في مكان، ثم استعمل في لازمه وهو التثبيت، والمعنى: ليجعلن دينهم ثابتاً مقررًا، بأن يعلى سبحانه شأنه، ويقوى بتأييده تعالى أركانه، ويعظم أهله في نفوس أعدائهم الذين يستغرقون النهار والليل في التدبير لإطفاء أنواره، ويستنهضون الرجال والخيل للتوصل إلى إعفاء آثاره، فيكونون بحيث ييأسون من التجمع لتفريقهم عنه ليذهب من البين، ولا تكاد تحدثهم أنفسهم بالحيلولة بينهم وبينه ليعود أثراً بعد عين.وتقديم الجار والمجرور على المفعول الصريح للمسارعة إلى بيان كون الموعود من منافعهم مع التشويق إلى المؤخر، ولأن في توسيطه بينه وبين وصفه، أعني قوله تعالى: "الذِيارْتَضَىٰ لَهُمْ" وتأخيره عن الوصف من الإخلال بجزالة النظم الكريم ما لا يخفى، وفي إضافة الدين وهو دين الإسلام إليهم، ثم وصفه بارتضائه لهم من مزيد الترغيب فيه والتثبيت عليه.وتمكين الدين: انتشاره في القبائل والأمم وكثرة متبعيه. استعير التمكين الذي حقيقته التثبيت والترسيخ لمعنى الشيوع والانتشار، لأنه إذا انتشر لم يخش عليه الانعدام، فكان كالشيء المثبَّت المرسّخ، وإذا كان متَّبعوه في قلة كان كالشيء المضطرب المتزلزل. وهذا الوعد هو الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، منها حديث ثوبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ #ﷺ:  *(( إِنَّ اللهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِى سَيَبْل

ُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِىَ لِي مِنْهَا))([2]).*وقوله: "لهم" مقتضى الظاهر فيه أن يكون بعد قوله: "دينهم" لأن المجرور بالحرف أضعف تعلقاً من مفعول الفعل، فقدم "لهم" عليه للإيماء إلى العناية بهم، أي بكون التمكين لأجلهم، كتقديم المجرور على المفعولين في قوله:  *"أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴿١﴾ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ﴿٢﴾"[الشرح]*.وإضافة الدين إلى ضميرهم لتشريفهم به، لأنه دين الله، كما دل عليه قوله عقبه:"الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ"، أي الذي اختاره ليكون دينهم، فيقتضي ذلك أنه اختارهم أيضاً ليكونوا أتباع هذا الدين. وفيه إشارة إلى أن الموصوفين بهذه الصلة هم الذين ينشرون هذا الدين في الأمم لأنه دينهم فيكون تمكنه في الناس بواسطتهم .وإنما قال:

         *الخطبه الثانيه*

¶بعدالمقدمه………
*"وَلَيُبَدِّلَنَّهُم.مِّن.بَعْدِ.خَوْفِهِمْ.أَمْنًا.cc. "*
ولم يقل: وليؤمننهم، كما قال في سابقَيْه، لأنهم ما كانوا يطمحون يومئذٍ إلا إلى الأمن، كما ورد في حديث أبي العالية المتقدم آنفًا، فكانوا في حالة هي ضد الأمن، ولو أعطوا الأمن دون أن يكونوا في حالة خوف لكان الأمن منة واحدة. وإضافة الخوف إلى ضميرهم للإشارة إلى أنه خوف معروف مقرر.وتنكير "أَمْنًا" للتعظيم، بقرينة كونه مبدّلاً من بعد خوفهم المعروف بالشدة. والمقصود: الأمن من أعدائهم المشركين والمنافقين. وفيه بشارة بأن الله مزيل الشرك والنفاق من الأمة.قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ- رَحِمَهُ اللهُ-: قَالَ عُلَمَاؤُنَا: هَذِهِ الآيَةُ وَعْدُ حَقٍّ، وَقَوْلُ صِدْقٍ، يَدُلُّ ذَلِكَ عَلَى صِحَّةِ إمَامَةِ الْخُلَفَاءِ الأَرْبَعَةِ، لأَنَّهُ لَمْ يَتَقَدَّمْهُمْ أَحَدٌ فِي الْفَضِيلَةِ إلَى يَوْمِنَا هَذَا، فَأُولَئِكَ مَقْطُوعٌ بِإِمَامَتِهِمْ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمْ.وَصَدَقَ وَعْدُ اللهِ فِيهِمْ، وَكَانُوا عَلَى الدِّينِ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ، وَاسْتَقَرَّ الأَمْرُ لَهُمْ، وَقَامُوا بِسِيَاسَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَذَبُّوا عَنْ حَوْزَةِ الدِّينِ، فَنَفَذَ الْوَعْدُ فِيهِمْ، وَصَدَقَ الْكَلامُ فِيهِمْ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ هَذَا الْوَعْدُ بِهِمْ يُنْجَزُ، وَفِيهِمْ نَفَذَ، وَعَلَيْهِمْ وَرَدَ، فَفِيمَنْ يَكُونُ إذَنْ؟ وَلَيْسَ بَعْدَهُمْ مِثْلُهُمْ إلَى يَوْمِنَا هَذَا، وَلا يَكُونُ فِيمَا بَعْدَهُ.قَامَ أَبُو بَكْرٍ بِدَعْوَةِ الْحَقِّ، وَاتِّفَاقِ الْخَلْقِ، وَوَاضِحِ الْحُجَّةِ، وَبُرْهَانِ الدِّينِ، وَأَدِلَّةِ الْيَقِينِ، فَبَايَعَهُ الصَّحَابَةُ، ثُمَّ اُسْتُخْلِفَ عُمَرُ فَلَزِمَتْ الْخِلاَفَةُ، وَوَجَبَتْ النِّيَابَةُ، وَتَعَيَّنَ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ، ثُمَّ جَعَلَهَا عُمَرُ شُورَى، فَصَارَتْ لِعُثْمَانَ بِالنَّظَرِ الصَّحِيحِ، وَالتَّبْجِيلِ الصَّرِيحِ، وَالْمَسَاقِ الْفَسِيحِ، جَعَلَ الثَّلاَثَةَ أَمْرَهُمْ إلَى ثَلاَثَةٍ، ثُمَّ أَخْرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ نَفْسَهُ بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ إلَى مَنِ اخْتَارَهُ مِنْ الرَّجُلَيْنِ، فَاخْتَارَ عُثْمَانَ، وَمَا عَدَلَ عَنْ الْخِيَارِ، وَقَدَّمَهُ وَحَقُّهُ التَّقْدِيمُ عَلَى عَلِيٍّ.ثُمَّ قُتِلَ عُثْمَانُ مَظْلُومًا فِي نَفْسِهِ، مَظْلُومًا جَمِيعُ الْخَلْقِ فِيهِ، فَلَمْ يَبْقَ إلاَّ عَلِيٌّ، أَخْذًا بِالأَفْضَلِ فَالأَفْضَلِ، وَانْتِقَالاً مِنْ الأَوَّلِ إلَى الأَوَّلِ، فَلاَ إشْكَالَ لِمَنْ جَنَفَ عَنِ الْمُحَالِ، أَنَّ التَّنْزِيلَ عَلَى هَؤُلاءِ الأَرْبَعَةِ وَعْدُ اللهِ فِي هَذِهِ الآيَة.وقال ابن كثير- رَحِمَهُ اللهُ-: روى مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ #ﷺ يَقُولُ: (( لاَ يَزَالُ أَمْرُ النَّاسِ مَاضِيًا مَا وَلِيَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ))([3]).وهذا الحديث فيه دلالة على أنه لا بد من وجود اثني عشر خليفة عادلًا، وليسوا هم بأئمة الشيعة الاثني عشر، فإن كثيرًا من أولئك لم يكن إليهم من الأمر شيء، فأما هؤلاء فإنهم يكونون من قريش، يَلُون فيعدلون.وقد وقعت البشارة بهم في الكتب المتقدمة، ثم لا يشترط أن يكون متتابعين، بل يكون وجودهم في الأمة متتابعا ومتفرقا، وقد وُجِد منهم أربعة على الولاء، وهم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، y. ثم كانت بعدهم فترة، ثم وُجِد منهم ما شاء الله، ثم قد يُوجَد منهم مَن بقي في وقت يعلمه الله. ومنهم المهدي الذي يطابق اسمه اسم رسول الله r، وكنيته كنيته، يملأ الأرض عدلًا وقسطًا، كما ملئت جورًا وظلمًا.وهكذا تحقق وعد الله ، وظل متحققًا وواقعا ما قام المسلمون على شرط الله:

*"يَعْبُدُونَنِي.لَا.يُشْرِكُونَ.بِي.شَيْئًا.cc. "*
لا من الآلهة ولا من الشهوات، ويؤمنون ويعملون صالحًا، ووعد الله مذخور لكل من يقوم على شرطه من هذه الأمة إلى يوم القيامة. إنما يبطئ النصر والاستخلاف والتمكين والأمن، لتخلف شرط الله في جانب من جوانبه الفسيحة، أوفى تكليف من تكاليفه الضخمة، حتى إذا انتفعت الأ

مة بالبلاء، وجازت الابتلاء، وخافت فطلبت الأمن، وذلت فطلبت العزة، وتخلفت فطلبت الاستخلاف، كل ذلك بوسائله التي أرادها الله، وبشروطه التي قررها الله، تحقق وعد الله الذي لا يتخلف، ولا تقف في طريقه قوة من قوى الأرض جميعًا.إن الإسلام حقيقة ضخمة لا بد أن يتملاها من يريد الوصول إلى حقيقة وعد الله في تلك الآيات، ولا بد أن يبحث عن مصداقها في تاريخ الحياة البشرية، وهو يدرك شروطها على حقيقتها، قبل أن يتشكك فيها أو يرتاب، أو يستبطئ وقوعها في حالة من الحالات.إنه ما من مرة سارت هذه الأمة على نهج الله، وحكمت هذا النهج في الحياة، وارتضته في كل أمورها، إلا تحقق وعد الله بالاستخلاف والتمكين والأمن. وما من مرة خالفت عن هذا النهج إلا تخلفت في ذيل القافلة، وذلت، وطرد دينها من الهيمنة على البشرية، واستبد بها الخوف، وتخطفها.ألا وإن وعد الله قائم. ألا وإن شرط الله معروف.فمن شاء الوعد فليقم بالشرط:"يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا"
اللهم لك الحمد كله 

2018/08/11

أغسطس 11, 2018

خلاصة بعض أفكار الشيخ يوسف القرضاوي - عفا الله عنا وعنه



(فكر الإخوان 1.في الكفار 2.في المبتدعة 3.في السنة 4.في المرآة 5.في الملاهي 6. الفتاوى الشاذة .... القرضاوي نموذج)
خلاصة بعض أفكار الشيخ يوسف القرضاوي - عفا الله عنا وعنه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن مما ابتليت به الأمة في هذه الأزمان ظهور أقوام
لبسوا رداء العلم مسخوا الشريعة باسم التجديد،
ويسروا أسباب الفساد باسم فقه التيسير،
وفتحوا أبواب الرذيلة باسم الاجتهاد،
وهونوا من السنن باسم فقه الأولويات،
ووالوا الكفار باسم تحسين صورة الإسلام ،
وعلى رأس هؤلاء مفتي الفضائيات (يوسف القرضاوي)
حيث عمل على نشر هذا الفكر عبر الفضائيات
وشبكة الإنترنت والمؤتمرات والدروس والكتب والمحاضرات وغيرها،
وهذه الأوراق فيها خلاصة لبعض فكر هذا الرجل الذي يروج له،
أظهرتها نصحا للأمة وبراءة للذمة وتحذيرا من هذا الرجل وأضرابه،
ولم أطل بالرد عليه هنا لأن ما ذكرته هنا يستنكره عوام المسلمين فضلا عن الخواص،
ومن أراد تفصيل هذه المقولات والرد عليها فهي في كتاب
(الرد على القرضاوي) ، قاله كاتبه/ناصر بن حمد الفهد في أول شهر شوال عام 1420.
أولا : موقفه من الكفار :
لقد ميع القرضاوي وأمات عقيدة الولاء والبراء من الكفار ، وإليك بعض أقواله :
1-قال عن النصارى فكل القضايا بيننا مشتركة فنحن أبناء وطن واحد،
مصيرنا واحد، أمتنا واحدة، أنا أقول عنهم إخواننا المسيحيين،
البعض ينكر علي هذا كيف أقول إخواننا المسيحيين؟
(إنما المؤمنون أخوة) نعم نحن مؤمنون وهم مؤمنون بوجه آخر).
2-و قال في نفس البرنامج عن الأقباط إنهم قدموا الآف (الشهداء) لا ختلاف المذاهب .
3-وقال (إن مودة المسلم لغير المسلم لا حرج فيها).
4-وقال إن العداوة بيننا وبين اليهود من أجل الأرض فقط
لا من أجل الدين وقرر أن قوله تعالى:
(لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا)
أن هذا بالنسبة للوضع الذي كان أيام الرسول (صلى الله عليه وسلم)
وليس الآن، مع العلم بأنه يستدل بآخر الآية على قرب النصارى الآن من المسلمين!!،
ويقول (إذا عز المسلمون عز إخوانهم المسيحيون من غير شك وإذا ذل المسلمون ذل المسيحيون).
5-وقرر في مواضع أن الإسلام_ بزعمه_ يحترم أديانهم المحرفة ،
وقرر أنهم كالمسلمين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم ،
وأن الأرضيات مشتركة بين المسلمين وبين النصارى ،
وأن الإسلام ركز على نقاط الاشتراك بيننا وبينهم لا على نقاط الاختلاف ،
وأنه لا بد من أن يقف المسلمون والنصارى جميعا في صف واحد
على هذه الأرضيات المشتركة بينهم ضد الإلحاد والظلم والاستبداد ،
ويذكر أن الجهاد إنما هو للدفاع عن كل الأديان لا عن الإسلام فقط ،
وجوز تهنيئتهم بأعيادهم، وتوليهم للمناصب والوزارات.
6-كما قرر أن الجزية إنما تؤخذ من أهل الذمة مقابل تركهم الدفاع عن الوطن
وأما الآن فتسقط عنهم لأن التجنيد إجباري يستوي فيه المسلم والكافر.
ثانيا : موقفه مع المبتدعة :
تجد القرضاوي إذا تكلم ضد بدعة فإنه يتكلم ضد خصم لا وجود له ،
فهو يتكلم على المعتزلة والخوارج الأوائل ، ولكنه في المقابل يثني على وارثيهم اليوم ،
أما الرافضة الذين ورثوا عقيدة المعتزلة وأضافوا إليها من الموبقات والعظائم
مايكفي عشر معشاره لإلحاقهم بأبي جهل
فتجده مدافعا عنهم ومؤاخيا لهم بل ويعتبر إثارة الخلاف معهم خيانة للأمة،
ويعتبر لعنهم للصحابة وتحريفهم القرآن وقولهم بعصمة الأئمة
وحجهم للمشاهد وغيرها (خلافات على هامش العقيدة)!! ،
وكذلك يقول في وارثي الخوارج اليوم وهم الإباضية،
وأما الأشاعرة والماتريدية فهم من أهل السنة عنده ولا مجال للنقاش في ذلك .
ثالثا : موقفه من السنة :
يسير القرضاوي مع تيار العقلانيين في عرض السنة على عقولهم الكاسدة وأفهامهم الفاسدة ،
ومن ثم رد بعضها وتأول البعض الآخر مما لا يتفق مع هواه ،
وإليك أمثلة من أقواله في السنة :
1-ثبت في مسلم مرفوعا (إن أبي وأباك في النار) وأجمع العلماء على ذلك .
قال القرضاوي: قلت : ما ذنب عبد الله بن عبد المطلب حتى يكون في النار
وهو من أهل الفترة والصحيح أنهم ناجون؟!!!
( قول القرضاوي هذا خلاف قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال إن ابي وأباك في النار)
2-وثبت في الصحيحين مرفوعا (يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح) .
قال القرضاوي : من المعلوم المتيقن الذي اتفق عليه العقل والنقل أن الموت ليس كبشا ولا ثورا ولا حيوانا من الحيوانات . وهذا القول باطل ونلتزم بما ثبت بالشرع بدون تأويل ولا تمثيل ولا تحريف
3-وثبت في الصحيح مرفوعا (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة).
قال القرضاوي: هذا مقيد بزمان الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان الحكم فيه للرجال استبدادياً، أما الآن فلا.
ومع ان حكم الشرع صالح لكل زمان ومكان وكيف يرد هذا القول بأنه فقط في الزمن القديم
4- وثبت في الصحيح (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أسلب للب الرجل الحازم من إحداكن).
قال القرضاوي : إن ذلك كان من الرسول على وجه المزاح .
5-وثبت في الصحيح (لا يقتل مسلم بكافر) .
قال القرضاوي-بعد أن قرر أن المسلم يقتل بالكافر خلافا للحديث- : إن هذا الرأي هو الذي لا يليق بزماننا غيره.. ونحن بترجيح هذا الرأي نبطل الأعذار ونعلي راية الشريعة الغراء.
وله غير ذلك كثير .
رابعا : موقفه من المرأة :
عمل القرضاوي على هتك ستر النساء المحجبات بكل ما يستطيع ،
فأعلن مرارا أن فصل النساء عن الرجال في المحاضرات بدعة ،
وأنه من التقاليد التي ليست من الإسلام،
وأنه لا بد من كسر هذا الحاجز بين النساء والرجال ،
وقال بالنص (للأسف أنا من السبعينات وأنا أذهب لأمريكا لحضور مؤتمرات إسلامية،
ولكن تلقى المحاضرات في هذه المؤتمرات للنساء في جهة وللرجال في جهة أخرى،
فالتشدد غلب المجموعات هناك وفرضوا التقاليد على المجتمع الغربي نفسه،
حيث أخذوا الأقوال المتشددة وتركوا الأقوال الراجحة،
وأصبح الرجال لهم مكان للقاء منفصل عن مكان النساء)،
وقال أيضا في نفس البرنامج
(مع أن مثل هذه المؤتمرات تعتبر فرصة لرؤية شاب فتاة فيعجب بها،
ويسأل عنها ويفتح الله قلبيهما
ويكون من وراء ذلك تكوين أسرة مسلمة)،
وقال في نفس البرنامج لما قدمه رجل في محاضرة خاصة بالنساء
(قلت للمقدم ما مكانك أنت هنا؟
المفروض أن تكون مكانك إحدى الأخوات فالموضوع يخصهنّ،
فتقوم على تقديمي وإلقاء الكلمة وتلقي الأسئلة،
بهذا ندربهن على القيادة،
لكن هناك تحكم دائم من الرجل في المرأة حتى في أمورهن )،
وقرر أنه لابد للنساء المحجبات من الظهور في التلفاز والقنوات الفضائحية ،
ولا بد للمرأة من الاشتراك في التمثيل والمسرح ،
بل قد ذكر أن له ابنتين درستا في جامعات إنجلترا
(وهو إنما يدعو للاختلاط المحتشم!!!!)
إلى أن حصلتا على الدكتوراة إحداهما في الفيزياء النووية
والثانية في الكيمياء الحيوية !!!.
خامسا : القرضاوي والملاهي :
يعتبر القرضاوي من أشهر الدعاة (الشرعيين!!!)
إلى الغناء والملاهي ويقرر هذا الأمر من عدة نواحي :
فيقرر في كثير من كتبه أن الغناء حلال ،
وأن السينماء حلال طيب
ويذكر أنه ينكر على الفنانين الذين يعتزلون الفن
ويبارك الذين يلبسون الصلبان ويظهرونها
من أجل تمثيل الحملات الصليبية مختتما إجازة هذا العمل لهم بقوله:
(فسيروا على بركة الله والله معكم ولن يتركم أعمالكم
ويذكر أنه يتابع أغاني:
(فايزة أحمد)
و (شادية)
و (أم كلثوم)
و (فيروز) وغيرهن
ويذكر عن نفسه أنه يتابع:
الأفلام
والمسلسلات
والمسرحيات ،
كفيلم (الإرهاب والكباب) لعادل إمام-وفيه استهزاء بالمتدينين-،
و (ليالي الحلمية)
و (رأفت الهجان)
وأفلام غوار
ونور الشريف
ومعالي زايد غيرها
ويفتي بجواز النظر للنساء اللاتي يظهرن في الشاشة
سادسا : شذوذاته الفقهية :
كما أنه شذ في كثير من آرائه الفقهية ضاربا عرض الحائط بالنصوص وأقوال العلماء
وإليك بعضا من شذوذاته :
يقرر أن الرجم تعزير لولي الأمر إلغاؤه إن رأى المصلحة في ذلك
وأن الردة نوعان:
ردة مغلظة وهي المصاحبة للعنف ضد المجتمع فهذا يقتل،
وردة مخففة وهي ما عدا ذلك فيترك صاحبها .
وأن للمرأة أن تتولى منصب الولاية العامة
وأن المرأة إذا كانت تشترك في البيع والشراء والمعاملات فشهادتها كشهادة الرجل
وأنه يجوز حلق اللحى
ويجوز الربا اليسير 1% او 2% بحجة أنه خدمات إدارية
بالإضافة إلى إباحته:
للغناء
والملاهي
والتلفاز
والقنوات
والمسلسلات
وإسبال الثياب
والسفور
والتصوير
والتمثيل
وبيع الخمر
والخنزير للكفار
ونقل أعضاء الخنزير للمسلم
ومصافحة النساء
والتزيي بزي الكفار
وأكل المصعوقة من اللحوم
وسفر المرأة وابتعاثها للدراسة بلامحرم وغير ذلك ،
وقد صدق فيه من قال إن القرضاوي بفتاواه ومسخه للشريعة
إنما يصيح بجميع المنتسبين إلى الإسلام قائلا لهم بلسان حاله
(اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة!!!) .
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإسلام والسنة ،
وأن يعيذنا من هذه الأقوال وأصحابها،
وأن يجعلنا من المتمسكين بهدي النبي صلى الله عليه وسلم  .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
_____________________

كتبه الشيخ : ناصر بن حمد الفهد حفظه الله ووفقه لكل خير

2018/08/07

أغسطس 07, 2018

انتقادات أهل السنة على تفسير الكاشف للإمام الزمخشري رحمه الله..


انتقادات أهل السنة على تفسير الكاشف للإمام الزمخشري رحمه الله..
أولا..
 لا شك أن تفسير الكاشف للإمام الزمخشري يحتوي على البديع من اللغويات والبلاغيات الجميلة...
والقاعدة الأصولية تقول ( أن درأ المفاسد مُقدم على جلب المصالح..
ومعروف أن الإمام الزمخشري أحد رموز المعتزلة،، والمعتزلة من الفِرق المُنحرفة عن منهج أهل السنة والجماعة كما سَنبين ذلك أن شاء الله..والعقيدة تُقدم على كل شيء..✋
......
ثانياً:
الزمخشري صاحب تفسير " الكشّاف " نسبة إلى " زَمَخْشَر " وهي قرية كبيرة من قرى " خوارزم " ، واسمه محمود ، وكنيته أبو القاسم ، توفي عام 538 هـ ، وهو من دعاة الاعتزال الكبار ، والمعتزلة فرقة مبتدعة من أبرز عقائدها : القول بخلق القرآن ، وبنفي رؤية الله تعالى يوم القيامة ، والقول بتعطيل الصفات ، والقول بتخليد مرتكب الكبيرة في النار في الآخرة إذا لقي الله تعالى ولم يتب منها أو لم يقم عليه الحد في الدنيا ، وغير ذلك من أقوال الضلال .
قال الذهبي رحمه الله : " الزمخشري ، العلامة ، كبير المعتزلة ، أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري الخوارزمي النحوي ، صاحب " الكشاف " و " المفصل " – في النحو - .
... .
وكان داعية إلى الاعتزال ، الله يسامحه " انتهى مختصراً من "سير أعلام النبلاء" (20/151 – 156) .
ثالثاً :
كتاب الزمخشري " الكشاف " هو في تفسير القرآن ، ولأهل السنَّة عليه ملاحظات كثيرة ، أبرزها :
1. نشر عقائد المعتزلة من خلال التعسف في فهم الآيات القرآنية .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وأما " الزمخشري " فتفسيره محشو بالبدعة وعلى طريقة المعتزلة من إنكار الصفات والرؤية والقول بخلق القرآن ، وأنكر أن الله مريد للكائنات وخالق لأفعال العباد ، وغير ذلك من أصول المعتزلة ... وهذه الأصول حشا بها كتابه بعبارة لا يهتدي أكثر الناس إليها ولا لمقاصده فيها ، مع ما فيه من الأحاديث الموضوعة ، ومن قلة النقل عن الصحابة والتابعين " انتهى من "مجموع الفتاوى" (13 /386 ، 387) .
وقال الذهبي رحمه الله – في ترجمة الزمخشري - : " صالح ، لكنه داعية إلى الاعتزال أجارنا الله , فكن حذراً من " كشَّافه " انتهى من "ميزان الاعتدال" (4/78) .
2. إنكار قراءات صحيحة مشهورة .
قال أبو حيان الأندلسي رحمه الله : " وهذا على عادته في تغليط القراء وتوهيمهم " انتهى من "تفسير البحر المحيط" (2 /225) .
3. التعرض لمقام النبي صلى الله عليه وسلم بالسوء .
فعند قوله تعالى ( عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ) التوبة/ 43 : قال الزمخشري : ( عَفَا اللَّهُ عَنكَ ) كناية عن الجناية ؛ لأن العفو رادف لها ، ومعناه : أخطأت وبئس ما فعلت ! .
" تفسير الكشاف " (2 /261) .
قال أبو حيان الأندلسي رحمه الله : " وكلام الزمخشري في تفسير قوله ( عفا الله عنك لم أذنت لهم ) مما يجب اطراحه ، فضلاً عن أن يذكر فيردّ عليه " انتهى من "تفسير البحر المحيط" (5 /49) .
وقال الشيخ العلامة تاج الدين السبكي رحمه الله : " واعلم أن الكشاف كتاب عظيم في بابه ، ومصنفه إمام في فنه ، إلا أنه رجل مبتدع متجاهر ببدعته ، يضع من قدر النبوة كثيرا ، ويسيء أدبه على أهل السنة والجماعة ، والواجب كشط ما فيه من ذلك كله .
ولقد كان الشيخ الإمام [ يعني : والده الإمام تقي الدين السبكي ] يقرئه ، فلما انتهى إلى الكلام على قوله تعالى في سورة التكوير : ( إنه لقول رسول كريم ) الآية أعرض عنه صفحا ، وكتب ورقة حسنة سماها : سبب الانكفاف عن إقراء الكشاف ، وقال فيها : قد رأيت كلامه على قوله تعالى : ( عفا الله عنك ) ، وكلامه في سورة التحريم في الزلة ، وغير ذلك من الأماكن التي أساء أدبه فيها على خير خلق الله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأعرضت عن إقراء كتابه حياء من النبي صلى الله عليه وسلم ، مع ما في كتابه من الفوائد والنكت البديعة .
فانظر كلام الشيخ الإمام الذي برز في جميع العلوم... في حق الكتاب الذي اتخذت الأعاجم قراءته ديدنها .
والقول عندنا فيه : أنه لا يسمح بالنظر فيه إلا لمن صار على منهاج السنة ، لا تزحزحه شبهات القدرية" انتهى من "معيد النعم ومبيد النقم" (80-81) .

وقال الشيخ محمود شكري الألوسي رحمه الله : " وكم لهذه السقطة في " الكشاف " من نظائر ، ولذلك امتنع من إقرائه بعض الأكابر ، كالإمام السبكي " انتهى من "تفسير الآلوسي" (10 /109) .
4. كثرة الأحاديث الموضوعة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وكالزمخشري وغيرهم من المفسرين الذين يذكرون من الأحاديث ما يعلم أهل الحديث أنه موضوع " انتهى من "منهاج السنة النبوية" (7 /91) .
وقال رحمه الله – أيضاً - : " ومثل هذا لا يرويه إلا أحد الرجلين : رجل لا يميِّز بين الصحيح والضعيف والغث والسمين ، وهم جمهور مصنفي السيَر والأخبار وقصص الأنبياء كالثعالبي والواحدي والمهدوي والزمخشري ... وأمثالهم من المصنِّفين في التفسير ، فهؤلاء لا يعرفون الصحيح من السقيم ولا لهم خبرة بالمروي المنقول ولا لهم خبرة بالرواة النقله بل يجمعون فيما يروون بين الصحيح والضعيف ولا يميزون بينهما " انتهى من "الرد على البكري" (1 /73) .
........
رابعاً :
فالذي ننصح به ترك دراسة كتاب " الكشَّاف " للزمخشري ؛ لما سبق بيانه من الانتقادات عليه ، سواء في مركز " البيِّنة " أو غيره ، وإن كان المركز موثوقاً فيه فثمة بدائل تغني عن ذلك الكتاب وغيره من كتب البدعة والضلالة ، كتفسير ابن كثير وتفسير الشيخ السعدي ، فليعتنِ بتدريسها .
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : " ما هي كتب التفسير التي تنصحونني بقراءتها وخصوصاً لطلبة العلم ؟ مأجورين .
فأجاب :
كتب التفسير - الحقيقة - تختلف مشاربها ، فـ " تفسير ابن كثير " من أحسن التفاسير لكنه رحمه الله لا يعتني كثيراً باللغة العربية يعني : بالبلاغة وأوجه الإعراب وما أشبه ذلك ، و " تفسير ابن جرير " وهو أصل تفسير ابن كثير أيضاً مطول ، وفي الآثار الواردة فيه ما هو غث وسمين ، فيحتاج إلى طالب علم يكون له معرفة بالرجال والأسانيد ، وهناك كتب تفسير جيدة لكن منهجها في العقيدة غير سليم كـ " تفسير الزمخشري " فهو جيد من حيث البلاغة واللغة لكنه ليس بسليم من حيث العقيدة ، وفيه كلمات تمر بالإنسان لا يعرف مغزاها ، لكنها إذا وقرت في قلبه فربما يتبين له مغزاها فيما بعد ، ويكون قد استسلم لها فيضل ، ولذلك أرى أن طالب العلم يأخذ " تفسير ابن كثير " ما دام في أول الطلب أو " تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي " رحمه الله أو " تفسير أبي بكر الجزائري " ، وهذا ما اطلعتُ عليه وقد يكون فيه تفاسير أخرى مثلها أو أحسن منها ، لكن هذا ما اطلعتُ عليه ، ثم إذا وفقه الله إلى علمٍ واسع وملَكةٍ قوية يدرك بها ما لا يدركه في أيام الطلب : فليراجع كل ما تيسر من التفاسير "
ََََََ.................

2018/07/31

يوليو 31, 2018

الكشف الجلي عن شركيات الجفري علي


الكشف الجلي عن شركيات الجفري علي!

إعداد: أبي معاذ السلفي
ــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين: أما بعد: (الحبيب زين العابدين علي الجفري) من الأسماء التي بدأت تظهر بشكل كبير في الساحة الدعوية في هذا الوقت،وذلك من خلال الظهور عبر القنوات الفضائية والصحف والمجلات، فبعض القنوات الفضائية كما بلغني أصبحت تستضيفه على شاشاتها من خلال البرامج والمقابلات، وكذلك بعض الصحف والمجلات قامت بإجراء مقابلات معه، وله موقع على شبكة الانترنيت تحت الإنشاء، هذا فضلاً عن أشرطته السمعية التي ينشرها اتباعه في عدة أماكن.
وقد سأل عنه الكثير من الإخوة خصوصاً بعد لقاءه مع قناة الجزيرة الذي بث قبل عدة أيام. وأنا بحمد لله أملك شريط صرح فيه (علي الجفري) ببعض معتقداته التي لا أظنه يستطيع أن يتجرأ وينشرها علانية عبر الوسائل السابق ذكرها على الأقل حالياً !، لهذا رأيت من واجبي أن أقوم بنشر بعض المقاطع من ذلك الشريط، علماً أن الشريط سجل في مجلس خاص وليس عام !! ولم ينتشر إلا في الحدود الضيقة جداً عن طريق بعض اتباعه رغم أنه طلب من صاحب المجلس ألا ينشر الشريط !!
والغرض من نشر هذه المقاطع هو تحذير المسلمين من شر هذا الرجل، فقد اغتر به الكثير من الناس بسبب أسلوبه في الحديث والله المستعان، وبعض الإخوة كنت اخبرهم بمعتقدات الرجل فلم يكن يصدق هذا الأمر، بل أن بعضهم يدافع عنه ويكذبني في ذلك ولكن عندما اسمعه الشريط يتعجب من هذا الأمور التي لم يكن يتصور صدورها من شخص في هذا العصر! الذي انتشر فيه العلم والدين والحمد لله.
وقد كنت قبل فترة طويلة عازماً على أن أقوم بنشر تلك المقاطع مع الرد عليها، ولكن شغلت ببعض الأمور الأخرى، ولكن عندما بلغني أنه ظهر في قناة الجزيرة - وأنا لم أشاهد اللقاء وفي انتظار نشره عبر موقع القناة على الشبكة – قررت نشر المقال بأسرع ما يمكن، لهذا أرجو أن يعذرني الاخوة على ما يجدوه من قصور في المقال، علماً أن هناك مقاطع أخرى أصرح في العبارة من بعض المقاطع التي سوف تسمعونها - بإذن الله - ولكن نشرها يحتاج إلى كتابة رد عليها، ولكن الوقت ضيق حالياً، وأسأل الله أن ييسر ذلك لي ولغيري من المشايخ وطلبة العلم في القريب العاجل.
وفي الختام أسأل الله أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم.
وأطلب من الاخوة بارك الله فيهم أن يقوموا بنشر هذا المقال في المنتديات الحوارية حتى يحذر منه الناس، كما أطلب منهم - بارك الله فيهم - التعليق على كلامه بما يرونه مناسب إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم/ أبو معاذ السلفي .

1- استمع إليه وهو يقول أن القاعدة أن الرسول صلى الله عليه وسلم يغيث بروحه من يستغيث به، ويمكن أن يغيث أيضاً بجسده، كما أن بإمكان الرسول صلى الله عليه وسلم أن يغيث بروحه مليون شخص في نفس اللحظة !!

http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g1.ra

http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g2.ra

2- استمع له وهو يقول أنه لا يستغرب خروج روح الولي الميت لكي تنفع بإذن الله من يستغيث بها.

http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g3.ra

3- استمع له وهو يقول أن الأساس أن الأولياء الأموات يغيثون بارواحهم من يستغيث بهم، ولا يمنع في اعتقاده أن يخرج جسد من قبره !

http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g4.ra

4- استمع له وهو يصرح بأن هناك من الأولياء من فوضهم الله في إدارة أمور الكون!! وأن عندهم إذن مسبق في التصرف في الكون!! وأنه بإمكانهم بإذن الله الرزق والإحياء والإماتة !!

http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g5.ra

5- استمع له وهو يصرح بأنه يمكن للولي الميت أن يدعو للحي ، وأن كرامات الأولياء لا حد لها إلا في مسألتين، وهما: أن ينزل عليه كتاب من الله.
أن يوجد – أي يخلق – الولي طفل من غير أب.
وأن مسألة خلق الطفل من غير أب مسألة خلافية بين العلماء – أي الصوفية - .
وأن الولي يمكن أن تخرج روحه من الروضة التي يتنعم فيها ليغيث من استغاث به.

http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g6.ra

6- استمع له وهو يصرح أن العلماء عنده اختلفوا في مسألة إمكانية أن يخلق الولي لطفل من غير أب، وأن السبب الذي جعل من يقول بإمتناع ذلك هو التحرز على الأنساب !! حتى لا تأتي امرأة حامل من الزنى فتدعي أن أحد الأولياء خلق هذا الطفل في بطنها، وإلا في الأصل هم متفقون على ذلك – أي على إمكانية أن يخلق الولي طفل من غير أب - !!

http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g7.ra

7- استمع له وهو يصرح بإمكانية رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن بعين البصيرة وأن هناك من الأولياء من يجتمع بالرسول صلى الله عليه وسلم يقظة !

http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g9.ra

8- استمع له وهو يكذب على الشيخ عبد الرحمن دمشقية حفظه الله مؤلف كتاب "الرفاعية" حيث يزعم أن أحد مشايخه ناقش الشيخ دمشقية حول أحمد الرفاعي وذكر له أن الإمام الذهبي أثنى عليه، وأن الشيخ دمشقية كان يجهل هذا الأمر، ولهذا ذمه في كتاب الرفاعية ، مع أن الشيخ عبد الرحمن دمشقية قد ذكر ترجمة أحمد الرفاعي رحمه الله من "سير أعلام النبلاء" للإمام الذهبي رحمه الله وبراءه مما يعتقده فيه أتباعه!

http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g10.ra

وبعد عرض هذه المقاطع الصوتية لعلي الجفري أذكر بعض الأدلة التي فيها رد على معتقداته، فأقول وبالله التوفيق:

أولاً: ذكر بعض الأدلة التي فيها رد على من اثبت أن الأنبياء والأولياء يتصرفون في الكون: (إن في سيرة وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يصدع بالحق ويهتك رداء الشك في هذا الأمر:فلما اشتدت إذية المشركين للمسلمين بمكة واستفحل شرهم وتطاولهم حتى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رفع صوته ثم دعا عليهم:" اللهم عليك بقريش ... اللهم عليك بأبي جهل بن هشام، وعقبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عقبة، وأمية بن خلف، وعقبة ابن أبي معيط " رواه البخاري ومسلم.
فترى أنه بعد أن ضاقت السبل، واستغلقت الأبواب، وانقطع الرجاء في هداية هؤلاء القوم لم يبق إلا التفكير في استئصال شأفتهم، ولما لم يكن هناك سبل إلى ذلك إلا سبيل الابتهال إلى المولى عز وجل فقد توجه عليه الصلاة والسلام بهذا الدعاء الذي لم تتحقق استجابته إلا بعد حين وتحديداً يوم بدر، إذ يقول ابن مسعود راوي الحديث: (فوالذي بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر).
ولا يخفى على عاقل أنه صلى الله عليه وآله وسلم لو كان يتصرف في الكون لاكتفى بقوله لهم:موتوا فيموتون. وفي يوم بدر ذاته عندما واجه المسلمين خطب مدلهم وخطر جسيم عندما قابلهم جيش قريش ورأوا تفوقه عدداً وعُدداً لم يكن منه صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن استقبل القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه:" اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض " . فما زال يهتف بربه ماداً يديه، مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه. فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه. وقال:يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك. فأنزل الله عز وجل: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) (الأنفال:9). رواه مسلم.
هذا نص آخر صريح في أنه عليه الصلاة والسلام كان أمره غاية في العبودية والخضوع والتذلل لربه عز وجل، ولم يكن من شأنه أن يخرج عن ذلك بحال من الأحوال.
بل ثبت بالدليل أن الله سبحانه لم يكن يحقق كل ما يدعوه به عليه الصلاة والسلام.
عن سعد بن أبي وقاص قال:قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" سألت ربي ثلاثاً فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة. سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها " رواه مسلم) انتهى نقلاً من "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" للشيخ محمد أحمد لوح حفظه الله (1/137-139).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا معشر قريش – أو كلمة نحوها – اشتروا أنفسكم ... لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا بني عبد مناف! لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا عباس بن عبد المطلب! لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئاً ". رواه البخاري ومسلم.
قال الشيخ عبد الرحمن دمشقية حفظه الله في "موسوعة أهل السنة" (1/38): (فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصرح بأنه لا يغني عن أحد من الله شيئاً، ولا حتى لابنته فاطمة رضي الله عنها. وإذا كان لا يملك شيئاً لفلذة كبه فاطمة رضي الله عنها وهو حي، أفيملكه لغيرها وهو ميت؟!) انتهى باختصار.
وهناك أدلة أخرى كثيرة تدل على هذا الأمر منها: قوله تعالى: (قل لا أملك لكم ضراً ولا رشداً) (الجن:21). وقوله: (وقالوا لن نؤمن بك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً * أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً * أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلا * أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل عليناً كتاباً نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً) (الإسراء:90-93).
وقال تعالى عن نوح عليه السلام: (ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب) (هود:31).
رد بعض الشبه حول هذا الموضوع:
قد يستدل البعض على هذه العقيدة بمعجزات المسيح عليه السلام.
وقد رد الشيخ محمد أحمد لوح حفظه الله على هذه الشبهة في كتابه"تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" (1/157) حيث قال:
(هذا الاستدلال باطل لأن إحياء الموتى – بإذن الله – من خصوصيات المسيح، وليس لغيره من البشر لا من الأنبياء ولا غيرهم، ومما يؤيد هذه الخصوصية دعاء إبراهيم عليه السلام: (رب أرني كيف تحيي الموتى) (البقرة:260).
فإنه عليه السلام لو كان من شأنه إحياء الموتى لما دعا بمثل هذا الدعاء، وإذا انتفى كون إحياء الموتى من معجزات نبي آخر غير المسيح قوي انتفاؤه عمن دون الأنبياء من الأولياء والصالحين) اهـ.
وقد يستدل البعض أيضاً بقول الله تعالى: (فتبارك الله أحسن الخالقين) (المؤمنون:14) والجواب:
(أننا نثبت للمخلوق خلقاً، لكنه ليس كخلق الله تعالى. فخلق الله جل ‏وعلا إيجاد من العدم.‏ وخلق المخلوق لا يكون إلا بالتغيير والتحويل والتصرف في شيء خلقه الله تعالى .‏ ‏ومن ذلك ما جاء في "الصحيحين" أنه يقال للمصورين يوم القيامة:"أحيوا ما خلقتم". ومعلوم ‏أن المصور لم يوجد شيئاً من العدم إنما حول الطين، أو الحجر إلى صورة إنسان أو طير – بدون روح -، ‏وحول بالتلوين الرقعة البيضاء إلى ملونة، والطين والحجر والمواد والورق كلهم من خلق الله ‏تعالى) انتهى نقلاً من موقع الشبكة الإسلامية على شبكة المعلومات العالمية. ‏

**
ذكر بعض الأدلة التي تثبت بقاء الأجساد في القبور:
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال:هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة" رواه البخاري ومسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن من أفضل ايامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا على الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي" قالوا:يا رسول الله ! وكيف تعرض صلاتنا عليك، وقد أرمتً، قال:" إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء" رواه أبو داود والنسائي وغيرهما وصححه الألباني في "التوسل" (ص64). فهذا الحديث يدل بأن أجساد الأنبياء - عليهم السلام - لا تفارق قبورهم.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر. وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر".
(ومن الأدلة على ذلك أيضاً ما ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم "أن موسى عليه السلام نقل عظام يوسف عليه السلام لما خرج من مصر". رواه الحاكم وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم الحديث 313 .
وقد أشار الألباني رحمه الله أن معنى قوله في الحديث "عظام يوسف" لا يعارض حديث :"إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" لأنه قد ثبت في حديث بسند جيد على شرط مسلم:أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن، قال له تميم الداري رضي الله عنه ألا أتخذ لك منبراً يا رسول الله، يجمع أو يحمل عظامك؟ قال:"بلى" فاتخذ له منبراً مرقاتين. رواه أبو داود . فدل هذا أنهم كانوا يطلقون العظام، ويريدون به البدن كله) انتهى نقلاً من "مصادر التلقي عند الصوفية" (419-420) بتصرف.

* *
ذكر بعض الأدلة التي تثبت أن أرواح الشهداء والصالحين تتنعم في الجنة وتتمنى الرجوع إلى الدنيا لفعل الخيرات ولكن تمنع من ذلك:
(عن طلحة بن خراش قال:سمعت جابراً يقول:لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي:"يا جابر مالي أراك منكسراً"؟ فقلت:يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد، وترك عيالاً وديناً. فقال:"أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟" قال:قلت:بلى يا رسول الله. قال:"ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك وكلمه كفاحاً، فقال:يا عبدي تمن علي أعطك. قال:يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية. قال الرب عز وجل:إنه سبق مني (أنهم إليها لا يرجعون) " رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجه، وابن أبي عاصم، والحاكم وقال:صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي . وحسنه أيضاً الألباني في "ظلال الجنة".
وهو حديث صريح في منع القول بوقوع الرجعة فضلاً عن أن تكون عقيدة إسلامية يجب اعتقادها) نقلاً من "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" (2/38-39).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوه عن هذه الآية: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) (آل عمران:169). فقال صلى الله عليه وسلم:" أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم إطلاعة فقال:هل تشتهون شيئاً؟ قالوا:أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا:يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا " أخرجه مسلم.
قال الشيخ سمير المالكي في " كشف شبهات المخالفين/ القسم الثاني من الرد على كتابي "شفاء الفؤاد" و"الذخائر" " (94-95) بتصرف:
(يستفاد من هذا الحديث:
1 – أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" أرواحهم في جوف طير " يدل على أنها ليست في الأجساد المدفونة في الأرض.
2 – أنهم سألوا ربهم أن ترد أرواحهم في أجسادهم، وهذا صريح في أنها قد فارقتها بالموت.
3 – أنهم تمنوا الرجوع إلى الدنيا ليقاتلوا في سبيل الله لما رأوا من عظيم ثواب الشهادة، فمنعوا من ذلك، فقد انقطع التكليف وانقطع العمل وما بقي إلا الجزاء، فإذا لم يملكوا هم لأنفسهم نفعاً ولا حياة ولا تصرفاً، مع كرامتهم عند ربهم ووجاهتهم عنده، فكيف يملكون لغيرهم من الخلق جلب منفعة أو دفع مضرة؟!) اهـ.
عن كعب بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه " رواه مالك وأحمد والنسائي.
والنسمة هنا أي الروح، يدل عليه قوله:" حتى يرجعه الله إلى جسده ". فهذا يدل على أن الروح تعاد إلى الجسد يوم القيامة، فكيف يقال أن الأنبياء والصالحين يخرجون من قبورهم بأجسادهم لإنقاذ من يستغيث بهم؟!

* *
ذكر بعض الأدلة التي تثبت عدم شعور الأحياء بحياة الشهداء البرزخية:
قال تعالى: (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون) (البقرة:154). فهذا يدل على أننا لا نشعر بحياة الشهداء البرزخية.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتآكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا:من يبلغ عنا إخواننا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا ينكلوا عن الحرب ولا يزهدوا في الجهاد؟ قال:فقال الله عز وجل:أنا أبلغهم عنكم، فأنزل الله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عن ربهم يرزقون) " رواه أحمد وأبو داود. فهذا يدل على أن الصحابة لم يكونوا يشعروا بحياة الشهداء وأن الشهداء تمنوا من يبلغ إخوانهم ما هم فيه من نعيم.
(عن طلحة بن خراش قال:سمعت جابراً يقول:لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي:" يا جابر مالي أراك منكسراً "؟ فقلت:يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد، وترك عيالاً وديناً. فقال:" أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ " قال:قلت:بلى يا رسول الله. قال:"ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك وكله كفاحاً، فقال:يا عبدي تمن علي أعطك. قال:يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية. قال الرب عز وجل:إنه سبق مني (أنهم إليها لا يرجعون) " رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجه، وابن أبي عاصم، والحاكم وقال:صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي . وحسنه أيضاً الألباني في "ظلال الجنة".
وهو حديث صريح في منع القول بوقوع الرجعة فضلاً عن أن تكون عقيدة إسلامية يجب اعتقادها) انتهى نقلاً من "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" (2/38-39).
ويستفاد منه أيضاً أن جابر رضي الله عنه لم يكن يعلم عن النعيم الذي كان يتنعم به والده رضي الله عنه.

* *
ذكر بعض الأدلة التي تثبت عدم إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة:
(من الأدلة على ذلك أن أموراً عظيمة وقعت لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أفضل الأمة بعد نبيها كانوا في حاجة ماسة إلى وجوده بين أظهرهم ولم يظهر لهم، نذكر منها:
- انه وقع خلاف بين الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسبب الخلافة، فكيف لم يظهر لأصحابه ويفصل النزاع بينهم.
- اختلاف أبي بكر الصديق مع فاطمة رضي الله عنهما على ميراث أبيها فاحتجت فاطمة عليه بأنه إذا مات هو إنما يرثه أبناؤه فلماذا يمنعها من ميراث أبيها؟ فأجابها أبو بكر بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"نحن معاشر الأنبياء لا نورث وما تركنا صدقة" رواه البخاري وغيره.
- الخلاف الشديد الذي وقع بين طلحة والزبير وعائشة من جهة وعلي بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم اجمعين من جهة أخرى، والذي أدى إلى وقوع معركة الجمل، فقتل فيها خلق كثير من الصحابة والتابعين، فلماذا لم يظهر لهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى يحقن هذه الدماء؟
- الخلاف الذي وقع بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع الخوارج، وقد سفكت فيه دماء كثيرة، ولو ظهر لرئيس الخوارج وأمره بطاعة إمامه لحقن تلك الدماء.
- النزاع الذي وقع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما والذي أدى إلى وقوع حرب صفين حيث قتل خلق كثير جداً منهم عمار بن ياسر. فلماذا لم يظهر النبي صلى الله عليه وسلم حتى تجتمع كلمة المسلمين وتحقن دمائهم .
- أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه على جلالة قدره وعظمة شأنه كان يظهر الحزن على عدم معرفته ببعض المسائل الفقهية فيقول: (ثلاث وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد إلينا فيهن عهداً ننتهي إليه:الجد، والكلالة، وأبواب من أبواب الربا) متفق عليه.
فلو كان يظهر لأحد بعد موته لظهر لعمر الفاروق وقال له:لا تحزن حكمها كذا وكذا). انتهى نقلاً من "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" (2/47-49) باختصار.

أما بالنسبة لاستدل الصوفية بالحديث الذي رواه البخاري رحمه الله في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من رآني في المنام فسيراني في اليقظة" على إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسم يقظة، فقد أجاب عنه الشيخ محمد أحمد لوح حفظه الله في "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" (2/39 –52) فقال:
(أما رواية:" من رآني في المنام فسيراني في اليقظة " لابد من إلقاء ضوء كاشف على الحديث رواية ودراية حتى نعرف قدر هذا اللفظ الذي استدل به أولئك على إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة:
1- أما الحديث فقد رواه اثنا عشر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يزيد، مما يدل على شيوعه واستفاضته.
2- أن ثمانية من أئمة الحديث المصنفين اهتموا بهذا الحديث فأخرجوه في كتبهم مما يؤكد اهتمامهم به وفهمهم لمدلوله. ومع ذلك لم يبوب له أحد منهم بقوله مثلاً:باب في إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة، ولو فهموا منه ذلك لبوبوا به أو بعضهم على الأقل؛ لأنه أعظم من كل ما ترجموا به تلك الأبواب.
3- أن المواضع التي أخرجوا فيها هذا الحديث بلغ (44) موضعاً، ومع كثرة هذه المواضع لم يرد في أي موضع لفظ " فسيراني في اليقظة " بالجزم إلا في إحدى روايات البخاري عن أبي هريرة.
أما بقية الروايات فألفاظها:"فقد رآني" أو "فقد رأى الحق" أو "فكأنما رآني في اليقظة" أو "فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة" بالشك.
وبالنظر في ألفاظ الحديث ورواياته نجد ملاحظات على لفظ "فسيراني في اليقظة" لا ريب أنها تقلل من قيمة الاستدلال بها وهذه الملاحظات هي:
أولاً: أن البخاري أخرج الحديث في ستة مواضع من صحيحه:ثلاثة منها من حديث أبي هريرة، وليس فيها لفظ:"فسيراني في اليقظة" إلا في موضع واحد.
ثانياً: أن كلا من مسلم (حديث رقم 2266)، وأبي داود (حديث رقم 5023)، و أحمد (5/306)، أخرجوا الحديث بإسناد البخاري الذي فيه اللفظ المذكور بلفظ "فسيراني في اليقظة. أو لكأنما رآني في اليقظة" وهذا الشك من الراوي يدل على أن المحفوظ إنما هو لفظ "فكأنما رآني" أو "فقد رآني" لأن كلا منهما ورد في روايات كثيرة بالجزم وليس فيها شيء شك فيه الراوي.
وعند الترجيح ينبغي تقديم رواية الجزم على رواية الشك.
ثالثاً: إذا علمنا أنه لم يرد عند مسلم ولا عند أبي داود غير رواية الشك أدركنا مدى تدليس السيوطي حين قال في "تنوير الحلك": (وتمسكت بالحديث الصحيح الوارد في ذلك:أخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي") فأوهم أن مسلماً وأبا داود أخرجا الحديث برواية الجزم، وأغفل جميع روايات البخاري الأخرى التي خلت من هذا اللفظ. رابعاً:ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" (12/400) أنه وقع عند الإسماعيلي في الطريق المذكورة "فقد رآني في اليقظة" بدل قوله:"فسيراني".
وهذه الأمور مجتمعة تفيد شذوذ هذا اللفظ، ولعل الحافظ ابن حجر أشار إلى ذلك ضمناً حين قال: (وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع - يعني الرؤية - بعيني الرأس حقيقة).
ونقل عن المازري قوله: (إن كان المحفوظ "فكأنما رآني في اليقظة" فمعناه ظاهر).
هذا ما يتعلق بالحديث رواية، وإن تعجب فعجب استدلال هؤلاء بهذا اللفظ الشاذ على تقرير إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة ووقوعها مع اتفاقهم على:أن حديث الآحاد لا يحتج به في العقيدة.
أما ما يتعلق به دراية فنقول:لو فرضنا أن هذا اللفظ " فسيراني" هو المحفوظ فإن العلماء المحققين لم يحملوه على المعنى الذي حمله عليه الصوفية.
قال النووي في شرحه (15/26): (فيه أقوال:أحدها:أن يراد به أهل عصره، ومعناه:أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله للهجرة ورؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة عياناً.
وثانيها: أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة ؛ لأنه يراه في الآخرة جميع أمته.
وثالثها:أنه يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك).
ونقل الحافظ ابن حجر هذه الأقوال بعدما ذكر القول بحمله على الرؤية بالعين المجردة وحكم على القائلين به بالشذوذ) انتهى كلام الشيخ محمد أحمد لوح باختصار.

وإليك أقوال بعض أهل العلم في هذا الموضوع نقلاً من كتاب "القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل" للشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله:
1- القاضي أبو بكر بن العربي قال: (شذ بعض الصالحين فزعم أنها - أي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته - تقع بعيني الرأس حقيقة) نقل ذلك عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري"(12/384).
2- الإمام أبو العباس احمد بن عمر القرطبي في "المفهم لشرح صحيح مسلم" ذكر هذا القول وتعقبه بقوله: (وهذا يدرك فساده بأوائل العقول ويلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها وأن يراه رائيان في آن واحد في مكانين وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده ولا يبقى من قبره فيه شيء فيزار مجرد القبر ويسلم على غائب لأنه جائز أن يرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير قبره.
وهذه جهالات لا يلتزم بها من له أدنى مسكة من عقل) وإلى كلام القرطبي هذا أشار الحافظ ابن حجر في "الفتح" بذكره اشتداد إنكار القرطبي على من قال: (من رآه في المنام فقد رأى حقيقته ثم يراها كذلك في اليقظة) .
3 – ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (12/385) أن ابن أبى جمرة نقل عن جماعة من المتصوفة أنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متخوفين فأرشدهم إلى طريق تفريجها فجاء الأمر كذلك ثم تعقب الحافظ ذلك بقوله: (وهذا مشكل جداً ولو حمل على ظاهره لكان هؤلاء صحابة ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة ويعكر عليه أن جمعاً جماً رأوه في المنام ثم لم يذكر واحد منهم أنه رآه في اليقظة وخبر الصادق لا يتخلف).
4- قال السخاوي في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بعد موته: (لم يصل إلينا ذلك - أي ادعاء وقوعها - عن أحد من الصحابة ولا عمن بعدهم وقد اشتد حزن فاطمة عليه‏ صلى الله عليه وسلم حتى ماتت كمداً بعده بستة أشهر على الصحيح وبيتها مجاور لضريحه الشريف ولم تنقل عنها رؤيته في المدة التي تأخرتها عنه).
5- وقال ملا علي قاري في "جمع الوسائل شرح الشمائل للترمذي" (2/238): (إنه أي ما دعاه المتصوفة من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بعد موته لو كان له حقيقة لكان يجب العمل بما سمعوه منه صلى الله عليه وسلم من أمر ونهي وإثبات ونفي ومن المعلوم أنه لا يجوز ذلك إجماعاً كما لا يجوز بما يقع حال المنام ولو كان الرائي من أكابر الأنام وقد صرح المازري وغيره بأن من رآه يأمر بقتل من يحرم قتله كان هذا من الصفات المتخيلة لا المرئية) انتهى كلام الملا علي قاري وفيه فائدة أخرى هي حكايته الإجماع على عدم جواز العمل بما يدعى من يزعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة أنه سمع منه أمر أو نهي أو إثبات أو نفي، وفي حكايته الإجماع على ذلك الرد على قول الزرقاني في "شرح المواهب اللدنية" (7/29) ما نصه: (لو رآه يقظة - أي بعد موته صلى الله عليه وسلم - وأمره بشيء وجب عليه العمل به لنفسه ولا يعد صحابياً وينبغي أن يجب على من صدقه العمل به قاله شيخنا).
6- قال الشيخ عبد الحي بن محمد اللكنوي رحمه الله في "الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" (ص46): (ومنها - أي من القصص المختلقة الموضوعة - ما يذكرونه من أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر بنفسه في مجالس وعظ مولده عند ذكر مولده وبنوا عليه القيام عند ذكر المولد تعظيماً وإكراماً.
وهذا أيضا من الأباطيل لم يثبت ذلك بدليل، ومجرد الاحتمال والإمكان خارج عن حد البيان).
وقد تكلم عن هذه المسألة بكلام جيد الشيخ صادق بن محمد بن إبراهيم حفظه الله في كتابه "خصائص المصطفى صلى الله عليه وسلم بين الغلو والجفاء" (207-218) وهناك رسالة خاصة في هذا الموضوع بعنوان " رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة ومناماً ضوابطها وشروطها" للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد.
وقد وفقني الله عز وجل وله الحمد والمنة بكتابة موضوع عن هذا المسألة ونشرته عبر شبكة الإنترنت بعنوان " الفوائد الملتقطة في الرد على من زعم رؤية الله يقظة" وتجده في الرابط التالي:
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1244

* *
واكتفي حالياً بهذه الردود المختصرة على بعض ما جاء في كلام الجفري، أما ما يتعلق بمسألة الاستغاثة فأحيل القارئ الكريم إلى كتاب "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بتحقيق الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله،وتجده في الرابط التالي:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=733

وكذلك أحيل القارىء إلى رسالة "التوسل أنواعه وأحكامه" للإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، وقد وفقني الله وله الحمد والمنة بنسخها ونشرها على الشبكة وتجدوها على الرابط التالي:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=143

وأحيل أيضا إلى بعض الكتب الأخرى التي سيأتي ذكرها فيما بعد إن شاء الله.
ثم إن قول الجفري بجواز الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبالأولياء الموتى يدل على أنه يعتقد بأن الأموات يسمعون ! والراجح في هذه المسألة هو أن الأصل في الأموات أنهم لا يسمعون إلا ما ورد الدليل بخصوصه مثل سماعهم لقرع النعال بعد وضع الميت في قبره، وكذلك سماع قتلى بدر من المشركين قول الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أن الله أسمعهم صوت نبيه عليه الصلاة والسلام.
ومن أوضح الأدلة على عدم سماع الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات كلام الأحياء قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"إن لله ملائكة سياحِين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام".
قال الشيخ الألباني رحمه الله في مقدمته لكتاب "الآيات البينات في عدم سماع الأموات" للعلامة الألوسي رحمه الله: (ووجـه الاستدلال به أنه صريـح في أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمع سلام المسلمين عليه، اذ لو كان يسمعه بنفسه، لما كان بحاجة إلى من يبلغه إليه، كما هو ظاهـر إن شاء الله. وإذا كان الأمر كذلك، فبالأولى أنه صلى الله عليه وسلم لا يسمع غير السلام من الكلام، وإذا كان كذلك فلأن لا يسمع السلام غيره من الموتى أولى وأحرى) .
ومن أراد التفصيل في هذه المسألة فليرجع إلى كتاب الألوسي رحمه الله المشار إليه سابقاً.
وقد وفقني الله لنشره عبر الشبكة بعد أن قمت بنسخه من برنامج مكتبة الألباني وأعدت تنسيقه، وتجده في الرابط التالي:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1258

* *
وفي الختام أقول قد يتعجب البعض من كلام الجفري السابق ولكن لو علم من هم مشايخ الجفري الذين تتلمذ عليهم لزال عنه العجب!
فالجفري قد صرح في بعض اللقاءات الصحفية معه أنه تتلمذ على يد عبد القادر السقاف وهو رجل من كبار الصوفية في هذا العصر، وهو يعيش في جدة !
وكي تعلم مدى ضلال هذا الرجل فاستمع له وهو يستغيث ببعض الأموات الذين قام بزيارتهم في اليمن قبل عدة سنوات:
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g12.ra

ومن مشايخ الجفري الذين صرح بالأخذ عنهم داعية الشرك والخرافة محمد بن علوي المالكي. والمالكي لا يخفى حاله على الكثير من الاخوة إن شاء الله فقد صرح في كتابه "مفاهيم يجب أن تصحح" بأن النبي صلى الله عليه وسلم: (حي الدارين، دائم العناية بأمته، متصرف بإذن الله في شؤونها، خبيرٌ بأحوالها...). وقال أيضاً في نفس الكتاب: (ولا شك أن الأرواح لها من الانطلاق والحرية ما يمكنها من أن تجيب من يناديها، وتغيث من يستغيث بها، كالأحياء سواء بسواء، بل أشد وأعظم) اهـ.
وقد رد عليه فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في كتابه "هذه مفاهيمنا" والذي نشر بعض الإخوة قسم منه على شبكة المعلومات قبل فترة وقد وفقني الله وله الحمد والمنة بإكمال نسخ بقية الكتاب وتنسيقه وتجدونه على الرابط التالي:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=144

كما رد عليه الشيخ سمير المالكي وهو أحد أقاربه في كتابه "جلاء البصائر في الرد على كتابي "شفاء الفؤاد" و"الذخائر"" وقد وفقني الله وله الحمد والمنة بنشره قبل فترة على شبكة المعلومات وتجده على الرابط التالي على هيئة ملف وورد:
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=222

كما وفقني الله وله الحمد والمنة بكتابة موضوع عنه ونشرته عبر شبكة الإنترنت وهو بعنوان " الجواب الكافي لمن سأل عن محمد بن علوي المالكي" وتجده في الرابط التالي:
الرابط : http://saaid.net/feraq/sufyah/sh/1.htm

وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

2017/12/13

ديسمبر 13, 2017

أصول المعتزلة الخمسة


أصول المعتزلة الخمسة

الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليٌّ من الذل وكبره تكبيرًا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد:
فإن مما يؤرق المسلم ما يراه في هذا الزمان من تفرق الأمة وعدم التفافها على مائدة الكتاب والسنة، وهذا كله مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث افتراق الأمة إلى فرق شتى.ومن بين تلك الفرق ما يسمى بالمعتزلة.
والمعتزلة فرقة إسلامية نشأت في أواخر العصر الأموي وازدهرت في العصر العباسي.
وقد اعتمدت على العقل المجرد في فهم العقيدة الإسلامية؛ لتأثرها ببعض الفلسفات المستوردة مما أدى إلى انحرافها عن عقيدة أهل السنة والجماعة.
وقد أطلق عليها أسماء مختلفة منها: المعتزلة والقدرية والعدلية وأهل العدل والتوحيد والمقتصدة والوعيدية.1
وقد جاءت المعتزلة في بدايتها بفكرتين مبتدعتين:
الأولى: القول بأن الإنسان مختار بشكل مطلق في كل ما يفعل، فهو يخلق أفعاله بنفسه، ولذلك كان التكليف، ومن أبرز من قال ذلك غيلان الدمشقي، الذي أخذ يدعو إلى مقولته هذه في عهد عمر بن عبد العزيز. حتى عهد هشام بن عبد الملك، فكانت نهايته أن قتله هشام بسبب ذلك.
الثانية: القول بأن مرتكب الكبيرة ليس مؤمناً ولا كافراً ولكنه فاسق فهو بمنزلة بين المنزلتين. هذه حاله في الدنيا أما في الآخرة فهو لا يدخل الجنة؛ لأنه لم يعمل بعمل أهل الجنة بل هو خالد مخلد في النار، ولا مانع عندهم من تسميته مسلماً باعتباره يظهر الإسلام وينطق بالشهادتين ولكنه لا يسمى مؤمناً.
ثم تطور خلافها فيما بعد، ولم يقف عند حدود تلك المسألة، بل تجاوزها ليشكل منظومة من العقائد والأفكار، والتي في مقدمتها الأصول الخمسة الشهيرة التي لا يعد معتزلياً من لم يقل بها، وسوف نعرض لتلك الأصول ولغيرها، ونبتدئ بذكر الأصول الخمسة:
أولها: التوحيد.
ثانيها: العدل.
ثالثها: الوعد والوعيد.
رابعها: المنزلة بين المنزلتين.
خامسها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.2
وهذه تسمى بالأصول الخمسة عند المعتزلة فمن وجدت جميعها فيه فهو معتزلياً وإلا فلا.
وسنتناول في هذا اليوم شرحاً مبسطاً عن هذه الأصول الخمسة.

أولاً: التوحيد:
وتفسير قولهم فيما ذهبوا إليه من الباب الأول وهو باب التوحيد وهو ما اجتمعت عليه المعتزلة من البصريين والبغداديين وغيرهم، وإن كانوا في غير ذلك من فروعهم متباينين، من أن اللّه عز وجل لا كالأشياء وأنه ليس بجسم ولا عَرَضٍ ولا عنصر ولا جزء ولا جوهر، بل هو الخالق للجسم والعرض والعنصر والجزء والجوهر، وأن شيئاً من الحواس لا يدركه في الدنيا، ولا في الآخرة، وأنه لا يحصره المكان، ولا تحويه الأقطار، بل هو الذي لم يزل ولا له زمان ولا مكان ولا نهاية ولا حَدّ، وأنه الخالق للأشياء المُبْدِع لها لا من شيء، وأنه القديم، وأن ما سواه محدث.3
وهذا حق ولكنهم بنوا عليه نتائج باطلة منها:
استحالة رؤية الله تعالى لاقتضاء ذلك نفي الصفات، وأن الصفات ليست شيئاً غير الذات، وإلا تعدد القدماء في نظرهم؛ لذلك يعدون من نفاة الصفات وبنوا على ذلك أيضاً أن القرآن مخلوق لله سبحانه وتعالى لنفيهم عنه سبحانه صفة الكلام.4

ثانياً: العدل:
ومعناه برأيهم: أن اللهّ لا يحبُّ الفساد، ولا يخلق أفعال العباد، بل يفعلون ما أمروا به وَنُهُوا عنه بالقدرة التي جعلها اللّه لهم وركبها فيهم، وأنه لم يأمر إلا بما أراد، ولم ينه إلا عما كره، وأنه وليُّ كل حسنة أمر بها، بريء من كل سيئة نهى عنها، لم يكلفهم مالا يطيقونه، ولا أراد منهم مالا يقدرون عليه، وأن أحداً لا يقدر على قَبْض ولا بَسْط إلا بقدرة اللّه التي أعطاهم إياها.
وهو المالك لها دونهم يفنيها إذا شاء، ويبقيها إذا شاء، ولو شاء لجبر الخلق على طاعته، ومنعهم اضطراريا عن معصيته، ولكان على ذلك قادرا، غير أنه لا يفعل، إذ كان في ذلك رفع للمحنة، وإزالة البلوى.5
وذلك لخلطهم بين إرادة الله تعالى الكونية، وإرادته الشرعية، وبهذا نفوا القدر، وعلم الله تعالى!!

ثالثاً: الوعد والوعيد:
والمقصود به إنفاذ الوعيد في الآخرة على أصحاب الكبائر، وأن الله لا يقبل فيهم شفاعة، ولا يخرج أحدا منهم من النار، فهم كفار خارجون عن الملة مخلدون في نار جهنم.
قال الشهرستاني: "واتفقوا -أي المعتزلة- على أن المؤمن إذا خرج من الدنيا على طاعة وتوبة استحق الثواب والعوض.. وإذا خرج من غير توبة عن كبيرة ارتكبها استحق الخلود في النار لكن يكون عقابه أخف من عقاب الكفار وسموا هذا النمط وعداً ووعيداً".6
وبهذا خلدوا العصاة الموحدين في نار جهنم، ومذهب السلف على خلاف ذلك، إذ جاءت الأحاديث بأن الله يخرج كل من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان.

رابعاً: المنزلة بين المنزلتين:
وهذا الأصل يوضح حكم الفاسق في الدنيا عند المعتزلة.
وهي المسألة التي اختلف فيها واصل بن عطاء مع الحسن البصري، إذ يعتقد المعتزلة أن الفاسق في الدنيا لا يسمى مؤمناً بوجه من الوجوه، ولا يسمى كافراً بل هو في منزلة بين هاتين المنزلتين، فإن تاب رجع إلى إيمانه، وإن مات مصراً على فسقه كان من المخلدين في عذاب جهنم.
قال المسعودي: وبهذا الباب سميت المعتزلة، وهو الاعتزال، وهو الموصوف بالأسماء والأحكام، مع ما تقدم من الوعيد في الفاسق من الخلود في النار.7

يقول الشيخ سفر الحوالي: "إن أول ما ابتدأ ضلال المعتزلة من مسألة المنزلة بين المنزلتين، وهي أول بدعة أظهروها؛ ابتدعها واصل ثم تبعه عليها عمرو، وجعلوها أصلاً من أصول دينهم، فلم يسبق لأحد من أئمة الإسلام ولا من فرق الضلال قبلهم أن ذكر هذا، وإنما كان الناس قبلهم على ثلاث فرق في مسألة مرتكب الكبيرة، كانت الخوارج تقول: إنه كافر، وكانت المرجئة تقول: إنه كامل الإيمان، وأهل السنة والجماعة على مذهبهم المعروف في المسألة، فخرج هؤلاء بهذه البدعة الجديدة، وقد برر واصل بن عطاء هذه البدعة بقول الحسن البصري لما سئل عن مرتكب الكبيرة فقال: إن مرتكب الكبيرة منافق. والحسن -رحمه الله- -إن ثبت عنه ذلك- لا يقصد به النفاق الأكبر، كما لا يقصد أن يبتدع في دين الله سبحانه وتعالى، أو يقرر أصلاً من أصول الابتداع، وإنما قال: كيف يدعي الإيمان ثم يرتكب الكبيرة؟! هذا يقول ما لا يفعل، وهذه صفة المنافقين.

وكان الأمر في مجلس موعظة، وليس في تقرير أصل بدعي جديد لم يقله أحد من قبل.
لكن لما أراد الله تبارك وتعالى الفتنة لـواصل ولـعمرو وأشباههم، احتاروا بسبب هذا القول وترددوا، و قالوا: إن قلنا: إنه مؤمن؛ فكيف يكون مؤمناً وقد ارتكب الكبائر؟! وإن قلنا: إنه كافر كما تقول الخوارج، فكيف يكون كافراً وهو يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله مع إيمانه في الباطن؟! فاحتاروا واضطربوا في هذا الأمر.
وكان المخرج من الحيرة والاضطراب والاختلاف هو العودة إلى الكتاب والسنة، كما أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نرد الأمور عند التنازع إلى الله ورسوله، أي: إلى كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، لكنهما ردَّا الأمر إلى الرأي المجرد فقالا: نجعله في منزلةٍ بين المنزلتين: لا هو مؤمن ولا هو كافر، المنزلتان هما: منزلة الإيمان، ومنزلة الكفر، فهو في منزلةٍ بينهما. وهي منزلة وهمية لا وجود لها في الحقيقة والواقع".8

خامساً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
وأما القول بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو الأصل الخامس فهو أن ما ذكر على سائر المؤمنين واجب، على حسب استطاعتهم في ذلك، بالسيف فما دونه، وإن كان كالجهاد، ولا فرق بين مجاهدة الكافر والفاسق.
فقرروا وجوب ذلك على المؤمنين؛ نشراً لدعوة الإسلام وهداية للضالين وإرشاداً للغاوين كل بما يستطيع.
فذو البيان ببيانه، والعالم بعلمه، وذو السيف بسيفه وهكذا.
ومن حقيقة هذا الأصل أنهم يقولون بوجوب الخروج على الحاكم إذا خالف وانحرف عن الحق.
وهناك عقائد أخرى للمعتزلة منها ما هو محل اتفاق بينهم، ومنها ما اختلفوا فيه.
فهذا ما اجتمعت عليه المعتزلة، ومن اعتقد ما ذكرنا من هذه الأصول الخمسة كان معتزلياً، فإن اعتقد الأكثر أو الأقل لم يستحق اسم الاعتزال، فلا يستحقه إلا باعتقاد هذه الأصول الخمسة، وقد تنوزع فيما عدا ذلك من فروعهم.9

استبدال المعتزلة أصول الإسلام الخمسة بأصولهم الخمسة:
يقول صاحب شرح الطحاوية في العقيدة السلفية –في معرض الكلام عن أصول الإسلام الخمسة والتي أولها شهادة أن لا إله إلا الله...وإقامة الصلاة والزكاة والصوم والحج-: "وقد أبدلتها المعتزلة بأصولهم الخمسة التي هدموا بها كثيرا من الدين: فإنهم بنوا أصل دينهم على الجسم والعرض، الذي هو الموصوف والصفة عندهم، واحتجوا بالصفات التي هي الأعراض، على حدوث الموصوف الذي هو الجسم، وتكلموا في التوحيد على هذا الأصل، فنفوا عن الله كل صفة، تشبيها بالصفات الموجودة في الموصوفات التي هي الأجسام، ثم تكلموا بعد ذلك في أفعاله التي هي القدر، وسموا ذلك "العدل"، ثم تكلموا في النبوة والشرائع والأمر والنهي والوعد والوعيد، وهي مسائل الأسماء والأحكام، التي هي المنزلة بين المنزلتين، ومسألة إنفاذ الوعيد، ثم تكلموا في إلزام الغير بذلك، الذي هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وضمنوه جواز الخروج على الأئمة بالقتال.
فهذه أصولهم الخمسة، التي وضعوها بإزاء أصول الدين الخمسة التي بعث بها الرسول".10
ويتضح للقارئ الكريم أن كل أهل بدعة لهم من المقت والذم نصيب، حيث خالفوا هدي النبيين والمرسلين، وعمدوا إلى أقوال الفلاسفة فجعلوها عقائد تضاهي شرع رب العالمين، وسنة سيد المرسلين.. فنسأل الله العلي الكبير أن يثبتنا على كتابه وسنة نبيه وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.


1 الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/26).
2 المصدر السابق (1/30-32).
3 مروج الذهب للمسعودي (1/444).
4 الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/28).
5 مروج الذهب للمسعودي (1/444).
6 الملل والنحل للشهرستاني (1/3).
7 مروج الذهب للمسعودي (1/444).
8 المصدر موقع الشيخ سفر الحوالي.
9 المرجع السابق.
10 شرح الطحاوية في العقيدة السلفية - (2/212).


2013/12/31

ديسمبر 31, 2013

اعباد المسيح

اعباد المسيح

اعباد المسيح لنا سؤال نريد جوابه ممن وعاه

اذا مات الاله بصنع قوم اماتوه فما هذا الاله

وهل ارضاه ما نالوه منه فبشراهم اذا نالوا رضاه

وان سخط الذى فعلوه فيه فقوتهم اذا اوهت قواه

وهل بقى الوجود بلا اله سميع يستجيب لمن دعاه

وهل خلت الطباق السبع لما ثوى تحت التراب وقد علاه

وهل خلت العوالم من اله يدبرها وقد سمرت يداه

وكيف تخلت الاملاك عنه بنصرهم وقد سمعوا بكاه

وكيف اطاقت الخشبات حمل الاله الحق شد على قفاه

وكيف دنا الحديد اليه حتى يخالطه ويلحقه اذاه

وكيف تمكنت ايدى عداه وطالت حيث قد صفعوا قفاه

وهل عاد المسيح الى حياة ام المحى له رب سواه

ويا عجبا لقبر ضم ربا واعجب منه بطنا قد حواه

اقام هناك تسعا من شهور لدى الظلمات من حيض غذاه

وشق الفرج مولودا صغيرا ضعيفا فاتحا للثدى فاه

وياكل ثم يشرب ثم ياتى بلازم ذاك هل هذا اله

تعالى الله عن افك النصارى سيسال كلهم عما افتراه

اعباد الصليب لاى معنى يعظم او يقبح من رماه

وهل تقضى العقول بغير كسر واحراق له ولمن بغاه

اذا ركب الاله عليه كرها وقد شدت لتسمير يداه

فذاك المركب الملعون حقا فدسه لا تبسه اذ تراه

يهان عليه رب الخلق طرا وتعبده فانك من عداه

فان عظمته من اجل ان قد حوى رب العباد وقد علاه

وقد فقد الصليب فان راينا له شكلا تذكرنا سناه

فهلا للقبور سجدت ترى لضم القبر ربك فى حشاه


فيا عبد المسيح افق فهذا بدايته وهذا منتهاه