عالم الإبداع: اسلاميات .خطب .متي الساعة .خطبة جمعة

مدونة عامة في كل المجالات

أهم المواضيع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات اسلاميات .خطب .متي الساعة .خطبة جمعة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اسلاميات .خطب .متي الساعة .خطبة جمعة. إظهار كافة الرسائل

2021/09/26

سبتمبر 26, 2021

حكم إجراء عملية حقن مجهري لإنجاب مولود ذَكَر فتوي

 


فتوى فتاوى افتاء

حكم إجراء عملية حقن مجهري لإنجاب مولود ذَكَر

السؤال: 

شخص عنده خمس بنات، ويريد أن ينجب ولدًا ذكرًا، فنصحه البعض بأن يقوم بعملية حقن مجهري لينجب ذَكَرًا، وأن هذا متاح بالنسبة للطب الآن، وسؤاله: هل هذا جائز أم أن هذا فيه عدم رضا بقضاء الله وقدره؟ 

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهناك طريقتان في مسألة تحديد نوع الجنين:

الطريقة الأولى: مبنية على حقن مجهري لعدة بويضات في داخل الرحم حتى إذا نَمَت الأجنة وظهر نوعها اختار منها ما يريد وأجهض الباقي، وهذه محرمة؛ لأنها تتضمن الإجهاض بعد التخليق، وهو جناية محرمة، ولا يمكن أن يظهر التخليق إلا بعد الأربعين؛ فهذه الطريقة غير جائزة.

والطريقة الثانية: مبنية على تلقيح بويضات بالحيوانات المنوية خارج الرحم، فإذا انقسمت الخلية خارج الرحم إلى نحو ثمان خلايا أُخِذت واحدة ففحصت كروموسوماتها لمعرفة نوع الجنين المحتمل، فما وافق المطلوب زُرِع داخل الرحم؛ أعني الـسبع خلايا الباقية، وهي تكون جنينًا كاملًا، وهذه الطريقة لا تتضمن محرمًا، فهي جائزة -وإن كانت مكلَّفة الثمن-. 

وهذا أخذ بالأسباب، ليس فيه اعتراض على القَدَر.

2021/09/25

سبتمبر 25, 2021

مراقبةالعبد ربه في نفسه وجميع أموره و أحواله

 خطبة مكتوبة بعنوان:

#مراقبة_العبد_ربه_في_نفسه_وجميع_أموره_وأحواله “

 



الخطبة الأولى: ــــــــــــــــــــ

الحمد لله جابرِ قلوب المُنكسرة قلوبهم مِن أجْلِه، وغافرِ ذنوب المستغفرين بفضله، وأشهد أنْ لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ولا شيء كمثله، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، أرسلَه بالهدى ودين الحق ليُظهِرَه على الدين كلِّه، وخيَّرَه بين أنْ يكون ملِكًا نبيًّا أو عبدًا رسولاً، فاختار مقام العبودية مع الرسالة، تنويهًا بشرَف هذا المَقام وفضلِه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، والمستمسكين مِن بعدِهِم بحبلِه.

أمَّا بعد أيُّها الناس:

فإنَّ مِن أعظم وأنفع ما يَعظ بِه الواعظون، ويُوصِي بِه الموصُون، ويَنصح بِه الناصحون، ويُرشِد إليه المتكلِّمون: “مراقبةَ العبد ربَّه ــ جلَّ وعلا ــ في نفسه، وفي جميع أموره وأحواله، ومع جميع خلقه، وفي السِّر والعلَن، والحضَر والسفر”.

فراقبوا الله ــ جلَّ وعزَّ ــ في جميع أحوالكم، وسائر أوقاتكم، وفي كل ما تفعلون وتَذرون، فإنَّه سبحانه مطَّلِع على قلوبكم، ومطَّلِع على أقوالكم، ومطَّلِع على أفعالكم، لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، ولا يَخرج عن علمه شيء في سائر الأزمان، ولا يَغيب عنه مثقالُ ذرة مِن طاعة أو عصيان، وقد قال سبحانه مُرهِّبًّا لنا: { وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا }، أي: مراقبًا لنا ولكل شيء، وعالمًا بِنا وبكل شيء، وقائمًا علينا وعلى كل شيء، وقادرًا علينا وعلى كل شيء، فالخلق خلقُه، والأمر أمْرُه، وإليه يُرجع الأمر كلُّه، له ما بين أيدينا، وما خلفنا، وما بين ذلك، وما كان ربُّك نسيًّا.

وسُئِل إسماعيل بن نُجيد ــ رحمه الله ــ: (( مَا الَّذِي لَا بُدَّ لِلْعَبْدِ مِنْهُ؟ قَالَ: مُلَازَمَةُ الْعُبُودِيَّةِ عَلَى السُّنَّةِ، وَدَوَام الْمُرَاقَبَةِ )).

واعلموا أنَّ مراقبة الله العزيز القادر تتأكد علينا في أحوال ثلاثة:

الحال الأوَّل: أنْ نُراقِبَه سبحانه حين فِعل الطاعات والعبادات القولية والفعليه.

فنُراقِبَه في قصْد قلوبنا مِن فِعلها، وهل مرادنا وجْهَه سبحانه ورضاه عنَّا أو حصول الذِّكر والمدح والسُّمعة والشُّهرة، هل المُحرِّك لنا إليها هو الهَوى والنَّفس أو هو الله تعالى خاصة، لأنَّ هذه المراقبة تُصلِح قلوبنا، وقد قال أبو حفصٍ لأبي عثمانَ النيسابوري ــ رحمهما الله ــ: (( إِذَا جَلَسْتَ لِلنَّاسِ فَكُنْ وَاعِظًا لِقَلْبِكَ وَنَفْسِكَ، وَلَا يَغُرَّنَّكَ اجْتِمَاعُهُمْ عَلَيْكَ، فَإِنَّهُمْ يُرَاقِبُونَ ظَاهِرَكَ، وَاللَّهُ يُرَاقِبُ بَاطِنَكَ )).

ونُراقِبَه في صفة فِعلها حين أدائها، وهل فِعْلُنا لها مبنيٌّ على علمٍ أمْ على جهل، أموافقٌ للسُّنَّة أمْ مُخالف، لأنّ هذه المراقبة تُصلِح طاعاتنا وعباداتنا وأعمالنا، وتجعلها مقبولة عند الله ربنا وحسَنة، إذ العبرة في شريعة الله إنَّما هي بحُسن العمل لا بكثرته، حيث قال الله سبحانه في أوَّل سورة المُلك: { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا }، والعمل لا يكون حسنًا ومقبولًا عند الرَّب تعالى وتقدَّس إلا بشرطين يجب أنْ يُحققهما العامل:

أوَّلُهُما: أنْ يكون قصده مِن عمله حين فِعله له هو وجه الله تعالى، وابتغاء مرضاته.

والثاني مِنهما: أنْ يكون ما عمله مِن عملٍ قد دَلَّ عليه دليل مِن الشريعة.

وقد ثبت عن ابن مسعود ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: (( الِاقْتِصَادُ فِي السُّنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الِاجْتِهَادِ فِي بِدْعَةٍ ))، أيْ: فِعلُ عملٍ قليلٍ عليه دليل مِن السُّنَّة النَّبوية خيرٌ وأعظم مِن فِعل عملٍ كثيرٍ ليس عليه دليل.

وما لا دليل عليه في الشرع يُسمَّى بِدعة، والبِدعة محرٌّمة بنصِّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هي مِن أغلظ وأشدِّ المحرَّمات.

الحال الثاني: أنْ نُراقِبَه سبحانه عند الهَمِّ بفعل السيئات والخطيئات.

سيِّئات القلب، مِن حُبِّه وبُغضه على خلاف شريعة الله، وغِلِّه وحِقده وحَسده وضغينته وكُرْهه، وسيِّئات اللسان، مِن غِيبةٍ ونَميمة وكذب ولعن وسَبٍّ وسُخرية واستهزاء وقولٍ في دين الله بغير علم، وسيِّئات الجوارح، سيِّئات السَّمْع والبَصر واليدين والقدمين والفَرْج، لأنَّ هذه المراقبة تنفعنا أشدَّ نفع، ويَحصل لنا بِها غُنمٌ كبير، ونَجد خيرَها وبركتَها وثمرَتها في الدنيا قبل الآخرة، حيث تمنعُنا عن مُقارفة كثير مِن الآثام والفواحش والقبائح، أو على الأقَلّ تُخفِّف مِن فِعلنا لها وتُقلِّل.

الحال الثالث: أنْ نُراقِبَه سبحانه في الخَلوة والسِّر كما نُراقبه في العلَن.

فنُراقِبَه في الخلوة حين لا يرانا أحد مِن الناس، ولا يعلم بنا أحد مِن الخلق، حين نخلو بأنفسنا، أو نبتعد عمَّن يَعرفنا، فلا نتجرَّأ على فِعل المعاصي، ومُقارفة الفواحش، وإتيان القبائح، وترْك الفرائض، وتعطيل الواجبات، وتضييع الحقوق، لأنَّ بعض الناس تَضعُف عنده مراقبة الله إذا خلا بنفسه وانفرد عن أهله أو رفاقه أو غيرهم، فتراه يجترأ على محارم الله، فيُمارس المحرمات والقبائح أو يَنظر إليها عبر الفضائيات، وفي مواقع الإنترنت، أو يتكلَّم بها عبْر الهواتف وبرامج التواصل مع مَن لا يَحِلُّ له مِن الإناث أو الذكور، وبعضهم تَضعُف عنده مراقبة الله تعالى أكثر إذا سافر وترَك مدينته وقريته وأهله وأقاربه ورِفاقه فيفعل مِن الرذائل والقبائح والفواحش ما يَشيب له الرأس، ويترُك مِن الفرائض الكثير، فقد أصبح في بلاد غُربة لا يعرفه أهلها، ولا يَدرون مَن هو، فلا يستحيي مِنهم، ولا يخشى الفضيحة بينهم، ولا يَخاف عقوبة، فقد يكون في بلد تسمح بالفجور، ولا تُجرِّم انتهاك محارم الله، وتجاوز حدوده.

ولئنْ خلا صاحب هذا الحال عن الناس أو ذهب عن بلده وأهله ومَن يعرفونه فأين يذهب مِن  ربِّه ــ عزَّ وجلَّ ــ القائل في تنزيله ووحيه مُحذِّرًا: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }، معكم بعلمه وقدرته في جميع أماكن وجودكم مِن الأرض، فهو سبحانه يرانا ونحن في البَرِّ، ويرانا ونحن في الجوِّ، ويرانا ونحن في البحر، يرانا ونحن في بيوتنا وبلداننا مع أهلينا وقرابتنا وأصدقائنا، ويرانا ونحن في غير بلداننا مع الغرباء والأباعد، ويرانا ونحن في الأسواق، وفي الطُّرقات، وفي الفنادق، وفي المراكب، وفي الملاعب، وفي البحار، وفي المسابح، وفي الملاهي.

أين نفر، وكيف نتخفَّى، وبمَن نَلوذ ونحتمِي، لا مفرَّ مِن الله إلا إليه، فهو معنا بعلمه وإحاطته، ومعنا بسمعه وبصره، ومعنا بقدْرته علينا أينما كنَّا، وحيث تواجدنا، وعلى أيِّ حالة صِرنا، ومع أيِّ الناس شئنا.

 وهذا من أعظم وأشد وأغلظ الوعيد الصارف للعبد عن اقتراف الآثام، والتقصير في العبادات، وإضاعة الحقوق، والتفريط في الواجبات لِمَن كان له قلب ليِّن مُنيب حيٌّ سلِيم.

أين يذهب مَن هذه حاله مِن قول ربِّه سبحانه مُتوعِّدًا ومهدداً: { إِنَّ رَبَّكَ لَبِل الْمِرْصَادِ }، أي: يَرصُد أعمال العباد في الدنيا فلا يفوته مِنها شيء وإن دَقَّ، ولا يَعزُب عنه ما فعلوه في شبابهم ولا ما فعلوه في كُهولتهم، ولا ما فعلوه في شيخوختهم، وهو بالمرصاد لِمَن يُبارزه بالعصيان، والتفريط فيما أوجَب، حيث يُمهله قليلاً، ثم يأخذه أخْذَ عزيز مُقتدِر، أخْذًا أليمًا، أخذًا وبيلًا، حينها يقول مُتحسِّرًا مُتألِّمًا: { يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ }{ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي }{ يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي }.

أيُّها الناس:

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( الكَيِّس مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِما بَعْدَ الْموْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَه هَواهَا، وتمَنَّى عَلَى اللَّهِ )).

وفي هذا الحديث الشريف بيانٌ لحال صِنفين من الناس:

أوَّلُهما: قوي المراقبة لله تعالى.

وهو الكيِّس اللَّبيب الحازم العاقل الذي ينظر في عواقب ما يَفعل ويترُك، ويقول ويسمع، فهو يُجاهد نفسه، بل يقهرها، ويستعملها فيما يعلم أنَّه ينفعها في دنياها، وبعد موتها في قبرها وآخِرتِها، حتى ولو كانت كارهة لذلك، فالنفس أمَّارة بالسوء إلا ما رَحِم ربِّي، فتحتاج إلى مجاهدةٍ شديدة، وقهرٍ لها وقسْر، وصبر على ذلك ومُصابرة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ ))، وقال رجلُ لعبد الله بن عَمروٍ ــ رضي الله عنه ــ: (( مَا تَقُولُ فِي الْجِهَادِ وَالْغَزْوِ؟ فقَالَ له: ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَجَاهِدْهَا، وَابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَاغْزُهَا )).

والثاني مِنهما: ضعيف المراقبة لله بل عاجزها.

ومِن ضَعْفِ مراقبته وشدَّة عجزِه أنَّ كلَّما هوته نفسه وأرادت فِعله مِن شهوة أو معصية أجاب طلبها ولبّاه وبادر إليه، وهذا هو العاجز الأحمق الجاهل الذي لا يفكِّر في عواقب ما يَفعل ويترُك ويقول ويسمع، بل يُتابع نفسه على ما تهواه وتشتهيه، وهي لا تهوى إلا ما تظن أنَّ فيه لذَّتَها وشهوتَها في العاجل، وإنْ عاد ذلك بضرٍر لها فيما بعد الموت، وقد يعود ذلك عليها بِالضَّرر في الدنيا قبل الآخِرة، فيحصل له العار والفضيحة وسُقُوط المنزلة والهوان والخِزي، ويُحرَم بسبب ذلك مِن العلم النافع، والبركة في الرِّزق، وغير ذلك مِن الخيرات.

وفقني الله وإيَّاكم لاتباع رضوانه، وغمرَني وإيَّاكم بعفوه وغُفرانه، ورزقني وإيَّاكم خيرات بِرَّه وإحسانه، وأدخلنا في زُمرة أحبابه المخصوصين بِمَنِّه وأمانه، إنَّه سميع مجيب.

الخطبة الثانية: ــــــــــــــــــــ

الحمد لله ربَّ العالمين حمدًا كثيرًا طيِّبًا مُباركًا فيه، كما يُحِب ربُّنا ويرضى، وكما ينبغي لكرم وجهِه وعِزِّ جلاله، وصلَّى الله على سيِّدنا محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعد، فيا أيًّها الناس:

إنَّ مِن صور المراقبة العظيمة الطيِّبة: ما حصل مِن نبي الله يوسف ــ عليه السلام ــ حين راودته امرأة عزيز مِصر عن نفسه حين خلَت بِه وغلَّقت الأبواب، حيث قال الله سبحانه عن ذلك: { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }.

ومِن صور المراقبة العظيمة الطيِّبة أيضًا: ما جاء في قصة الثلاثة الذين أصابهم المطر، فأووا إلى غارٍ فانحدَرَت صخرةٌ فانطبقت عليهم، وأغلقت باب الغار، فقالوا: انظروا ما عملتم مِن الأعمال الصالحة فاسألوا الله تعالى بِها فإنَّه يُنجِّيكم، فذَكر كل واحد مِنهم سابقة خيرٍ سَبقت له مع ربَّه، فانحدَرَت عنهم الصخرة فخرجوا يمشون، وقصتهم مشهورة في “صحيح البخاري” وغيره، وكان مِن قول أحدِهم ومراقبته لربِّه: (( اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي ابْنَةُ عَمٍّ، مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَأَنِّي رَاوَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا فَأَبَتْ، إِلَّا أَنْ آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَطَلَبْتُهَا حَتَّى قَدَرْتُ، فَأَتَيْتُهَا بِهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهَا، فَأَمْكَنَتْنِي مِنْ نَفْسِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا، فَقَالَتْ: اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تَفُضَّ الخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ وَتَرَكْتُ المِائَةَ دِينَارٍ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَخَرَجُوا )).

ومِن صور المراقبة العظيمة الطيِّبة أيضًا: ما صحَّ عن نافع مولى ابن عمر ــ رحمه الله ــ: (( أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ــ رضي الله عنهما ــ لَقِيَ رَاعِيًا بِطَرِيقِ مَكَّةَ، قَالَ لَهُ: بِعْنِي شَاةً؟ قَالَ: لَيْسَتْ لِي. قَالَ لَهُ: فَتَقُولُ لِأَهْلِكَ أَكَلَهَا الذِّئْبُ؟ قَالَ: فَأَيْنَ اللَّهُ، قَالَ: اسْمَعْ، وَافِنِي هَاهُنَا إِذَا رَجَعْتَ مِنْ مَكَّةَ، وَمُرْ مَوْلَاكَ يُوَافِينِي هَاهُنَا، فَلَمَّا رَجَعَ لَقِيَ رَبَّ الْغَنَمِ وَاشْتَرَى مِنْهُ الْغَنَمَ، وَاشْتَرَى مِنْهُ الْغُلَامَ، فَأَعْتَقَهُ وَوَهْبَ لَهُ الْغَنَمَ )).

جعلني الله وإيَّاكم مِمَّن إذا ذُكِّر ادَّكَر، وإذا وعِظ اعتبر، وإذا أُعطِي شَكر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أذنَب استغفر، رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وآتنا في الدنيا حسنة، وفي الاخرة حسنة، واجعلنا مِمَّن يكون يوم القيامة مُنعَّمًا مسرورًا، إنَّك سميع الدعاء، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

❄ا••┈┈•••✦🌟✦•••┈┈••ا❄

سبتمبر 25, 2021

سهام الليل خطبة جمعة

سهام الليل خطبة جمعة


|| #سهــام_اللــيل ||


🎙للشيخ الداعية البليغ أبي المنهال #فايز_بن_محمد_المغلسي حفظه الله تعالى


*🕌ألقيت في #مسجد_الإعتصام بمدينة الحديدة_اليمن لعام ١٤٤٣هـ*

 *الخطبة الأولى* 


الحمد لله العليم الأعلم ، علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ، الحمد لله الذي حرم الظلم ومنع الحقوق أن تهضم ،

 وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الإله الأعظم ،

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأكرم ، دعا إلى المحبة والسلم ، ونهى عن القهر والظلم ، أفضل من أطاع ربه وأسلم ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أهل الشيمِ والكرم ، ومن سلك سبيلهم الأسلم وطريقهم الأقوم ،


▪️أما بعد عباد الله اعلموا أن الظلم ذنب عظيم ، وإثم وخيم ، هو سبب الفساد والفتن ، والعقاب والمحن ، الظلم منبعُ الرذائل والسيئات ، ومصدرُ الشرور والمهلكات ، متى ما فشى في أمة أذن الله بزوالها وهلاكها ودمارها ، 

*﴿وَتِلكَ القُرى أَهلَكناهُم لَمّا ظَلَموا وَجَعَلنا لِمَهلِكِهِم مَوعِدًا﴾* [18:59] - الكهف

فأين القرى الظالمة ، وأين الأمم القاهرة ، لقد نزلت بهم الفواجع ، وحلت بهم المواجع ،

*﴿فَكُلًّا أَخَذنا بِذَنبِهِ فَمِنهُم مَن أَرسَلنا عَلَيهِ حاصِبًا وَمِنهُم مَن أَخَذَتهُ الصَّيحَةُ وَمِنهُم مَن خَسَفنا بِهِ الأَرضَ وَمِنهُم مَن أَغرَقنا وَما كانَ اللَّهُ لِيَظلِمَهُم وَلكِن كانوا أَنفُسَهُم يَظلِمونَ﴾* [29:40] - العنكبوت.


▪️فمهما بلغت قوة الظلوم ، ومهما ضعف المظلوم ، فإن للظالم نهاية ولا بد ، قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ هذه الآية *﴿وَكَذلِكَ أَخذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ القُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخذَهُ أَليمٌ شَديدٌ﴾* [11:102] - هود ،


 ▪️أيها المؤمنون أيها الأخيار والصالحون ، حذر الله عز وجل من الظلم والبغي وبخسِ الحقوق والتعدي على الناس في أموالهم وأعراضهم وممتلكاتهم في آيات كثيرة ،  

وفي حجة الوداع وقف صلى الله عليه وسلم خطيباً وقال ( إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرامٌ عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت ، اللهم فاشهد ، اللهم فاشهد ) 

وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) وقال صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات فإن الظلم ظلمات يوم القيامة )  رواه مسلم 

وقال صلى الله عليه وسلم ( اتقوا دعوة المظلوم فإنها تُحمل على الغمام فيقول الله وعزتي وجلالي لأنصرنكِ ولو بعد حين ) رواه الطبراني وحسنه الألباني ،


▪️دعوة المظلوم لا تغلق أمامها الأبواب ، ولا تردها الشٌرط والحُجاب ، قال صلى الله عليه وسلم ( اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة كأنها شرارة ) ،

وقال صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم ودعوة المظلوم) رواه الإمام أحمد بسند صحيح ،

كان يزيد بن حكيم يقول ما هبتُ شيئاً قط هيبتي لرجل ظلمته وأنا أعلم أنه لا ناصر له إلا الله فيقول لي حسبي الله ، الله بيني وبينك الله بيني وبينك ،

 وقال أبو الفضيل التميمي قال لي والدي يا بني إحذر أن تخاصم من إذا نمت بات منتبهاً يدعو عليك بات منتبهاً يدعو عليك وعين الله لم تنمِ سبحان وتعالى ،

ذكر بن كثير في البداية والنهاية أن أحد ملوك البرامكة كان في ترف وفي ملك وفي مال وفي ثراه ، بل بلغ به الترف أن بناته في يوم من الأيام أشرفن من شرفة القصر فرأين بنات الفقراء يلعبن بالماء والطين ، فاشتهين أن يلعبن مثلهن بالماء والطين ، فأحضر لهن ماء الزعفران ، وماء الورد ، وتراب المسك ، كي يلعبن كما يلعب بنات الفقراء ، وما هي إلا أيام وأُخذ ذلك المال ،وذهب ذلك الجاه، وذهب ذلك الملك ، وأودع في غياهب السجون مع ولده ، فقال الولد للأب يا أبتي أبعد العز والملك في السجن والقيت ، فقال يا بني هذا بدعوة مظلوم سرت بالليل صارت بالليل غفلنا عنها والله عز وجل ما غفل عنها ، 

أتهزأُ بالدعاء وتزدريه وما تدري ما صنع الدعاءُ سهام الليل لا تخطئ ولكن لها أجل وللأجل انقضاءُ ،


▪️وروى البخاري في صحيحه أن أهل الكوفة جاءوا إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشتكون سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه فبعث عمر رجالاً إلى الكوفة يبحثون عن سعد وعن حال سعد ، فكانوا لا يمرون على مجلس من مجالس الكوفة إلا وأثنوا عليه خيرا ، حتى أتوا إلى مسجد من مساجدهم فقام رجل منهم فقال إن سعد لا يسير في السرية ، ولا يقسم بالسوية ، ولا يعدل في القضية ، فقام سعد رضي الله عنه ورفع يديه إلى السماء وقال اللهم إن كان عبدك هذا قام كاذباً رياءً وسمعة ، اللهم فأطل عمره وأطل فقره وعرضه للفتن ، 

فاستجاب الله دعوة سعد فأطال الله عمر ذلك الرجل وأطال الله فقره وكان يتعرض للإيماء في السكك فاذا قيل له في ذلك ، يقول شيخ مفتون أصابتني دعوة سعد شيخ مفتون أصابتني دعوة سعد ، 


▪️وذكر التنوخي أن أحد وزراء بغداد اعتدى على امرأة عجوز ، أخذ أموالها ، وصادر أملاكها ، فجاءت إليه تشتكي وتبكي من ظلمه وقهره ، فسخر بها واستهزأ بها ، فقالت له لأدعون الله عليك ، فقال مستهزئاً بها ، عليكِ بالثلث الأخير من الليل ، عليكِ بالثلث الأخير من الليل ، فرجعت تلك العجوز إلى بيتها وقد امتلأت كمدا وحزنا وبكاء والما ، على هذا الظلم العظيم الذي لا راد له الا الله ، فجعلت ترفع يديها في الثلث الأخير من الليل وتدعو على ذلك الوزير ، وما هي إلا أيام قلائل ، وعزل ذلك الوزير وصودرت أمواله ثم أخذ إلى السوق ليجلد أمام الناس تعزيراً وعقوبة له على أفعاله المشينة ، 

فجاءت تلك العجوز وهي تجر خطاها إلى أن وصلت إليه وقالت يا هذا لقد أحسنت أحسنت حين ما وصفت لي الثلث الأخير من الليل الثلث الأخير من الليل ، 


▪️واستمعوا إلى هذه القصة التي ذكرها الإمام الذهبي في كتاب الكبائر ، قال رحمه الله قال بعضهم رأيت رجلا قد قطعت يده من الكتف وهو يصيح بالأسواق ويقول من رآني فلا يظلمن أحدا ، وقلت له يا عبد الله ما هي قصتك ، 

قال يا فلان أنا كنت من أعوان الظلمة ومن أعوان الفجرة ، وفي يوم من الأيام رأيت صياداً قد أصطاد سمكة فقلت له أعطني إياها فقال لي لا ، إني اصطدت هذه السمكة لأشتري بها قوتاً وطعاماً لاولادي ، قال فضربته وأخذت تلك السمكة منه بالقوة ، قال وبينما أنا أمشي بالطريق إذ بتلك السمكة قد عظتني في إبهامي عظة قوية ، قال فلما رجعتُ إلى البيت إشتد الألم وتورمت أصبعي ، فذهبت إلى الطبيب فقال لي هذه بادئة الأكلة في أصبعك وإن لم تقطع الأصبع فان اليد ستزول ، قال فقطع أصبعي لكن الألم ما زال ، بل إشتد الألم ، فذهبت إلى الطبيب فقال لابد من قطع الكف حتى لا يتسرَ المرض إلى جميع اليد ، قال فقطعت الكف ، ثم ما زال الألم ثم ما زال الألم يشتد يوماً بعد يوم ، فذهبت إلى الطبيب فقطع يدي من المرفق ، ثم قال ما زال الألم يشتد بي شيئاً فشيئا ، ثم قطعت يدي من الكتف ، فقابلت أحد الناس فقال لي يا فلان ما قصة قطع يدك ، فأخبرته بقصة صاحب السمكة فقال لي أما والله لو أنك ذهبت في بادئ أمرك إلى صاحب السمكة واستسمحمت منه لما فعل بك ما فعل ، ولما قطعت يدك ، قال فذهبت إلى الرجل أبحث عنه في المدينة حتى لقيته فارتميت بين رجليه وأنا أبكي وأنا أتضرع إليه أن يسامحني ، فقال لي يا فلان أنا لا أعرفك من أنت ، فقلت يا هذا أنا الذي أخذت منك السمكة ، سألتك بالله إلا عفوت عني ، إلا عفوت عني ، قال فلما رأى حالي رق لي وبكى ، وقال عفوت عنك فقلت أعاهدك بالله أني لا أكون من أعوان الظلمة ولا من أعوان الفجرة ما دمت حيا ، 


أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ،،


▪️ *الخطبة الثانية*▪️


الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ،


▪️أما بعد ، حينما يقتل الأبرياء ، ويقهر الضعفاء ، ويتجبر الأقوياء فلا حزن فهناك مدعو وهو الله ، وهناك دعوة مستجابة وهي دعوة المظلوم ، حينما تسلب الحقوق ، فيأخذ الغني حق الفقير ، والقوي حق الضعيف ، فلا أسى فهناك مدعوم ، وهناك دعوة ، حينما تكفر دموع المظلومين ، ويشتدُ أنين المكروبين ، ويشتدُ أنين المكروبين ، لكثرة الظالمين الفاجرين ، فلا كمد فهناك مدعو وهو الله ، وهناك دعوة وهي دعوة المظلوم ، فيجد العبد المظلوم رباً قوياً قادراً يرجوه ، وربا رحيماً يدعوه ، فيجيب سؤاله ، ويعطيه نواله ، وهو ارحم به من نفسه ، وأرحم به من أبويه ، وأرحم به من كل راحم ، فيعطيه سؤاله ، ويجيب دعائه ، ويعطيه نواله ، رحمة به ورأفة ، *﴿إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُم رَحيمًا﴾* [4:29] - النساء ،  


▪️حينما يُظلم العبد يجد رباً عليماً سميعاً ، علمه أحاط بكل شيء ، *﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَخفى عَلَيهِ شَيءٌ فِي الأَرضِ وَلا فِي السَّماءِ﴾* [3:5] - آل عمران ،

حينما يُظلم العبد يجد رباً يجيب دعوته ، ويسمع مظلمته ، *﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَليَستَجيبوا لي وَليُؤمِنوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدونَ﴾* [2:186] - البقرة


▪️فيا ويل من يظلم إنساناً لا يجد له ناصراً إلا الله ، ويا ويل من يظلم إنساناً لا يجد له ولياً إلا الله ، ويا ويل من يظلم إنساناً لا قوي له إلا الله ، 

قال صلى الله عليه وسلم ( دعوة المظلوم تُحمل إلى الغمام كأنها شرارة فيقول الله وعزتي وجلالي لانصرنكِ ولو بعد حين ) ، 


▪️معشر المسلمين دعوة المظلوم مستجابة ، لو كان المظلوم فاجرا ، أو فاسقا ، أو كافرا ، فما دام مظلوما فإن الله يجيب دعوته ، ويسمع شكواه ، قال صلى الله عليه وسلم (حينما بعث معاذ إلى أهل اليمن إنك يا معاذ تقدم على قوم من أهل الكتاب فاتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب ) متفق عليه 

وقال صلى الله عليه وسلم ( اتقوا دعوة المظلوم ولو كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب ) وقال صلى الله وسلم دعوة المظلوم مستجابة ، وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه ) رواهما الامام أحمد وحسنهما العلامة الألباني رحمه الله ،


 ▪️أيها المؤمنون أيها الأخيار والصالحون ، صور الظلم التي تعشعش في أوساط المجتمع كثيرة جدا ، فكم من المظلومين هُظم حقهم ، وأخذت أموالهم ، وصودرت أملاكهم واتهموا بما هم منه براء  كبراءة الذئب من دم يوسف عليه الصلاة والسلام ،

ألا وإن من صور الظلم ومن أشدها ظلم الوالدين ، فكم من الأبناء من يظلم والديه ، ويعتدي عليهما ، ويأخذ حقهما ، ويهملهما وهما بحاجة ماسة إلى رعايته ، وإلى كفالته ، وإلى ما يعود عليهما بالنفع في الدنيا والأخرة ، 

الوالدان ، وما أدراك ما الوالدان حقهما عظيم ، لقد قرن الله حقهما بحقه سبحانه ، فقال عز وجل *﴿وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا﴾* [17:23] - الإسراء ،

ونهى الله عن التعدي عليهما ولو كان ذالك بالكلام اليسر قال الله *﴿فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا﴾* [17:23] - الإسراء  

فكم من الأبناء فكم من الأبناء من يرفع صوته على صوت أمه ، وعلى صوت أبيه ، بل لقد وصل الحال ببعض الأبناء إلى أن يسب وإلى أن يشتم ، وإلى أن يلعن والديه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، بل والله لقد وصل الحال ببعض الأبناء إلى أنه يضرب والديه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ،


▪️ومن الظلم ظلم الأبناء بالتقصير في حقهما وعدم تربيتهما وعدم تعليمهما الدين الصحيح الذي أنزله الله وشرعه رسوله عليه الصلاة والسلام ، 


▪️ومن الظلم ظلم الزوجة فكم من الأزواج من يعتدي على زوجته المسكينة الضعيفة ، فربما ضربها وسبها وشتمها ومنعها من حقوقها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وهكذا العكس كم من الزوجات من تظلم الزوج فتمنعه من حقوقه ، وتعتدي عليه ، وتفرط في بيته ، وتفرط في أولاده ، وتفرط في حقه ،


▪️ومن الظلم عباد الله التعدي على الأيتام وعلى الفقراء وعلى المساكين قال الله *﴿إِنَّ الَّذينَ يَأكُلونَ أَموالَ اليَتامى ظُلمًا إِنَّما يَأكُلونَ في بُطونِهِم نارًا وَسَيَصلَونَ سَعيرًا﴾* [4:10] - النساء


▪️ومن الظلم التعدي على الناس في أملاكهم ، وفي أراضيهم ، وفي بيوتهم ، وفي عقاراتهم ، 

قال صلى الله عليه وسلم ( من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أراضيه طوقه من سبع أراضين يوم القيامة ) ،


▪️ومن الظلم *التعدي على العلماء الربانيين* ، والدعاة المصلحين ، الذين يبلغون دين الله ، والذين يؤدون أمانة الله ، فكم من الناس من يقع في أعراضهم ، ويسبهم ويشتمهم ويلعنهم ، ويشوه صورتهم ، ويرفع ضدهم القضايا الكاذبة ، والإتهامات والإتهامات التي هم منها براء ، فتؤدي هذه الإتهامات إلى سجنهم وإلى تعذيبهم وإلى التشويه بهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ،

▪️وسنة الله *أن من اعتدى على العلماء* ، بتشويه صورتهم ، أو الإعتداء عليهم ، فان العقوبة تلحقه في الدنيا قبل الأخرة ، لأن لحوم العلماء لأن لحوم العلماء مسمومة ، من أكلها مات ومن شمها مرض ، 


▪️ومن الظلم عباد الله ظلم الحكام لرعيتهم ظلم الحكام لرعيتهم ، قال صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته إلى أن قال فإمام راع ومسؤول عن رعيته والناس لا ينصبون الحكام ولا الوزراء ولا الرؤساء ولا الائمة إلا من أجل أن يقيموا العدل ويأخذون للضعيف حقه من القوي ، وللفقير حقه من الغني ، فاذا كان الحاكم هو الظالم فعلى الدنيا السلام ، 

وقد يقع الظلم من الرعية لحكامهم بعدم السمع والطاعة لهم التي أمرنا الله أن نسمع ونطيع كما قال عليه الصلاة والسلام ( وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ) 

وهكذا من ظلم الحاكم عدم الطاعة والتشويه والإنقلابات إلى غير ذلك ،


▪️وصور الظلم عباد الله كثيرة جدا فعلى المسلم أن يجتنب الظلم بكل أشكاله ، وبكل صوره ، وبكل أنواعه ، ونداءٌ أخير إلى ذلك المظلوم يا من ظلمت وأخذت حقوقك وسلبت أموالك إعلم إن الله عز وجل سينتقم لك ، وسيأخذ حقك من ذلك الظالم في الدنيا أو في الأخرة في الدنيا أو في الأخرة ،

فأكثر من الدعاء وأكثر من دعاء ذي النون *﴿لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ﴾* [21:87] - الأنبياء ،


▪️فيا عبد الله إياك إياك والظلم لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا ، فالظلم عقباه فالظلم عقباه ترجع إلى الندمِ فالظلم عقباه ترجع إلى الندمِ فأنت تنام والمظلوم لا ينام يدعو عليك وعين الله لا تنامِ 

فيا عبد الله إياك إياك والظلم فإن من ظلم فان العقوبة ستلاحقه في الدنيا والأخرة وسنة الله جارية في كل من ظلم فان الله يهلكه ويدمره في الدنيا قبل الأخرة ..


▪️اللهم اعز الاسلام والمسلمين وانصر الاسلام والمسلم ودمر اعدائك اعداء الدين 

اللهم ولي علينا الاخيار واصرف عنا الاشرار 

اللهم من ارادنا او اراد بلدنا بسوء اللهم فاشغله في نفسه واجعل تدبيره تدميرا عليه يا رب العالمين ويا ارحم الراحمين ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اقم الصلاة ..


 ا••┈┈•••✦🌟✦•••┈┈••ا

سبتمبر 25, 2021

هذه نعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم (قصة)


قصة


 " دخل رجل على الخليفة المهدي ومعه نعل، فقال: هذه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهديتها لك، فقال: هاتها، فناوله إياها، فقبلها، ووضعها على عينيه، وأمر له بعشرة الآف درهم، فلما انصرف الرجل قال المهدي: والله إني لأعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ير هذه النعل، فضلًا عن أن يلبسها، ولكن لو رددته لذهب يقول للناس: أهديت إليه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فردها علي، فتصدقه الناس، لأن العامة تميل إلى أمثالها، ومن شأنهم نصر الضعيف على القوي وإن كان ظالما، فاشترينا لسانه بعشرة آلاف درهم، ورأينا هذا أرجح وأصلح " .

(البداية والنهاية ) 

*قال احد الفقهاء تعليقاً على هذا النقل 

*هذا الخليفة كان:

◉- فقيهاً بالواقع والمتوقع. 

◉- وبالحال والمآل. 

◉- وبالأشباه والنظائر. 

◉- وبالمنع والعطاء. 

◉- وبدفع المفسدة الكبرى بالصغرى. 

◉- وبأحوال العامة والخاصة. 

◉- وبالصدق والكذب من الأخبار والأحداث. 

◉- وبأسباب حفظ الكبار من حسد الصغار. 

◉- وبالعلم بقواعد الترجيح والتصحيح. 

◉- وبالتواضع عند ذكر النبي المختار. 

*فهذه عشرة كاملة اجتمعت من موقف واحد من مواقف التاريخ الإسلامي .

2021/07/05

يوليو 05, 2021

من أحكام الهدي و الأضحية

 


أحكام الهدي والأضحية


الهدي: ما يهدى للحرم ويذبح فيه من نعم وغيرها، سمي بذلك لأنه يهدى إلى الله سبحانه وتعالى.


 والأضحية: بضم الهمزة وكسرها: ما يذبح في البيوت يوم العيد وأيام التشريق تقربا إلى الله، وأجمع المسلمون على مشروعيتهما.


قال العلامة ابن القيم: القربان للخالق يقوم مقام الفدية للنفس المستحقة للتلف، وقال تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)، فلم يزل ذبح المناسك وإراقة الدماء على اسم الله مشروعا في جميع الملل ، انتهى.


وأفضل الهدي الإبل، ثم البقر، إن أخرج كاملا؛ لكثرة الثمن، ونفع الفقراء، ثم الغنم.


وأفضل كل جنس أسمنه ثم أغلاه ثمنا؛ لقوله تعالى: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).


ولا يجزئ إلا جذع الضأن، وهو ما تم له ستة أشهر، والثني مما سواه من إبل وبقر ومعز، والثني من الإبل ما تم له خمس سنين، ومن البقر ما تم له سنتان، ومن المعز ما تم له سنة.


وتجزئ الشاة في الهدي عن واحد، وفي الأضحية تجزئ عن الواحد وأهل بيته، وتجزئ البدنة والبقرة في الهدي والأضحية عن سبعة، لقول جابر: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نشترك في الإبل والبقر كل سبعة في واحد منهما ، رواه مسلم، وقال أبو أيوب -رضي الله عنه-: كان الرجل في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته، فيأكلون ويطعمون رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وصححه، والشاة أفضل من سبع البدنة أو البقرة.


ولا يجزئ في الهدي والأضحية إلا السليم من المرض ونقص الأعضاء ومن الهزال، فلا تجزئ العوراء بينة العور، ولا العمياء، ولا العجفاء -وهي الهزيلة التي لا مخ فيها-، ولا العرجاء التي لا تطيق المشي مع الصحيحة، ولا الهتماء التي ذهبت ثناها من أصلها، ولا الجداء التي نشف ضرعها من اللبن بسبب كبر سنها، ولا تجزئ المريضة البين مرضها؛ لحديث البراء بن عازب، قال: قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظلعها، والعجفاء التي لا تنقي رواه أبو داود والنسائي.


ووقت ذبح هدي التمتع والأضاحي بعد صلاة العيد إلى آخر أيام التشريق على الصحيح.


ويستحب أن يأكل من هديه إذا كان هدي تمتع أو قران ومن أضحيته ويهدي ويتصدق، أثلاثا؛ لقوله تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا)، وأما هدي الجبران، وهو ما كان عن فعل محظور من محظورات الإحرام أو عن ترك واجب، فلا يأكل منه شيئا.


ومن أراد أن يضحي، فإنه إذا دخلت عشر ذي الحجة، لا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئا إلى ذبح الأضحية؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: إذا دخل العشر، وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئا، حتى يضحي رواه مسلم.


فإن فعل شيئا من ذلك، استغفر الله، ولا فدية عليه.


(الملخص الفقهي، للشيخ الدكتور صالح الفوزان:1/-451449

شروط من يذبح الاضحية

حكم من يستطيع الاضحية ولم يضحي

حكم من نوى الاضحية ولم يضحي

حكم من نوى الاضحية وحلق

حكم من نوى الاضحية بعد دخول العشر

شروط من نوى الاضحيه

من شروط صحة الاضحية في الضأن

هل من شروط الاضحية عدم قص الشعر

هل من شروط الاضحية عدم الحلق

من شروط صحة الأضحية

من شروط ذبح الاضحية

حكم من ذبح الأضحية قبل الإمام

حكم من ترك الأضحية عمدا

من شروط الاضحية

احكام الاضحية وشروطها

احكام الاضحية عند المالكية

احكام الاضحية اسلام ويب

احكام الاضحية عند الشيعة

احكام الاضحية في الاسلام

احكام الاضحية في الاسلام pdf

احكام الاضحية للمضحي


2021/06/30

يونيو 30, 2021

فضيلة الشيخ الدكتور أحمد حطيبة

 


فضيلة الشيخ الدكتور أحمد حطيبة 


الاسم : أحمد السيد أحمد حطيبة 

تاريخ الميلاد : ولد في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان لسنة سبع وسبعين وثلاثمائة وألف من هجرة المصطفى على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم الموافق الأول من شهر مايو لسنة ثمان وخمسين وتسعمائة وألف من الميلاد بالإسكندرية. 

المهنة : طبيب أسنان . بعيادته الكائنة بالإسكندرية – باكوس – أمام مسجد نور الإسلام . 

السكن : الإسكندرية باكوس أمام مسجد نور الإسلام. 

العمل الدعوي : 

1- إمام وخطيب مسجد نور الإسلام بباكوس – الإسكندرية من سنة 1978 . 

2- الرئيس العام لمعاهد الفرقان لإعداد الدعاة. 

الشهادات : 

1- بكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان . 

2- ماجستير في الفقه (الحج والعمرة وما يتعلق بهما). 

3- دكتوراه في الفقه ( منهج ابن قدامة الفقهي من خلال كتاب "المغني" مسائل من كتاب الطهارة أنموذجاً ) . 

4 - دكتوراه في التفسير ( آيات المواريث دراسة فقهية من خلال تفسير سورة النساء ) مطبوع. 

5- يحضر حاليا دكتوراه في الحديث ( سنن البيهقي : أبواب الربا ). 

المؤلفات : 

1- الدعوات الطيبات النافعات للذاكرين الله كثيراً والذاكرات .

2- الجامع لأحكام الصيام وأعمال شهر رمضان .

3- الجامع لأحكام الحج والعمرة والزيارة والهدي.

4- الجامع لأحكام العمرة والزيارة.

5- استخراج متن مراقي السعود في أصول الفقه وتحقيقه . 

6- كتاب "مدار الدليل شرح منار السبيل " في الفقه ، 14 مجلدا. 

7- رسالة دكتوراه المواريث . مجلدان .

تسجيلات صوتية للقرآن العظيم : 

1- المصحف كامل برواية حفص عن عاصم .

2- المصحف كامل برواية الأزرق عن ورش عن نافع .

3- المصحف كامل برواية الأصبهاني عن ورش عن نافع .

4- المصحف كامل بقراءة ابن كثير .

5- المصحف كامل برواية خلف عن حمزة .

6- المصحف كامل بقراءة أبي جعفر .

7- تسجيلات لباقي القراءات العشرة حتى آخر سورة النساء .

تسجيلات صوتية لمتون علمية : 

1- متن الشاطبية .

2 - متن الدرة .

3- متن طيبة النشر في القراءات العشر .

4 - متن مراقي السعود في أصول الفقه .

5 - ألفية ابن مالك في النحو والصرف.

6 - ألفية العراقي في علم الحديث .

7 - متن سلم الوصول ، إلى علم الأصول ، في توحيد الله واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم .

8 - متن الرحبية في علم الفرائض .

9 - سلم الوصول إلى الضروري من علم الأصول .

10 - الطرفة في ألقاب الحديث .

11- منظومة القواعد الفقهية لعثمان بن سند .

12- الأرجوزة الميئية في حال أشرف البرية .


موسوعات وسيديهات : 

1 – موسوعة مشكاة علوم القرآن ، وعليها شروح القرآن ، والقراءات العشرة من الطيبة والشاطبية والدرة ، والإعجاز العلمي ، وأحكام القرآن ، والأحاديث الصحيحة المتعلقة بالآيات .... وغير ذلك . 

2 – موسوعة رجال الكتب الستة وغيرها .

3 – موسوعة الحديث الشريف . وعليها الجامع الصغير للسيوطي مع التخريج والتحقيق والشرح . 

4 – شرح منار السبيل " مدار الدليل " .

5 – تحقيق نشر البنود على مراقي السعود في الأصول . 

6 - تعليم كيفية حل مسائل المواريث على البوربوينت .

الدروس بالمسجد يوميا بعد الفجر إلى الشروق وبين المغرب والعشاء وبعد العشاء

أ – تفسير القرآن : تم شرحه خمس مرات درست فيها هذه الكتب : 

1- تفسير الطبري .

2- تفسير القرطبي .

3- تفسير ابن كثير .

4- تفسير أضواء البيان .

5- تفسير فتح القدير للشوكاني .

6- تفسير محاسن التأويل للقاسمي .

7- يتم الآن تفسير القرآن وعلومه وقراءاته وما يتعلق به في دروس الفجر من موسوعة مشكاة علوم القرآن .

ب – شرح كتب السنة : 

1- صحيح البخاري (فتح الباري ، وشرح الكرماني ، وشرح السندي ) .

2- صحيح مسلم بشرح النووي ، ومختصر المنذري لصحيح مسلم .

3- سنن أبي داود بشرحه عون المعبود .

4- جامع الترمذي بشرحه تحفة الأحـوذي .

5- سنن النسائي بشرح السندي والسيوطي .

6- سنن ابن ماجه بشرح السندي والسيوطي .

7- مسند الإمام أحمد بشرح البنا الساعاتي .

8- الأدب المفرد للإمام البخاري .

9- صحيح الترغيب والترهيب .

10- والبدء في شرح وتحقيق سنن البيهقي ، مع عمل برنامج له على سي دي . 

ج – كتب العقيدة : 

1- فتح المجيد .

2- قرة عيون الموحدين .

3- تيسير العزيز الحميد .

4- معارج القبول .

5- شرح العقيدة الطحاوية .

6- والإيمان لابن تيمية .

د – كتب الفقه : 

1 – المغني لابن قدامة كاملا مع تحقيقه وتخريج أحاديثه.

2 – المجموع للنووي مع تكملة السبكي والمطيعي . 

3 – المحلى لابن حزم كاملا مع تعقبات على بعض مسائله .

4 – نيل الأوطار للشوكاني .

5 – الروضة الندية لصديق حسن خان .

6 – زاد المعاد لابن القيم .

7 – فقه السنة للشيخ سيد سابق 

هـ - أصول الفقه : 

1 - شرح كتاب نشر البنود على مراقي السعود للعلوي الشنقيطي .

2 - شرح كتاب نثر الورود للشنقيطي 

ز - رقائق : 

1- رياض الصالحين (شرح ست مرات) . 

2- جامع العلوم والحكم لابن رجب .

3- الترغيب والترهيب للمنذري . 

4- تهذيب موعظة المؤمنين

جلسات سماع الحديث

يوميا بعد درس الفجر حتى بعد الشروق منذ عام 1978 قرأ فيها الطلبة الكتب الستة مرارا .

دروس معهد الفرقان [ 8 محاضرات أسبوعيا لسنوات المعهد الأربعة ]

أ - مادة أصول الفقه : 

1- كتاب نشر البنود على مراقي السعود للعلوي الشنقيطي .

2- شرح كتاب نثر الورود على مراقي السعود للأمين الشنقيطي .

3- شرح كتاب الإحكام للآمدي .

4- شرح مذكرة أصول الفقه على روضة الناظر لابن قدامة .

5- شرح كتاب الوجيز لعبد الكريم زيدان [ مرات].

6- شرح الرسالة للشافعي [ مرات ].

7- شرح كتاب الواضح للأشقر [ مرات ].

8- شرح مواضع من الموافقات للشاطبي 

ب - مادة الفقه : 

1 - شرح كتاب منار السبيل على مدار الدليل لإبراهيم بن ضويان [ 19 مرة ] .

2 – شرح كتاب الكافي لابن قدامة [ للدراسات ].

ج - مادة التفسير : 

شرح أجزاء من تفسير ابن كثير والقرطبي والجلالين بالاستعانة ببرنامجي مشكاة علوم القرآن 

د - مادة مصطلح الحديث : 

1- شرح تدريب الراوي للسيوطي .

2- تيسير مصطلح الحديث للطحان 

هـ - مادة الخطابة : 

شرح كتاب الخطابة لأبي زهرة 

الإجازات

في القرآن الكريم : 

1 – إجازة من الأستاذ الدكتور الشيخ إبراهيم عطوة عوض في القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة .

2 – ثلاث إجازات من الشيخ حسن سعيد في القراءات العشر الكبرى من طريق الطيبة ، والصغرى من طريقي الشاطبية والدرة 

في الحديث والتفسير : 

1 – إجازة بالكتب الستة والموطإ ومسانيد الشافعي وأحمد وأبي حنيفة ، وبجميع كتب التفسير وشروح الحديث من الشيخ العلامة علي بن حسن بن يحيى الشرفي الحازمي التهامي .

2 – إجازة بالكتب الستة وموطإ مالك وموطإ محمد بن الحسن ، وشمائل الترمذي ، وسنن الدارمي ، ومشكاة المصابيح للتبريزي ، من الشيخ مولوي إعزاز الحق بن مولوي مظهر الحق الأركاني المكي . 

3 – إجازة في الحديث وعلومه خاصة ، وفي غير ذلك عامة من العلامة الشيخ محمد عبد الله بن الشيخ محمد الشنقيطي . 

4 – إجازة في علوم القرآن وكتب السنة الستة والمستخرجات والزوائد والمسانيد والمعاجم . من الشيخ محمد بن إسماعيل . 

5 - إجازة سماع الأربعين الحنبلية من الشيخ محمد بن ناصر العجمي

6- إجازة محدث وفقيه الديار المصرية الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن منصور آل سبالك برواية كتب السنة الستة وموطأ الإمام مالك وجميع مصنفاته ومروياته ومقروءاته ّ.

والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

2019/04/14

أبريل 14, 2019

تحويل القبلة (دروس و عبر)


تحـويل القبـلة
دروس وعبر

إن لحادثة تحويل القبلة أبعادًا كثيرة؛ منها: السياسي، ومنها العسكري، ومنها الديني البحت، ومنها التاريخي؛ فبعدها السياسي أنها جعلت الجزيرة العربية محور الأحداث، وبُعدها التاريخي أنها ربطت هذا العالم بالإرث النبوي لإبراهيم عليه السلام، وبُعدها العسكري أنها مهدت لفتح مكة، وإنهاء الوضع الوثني في المسجد الحرام؛ حيث أصبح مركز التوحيد بعد أن كان مركزًا لعبادة الأصنام، وبُعده الديني أنها ربطت القلب بالحنيفية، وميزت الأمة الإسلامية عن غيرها، والعبادة في الإسلام عن العبادة في بقية الأديان.



دروس وعبر من تحويل القبلة:

1- محنة وابتلاء:

وكان لله عز وجل في جعل القبلة إلى بيت المقدس، ثم تحويلها إلى الكعبة حكم عظيمة ومحنة للمسلمين والمشركين واليهود والمنافقين.



فأما المسلمون، فقالوا: سمعنا وأطعنا، وقالوا: آمنا به كل من عند ربنا، وهم الذين هدى الله ولم تكن كبيرة عليهم، وأما المشركون، فقالوا: كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا، وما رجع إليها إلا أنه الحق، وأما اليهود فقالوا: خالف قبلة الأنبياء قبله، ولو كان نبيًّا، لكان يصلي إلى قبلة الأنبياء، وأما المنافقون، فقالوا: ما يدري محمد أين يتوجه إن كانت الأولى حقًّا، فقد تركها، وإن كانت الثانية هي الحق، فقد كان على الباطل، وكثُرت أقاويل السفهاء من الناس، وكانت كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ﴾ [البقرة: 143]، وكانت محنة من الله، امتحن بها عباده؛ ليرى من يتبع الرسول منهم ممن ينقلب على عقبيه.



ولقد ابتلي المسلمون الأوائل بهذا الحدث أيَّما ابتلاء، فثبتوا - رضي الله عنهم - ما ضرتهم حرب اليهود الإعلامية، ليضرب الصحابة - رضوان الله عليهم - القدوة والأسوة في مواجهة الابتلاء، ولقد علمونا - رضي الله عنهم - الصبر على ألوان ومجالات الابتلاء، بدايةً بابتلاء السجن والحصار والتعذيب في رمضاء مكة، وحتى الصبر على الترسانة الإعلامية اليهودية.



2- تحويل القبلة دلالة على نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم:

اخبر الله تعالى بما سيقوله اليهود عند تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة؛ من إثارة الشكوك والتساؤلات قبل وقوع الأمر، ولهذا دلالته، فهو يدل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؛ إذ هو أمر غيبي، فأخبر به قبل وقوعه، ثم وقع، فدل ذلك على أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول يخبره الوحي بما سبق، وهو يدل أيضًا على علاج المشكلات قبل وقوعها؛ حتى يستعد المسلمون ويهيؤوا أنفسهم لهذه المشاكل للتغلب عليها والرد عليها، ودفعها، فإن مفاجأة المكروه على النفس أشق وأشد، والجواب العتيد لشغب الخصم الألد.



3- ضرورة تميز المسلمين عن غيرهم.



4- لم يكن بد من تمييز المكان الذي يتجه إليه المسلم بالصلاة والعبادة وتخصيصه؛ كي يتميز هو ويتخصص بتصوره ومنهجه واتجاهه، فهذا التميز تلبية للشعور بالامتياز والتفرد؛ كما أنه بدوره ينشئ شعورًا بالامتياز والتفرد.



5- ومن هنا كذلك كان النهي عن التشبه بمن دون المسلمين في خصائصهم، التي هي تعبير ظاهر عن مشاعر باطنة كالنهي عن طريقتهم في الشعور والسلوك سواء، ولم يكن هذا تعصبًا ولا تمسكًا بمجرد شكليات، وإنما كان نظرة أعمق إلى ما وراء الشكليات، كان نظرة إلى البواعث الكامنة وراء الأشكال الظاهرة، وهذه البواعث هي التي تفرق قومًا عن قوم، وعقلية عن عقلية، وتصورًا عن تصور، وضميرًا عن ضمير، وخلقًا عن خلق، واتجاهًا في الحياة كلها عن اتجاه.



كما روى "خالفوا المجوس"، وهو نهي عن التشبه في مظهر أو لباس، نهي عن التشبه في حركة، أو سلوك، ونهي عن التشبه في قول أو أدب، ثم هو نهي التلقي عن غير الله منهجه الذي جاءت هذه الأمة لتحقيقه في الأرض.



الأمة المسلمة اليوم في حاجة إلى التميز بشخصية خاصة لا تتلبس بشخصيات الجاهلية السائدة، والتميز بتصور خاص للوجود والحياة لا يتلبس بتصورات الجاهلية السائدة، والتميز بأهداف واهتمامات تتفق مع تلك الشخصية وهذا التصور، والتميز براية خاصة تحمل اسم الله وحده، فتعرف بأنها الأمة الوسط التي أخرجها الله للناس؛ لتحمل أمانة العقيدة وتراثها.



إن على الحركة الإسلامية أن تؤكد هذا التميز وهذه المفاصلة، وتربي شباب الدعوة على هذا الوضوح، وهذا الاستقلال عن الآخرين.



لقد تمت المفاصلة بين المسلمين واليهود، وأصبح للمسلمين قبلتهم الخاصة بهم نحو المسجد الحرام، إن الأمم التي تُريد أن تنهض، لا بدَّ أن يكون التمايز مكوِّنًا أساسيًّا من مكونات مشروعها الحضاري النهضوي.



6- الأمة الوسط:

يقول ابن كثير يقول الله تعالى: إنما حولناكم إلى قبلة إبراهيم عليه السلام، واخترناها لكم؛ لنجعلكم خيار الأمم؛ لتكونوا يوم القيامة شهداءَ الأمم؛ لأن الجميع معترفون لكم بالفضل، فهي أمة وسط في التصور والاعتقاد، وفي التفكير والشعور في التنظيم والتنسيق، والارتباطات والعلاقات، وفي المكان في سرة الأرض وأوسط بقاعها.



أمة وسط في التصور والاعتقاد، لا تغلو في التجرد الروحي ولا في الارتكاس المادي، إنما تتبع الفطرة الممثلة في روح متلبس بجسد، أو جسد تتلبس به روح، وتعطي لهذا الكيان المزدوج الطاقات حقه المتكامل من كل زاد، وتعمل لترقية الحياة ورفعها في الوقت الذي تعمل فيه على حفظ الحياة وامتدادها، وتطلق كل نشاط في عالم الأشواق وعالم النوازع، بلا تفريط ولا إفراط، في قصد وتناسق واعتدال.



أمة وسط في التفكير والشعور، لا تجمد على ما علمت وتغلق منافذ التجربة والمعرفة، ولا تتبع كذلك كل ناعق، وتقلد تقليد القردة المضحك، إنما تستمسك بما لديها من تصورات ومناهج وأصول، ثم تنظر في كل نتاج للفكر والتجريب، وشعارها الدائم: الحقيقة ضالة المؤمن أنَّى وجدها أخذها في تثبُّت ويقين.



أمة وسط في التنظيم والتنسيق، لا تدع الحياة كلها للمشاعر، والضمائر، ولا تدعها كذلك للتشريع والتأديب، إنما ترفع ضمائر البشر بالتوجيه والتهذيب، وتكفل نظام المجتمع بالتشريع والتأديب، وتزاوج بين هذه وتلك، فلا تكل الناس إلى سوط السلطان، ولا تكلهم كذلك إلى وحي الوجدان، ولكن مزاج من هذا وذاك.



أمة وسط في الارتباطات والعلاقات لا تلغي شخصية الفرد ومقوماته، ولا تلاشي شخصيته في شخصية الجماعة أو الدولة، ولا تطلقه كذلك فردًا أثرًا جشعًا، لا همَّ له إلا ذاته، إنما تطلق من الدوافع والطاقات ما يؤدي إلى الحركة والنماء، وتطلق من النوازع والخصائص ما يحقق شخصية الفرد وكيانه، ثم تضع من الكوابح ما يقف دون الغلو، ومن المنشطات ما يثير رغبة الفرد في خدمة الجماعة، وتقرر من التكاليف والواجبات ما يجعل الفرد خادمًا للجماعة، والجماعة كافلة للفرد في كافلة للفرد في تناسق واتساق.



أمة وسط في المكان في سرة الأرض، وفي أوسط بقاعها، وما تزال هذه الأمة التي غمر أرضها الإسلام إلى هذه اللحظة هي الأمة التي تتوسط أقطار الأرض بين شرق وغرب، وجنوب وشمال، وما تزال بموقعها هذا تشهد الناس جميعا، وتشهد على الناس جميعًا، وتعطي ما عندها لأهل الأرض قاطبة، وعن طريقها تعبر ثمار الطبيعة وثمار الروح والفكر من هنا إلى هناك، وتتحكم في هذه الحركة ماديها ومعنويها على السواء.



أمة وسط في الزمان تنهي عهد طفولة البشرية من قبلها، وتحرس عهد الرشد العقلي من بعدها، وتقف في الوسط تنفض عن البشرية ما علق بها من أوهام وخرافات من عهد طفولتها، وتصدها عن الفتنة بالعقل والهوى، وتزاوج بين تراثها الروحي من عهود الرسالات، ورصيدها العقلي المستمر في النماء، وتسير بها على الصراط السوي بين هذا وذاك.



وما أخر هذه الامة إلا اتخاذها مناهج وصبغات بديلة عن منهج الله، ورضيت لنفسها بمقام التابع لغيرها.



وحري بالمسلمين أن يعودوا إلى وسطيتهم التي شرفهم الله بها من أول يوم.



حري بمن استوردوا التشريعات والقوانين الوضعية العفنة أن يعودوا إلى وسطية الإسلام، وحَرِي بمن كفَّروا المسلمين، وفسَّقوا المصلحين أن ينهلوا من وسطية الإسلام.



7- التربية للصف المسلم:

فقد كان العرب يعظمون البيت الحرام في جاهليتهم، ويعدونه عنوان مجدهم القومي، فأراد الإسلام استخلاص القلوب لله وتجريدها من كل نعرة وكل عصبية غير الإسلام؛ كالأرض، والتاريخ، والعنصرية، فكما أسلم المسلمون وجههم إليها، وقد كان اليهود بعد الهجرة يتخذون هذا الوضع حجة لهم، فصدر الأمر الإلهي بالاتجاه إلى المسجد الحرام، ولكن ربط قلوب المسلمين بحقيقة أخرى هي حقيقة الإسلام، حقيقة أن هذا البيت بناه إبراهيم عليه السلام وإسماعيل.



امَّا سبب الموقِف، وعلَّة التحوُّل، فهو تجرُّد القلوب، واصْطِفاء النفوس، واجتباء الأرْواح، واستقلال التوجُّهات.



يُبيِّن الله الناسي من الذاكِر، والجاحِد من الشاكر، والمؤمِن من الكافر، والمُصلِح من المفسِد، والكاذِب مِن الصادق، والمتردِّد الخوار مِن الثابت المغوار؛ ا راد الله أن يُجرِّد القلوب مِن العوالق إلاَّ لله، وأن يُصفِّيَها من الجواذبِ إلاَّ لدِين الله.



8- صراع عداء لا جهل:

قال تعالى في معرض حديث الآيات عن القبلة ﴿ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ﴾ [البقرة: 145].



كثير من طيبي القلوب يظنون أن الذي يصد اليهود والنصارى عن الإسلام، أنهم لا يعرفونه، أو لأنه لم يقدم اليهم في صورة متقنة، وهذا ربما ينطبق على صغارهم، لكن كبارهم لا يريدون الإسلام؛ لأنهم يعرفونه، فهم يخشونه على مصالحهم وعلى سلطانهم، وهم دائمًا؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ﴾ [البقرة: 145].



إنهم لن يقتنعوا بأي دليل؛ لأن الذي ينقصهم ليس هو الدليل، إنما هو الإخلاص والتجرد من الهوى والاستعداد للتسليم بالحق إذا استبانوا طريقه.



﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 146].



وهنا ندرك أصالة العدوان اليهود للإسلام والمسلمين، فقد شنوا حربًا إعلامية ضارية في أعقاب حدث تحويل القبلة، ولقد فُتن ضعاف الإيمان كما فُتن إخوانهم في حادث الإسراء والمعراج، وإن المتأمل لآيات تحويل القبلة - وهي ترد شبهات اليهود - يتبين له مدى ضراوة الحرب الإعلامية والفكرية التي شنها اليهود.



وهكذا خاب وخسر من جرى يلهث في عصرنا خلف اليهود، وخاب وخسر من تمسح باليهود في تطبيع، أو ظن أن الحداقة تتصدق بكتاكيت!



9- سرعة الاستجابة والثقة في القيادة:

كم كان هؤلاء الصحابة - رضي الله عنه - في قمة التشريف لهذه الدعوة؛ عندما جاءهم خبر تحويل القبلة، انظر في صحيح البخاري عن البراء: " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا - أو سبعة عشر شهرًا - وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وإنه صلى أول صلاة صلاها العصر، وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فمر على أهل المسجد وهم راكعون، فقال أشهد بالله، لقد صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت"، لقد تحولوا وهو في هيئة الركوع من قبلة بيت المقدس إلى اتجاه البيت الحرام، لقد علمونا - رضي الله عنهم - كيف نستقبل أوامر وتعاليم الإسلام.



بهذه الثقة في النهج وبهذه الثقة في القائد قادوا وسادوا وساسوا الدنيا.



يا قوم، فما بالنا نحينا أوامر الإسلام وتعاليم القرآن، وشككنا في أحكام الشريعة، وتنسمنا فساء الغرب، ونقبنا في مزابل العولمة!



إلى متى هذه الجفوة والفجوة بين المسلمين ومنهجهم؟ وإلى متى نستجيب إلى كل أشباه الحلول، ونرفض الحل الإسلامي؟ وإلى متى نستجيب إلى كل فكر إلى الفكر الإسلامي؟



فلنتحول كما تحول الصحابة في حادث تحويل القبلة، نتحول بكل قوة وثقة ورشاقة إلى منهج الإسلام بكلياته وجزئياته، كما تحول الغر الميامين وهم ركوع.



10- تحويل القبلة توحيد للأمة:

من كل اتجاه، في أنحاء الأرض جميعًا، قبلة واحدة تجمع هذه الأمة وتوحد بينها على اختلاف مواطنها، واختلاف مواقعها من هذه القبلة، واختلاف أجناسها وألسنتها وألوانها، قبلة واحدة، تتجه إليها الأمة الواحدة في مشارق الأرض ومغاربها، فتحس أنها جسم واحد، وكيان واحد، تتجه إلى هدف واحد، وتسعى لتحقيق منهج واحد، منهج ينبثق من كونها جميعًا تعبد إلهًا واحدًا، وتؤمن برسول واحد، وتتجه إلى قبلة واحدة.



وهكذا وحد الله هذه الأمة، وحدها في إلهها ورسولها ودينها وقبلتها، وحدها على اختلاف المواطن والأجناس والألوان واللغات، ولم يجعل وحدتها تقوم على قاعدة من هذه القواعد كلها؛ ولكن تقوم على عقيدتها وقبلتها، ولو تفرقت في مواطنها وأجناسها وألوانها ولغاتها.



إنها الوحدة التي تليق ببني الإنسان، فالإنسان يجتمع على عقيدة القلب، وقبلة العبادة، إذا تجمع الحيوان على المرعى والكلأ والسياج والحظيرة!


 مقالات ذات صلة
تحويل القبلة تأصيل للشخصية الإسلامية
معالم التمايز في تحويل القبلة
تحويل القبلة تميز وتجرد، تأدب واستقلال
من آثار تحويل القبلة: تجنب ثالوث العداوة وبيان وسطية هذه الأمة
لكل مجتهد نصيب
تحويل القبلة.. إظهار الأوراق وكشف الأبواق
العبرة من تحويل القبلة: التسليم والانقياد (خطبة)
تحويل القبلة دروس وعبر (خطبة)
تحويل القبلة حدث هام في تاريخ الإسلام والمسلمين
وحد القبلة (قصيدة)
من دروس تحويل القبلة: بيان مواقف السفهاء(مقالة - آفاق الشريعة)
تحويل القبلة: نظرات بين الواقع والتاريخ(مقالة - آفاق الشريعة)
تحويل القبلة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
خطبة عن تحويل القبلة(مقالة - ملفات خاصة)
تحويل القبلة وتميز الأمة وبيان خيريتها(مقالة - آفاق الشريعة)
الحكمة من تحويل القبلة(مقالة - آفاق الشريعة)
فائدة تحويل القبلة(محاضرة - موقع مثنى الزيدي)
تحويل القبلة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
قبلة وقبلة (قصة)(مقالة - حضارة الكلمة)

2019/03/30

مارس 30, 2019

الترغيب في صيام شهر شعبان

❃•━━━━❃﷽❃━━━━•❃

 #الترغيب_في_صيام_شعبان
 #والتحذير_من_الإحتفال_بذكرى_المعراج
“*

       الشيخ /_
#عبدالقادر_بن_محمد_الجنيد.
           حفظه الله

_*📝http://www.alakhdr.com/?p=1046 .*_

>-الخطبة الأولــــــــــــــى-<

الحمد لله ربِّ العالمين،
*وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له* الملك الحقُّ المُبين،
*وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله* سيِّدُ المرسلين، وخِيْرَةُ الله مِن خلقه وخاتَمُ النَّبيين، صلوات الله عليه وسلامه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته البَررة المُنْتَخَبين، وعلى أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أمَّا بعد،      عباد الله:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله ــ عزَّوجلَّ ــ فاتقوا الله في السِّر والعلن، وراقبوه مُراقبة أصحاب القلوب الخاشية، وإياكم والأمنَ مِن مَكْرِه، والقُنوطَ مِن بِرِّه، وتعرَّضوا لأسباب رحمته ومغفرته، واعملوا كل سبب يُوصلكم إلى رضوانه وفضله العظيم، ويُقرِّبُكم مِن جنَّته، ويُباعدكم عن ناره، فإنَّ رحمة الله قريب مِن المحسنين، وقد قال سبحانه آمِرًا لكم بتقوا، ومُذَكِّرًا بمحاسبة النَّفْس، ومُحذَّرًا مِن نسيانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }.
واعلموا أنَّ مِن أعظم ما تقرَّب به المتقرِّبون إلى الله ربِّهم، وأوصلَهم المنازل العالية، وهذّبَ نفوسَهم وأخلاقَهم، ورقّقَ قلوبًهم وأصلحها، وأعفَّ عن الحرام فروجَهم وألسنَتهم، عبادةَ الصيام، تلك العبادة التى صحَّ عن النبيﷺ أنَّه قال في تعظيم شأنها: (( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّوَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي )).
وثبت عن أبي أمامة ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال لِرسول اللهﷺ: (( مُرْنِي بِعَمَلٍ لِعَلِيِّ أَنْتَفِعُ بِهِ فَقَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ», فَمَا رُئِيَ أَبُو أُمَامَةَ وَلَا امْرَأَتُهُ وَلَا خَادِمُهُ إِلَّا صِيَامًا، فَكَانَ إِذَا رُئِيَ فِي دَارِهِ الدُّخَانُ بِالنَّهَارِ قِيلَ: اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ )).
عباد الله:
إنَّكم على مَقرُبة مِن شهر شعبان،
وما أدراكم ما شهر شعبان؟
إنَّه شهر تُرفع فيه أعمال العباد إلى ربِّهم ــ جلَّ وعزَّ ــ ، فهنيئًا لِمن رُفعَت له فيه أعمال صالحة، فقد ثبت عن أسامة بن زيد ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: (( قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُكَ تَصُومُ فِي شَعْبَانَ صَوْمًا لَا تَصُومُ فِي شَيْءٍ مِنَ الشُّهُورِ، إِلَّا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فّقَالَ ﷺ : ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ، وَشَهْرِ رَمَضَانَ، تُرْفَعُ فِيهِ أَعْمَالُ النَّاسِ، فَأُحِبُّ أَنْ لَا يُرْفَعَ لِي عَمَلٌ، إِلَّا وَأَنَا صَائِمٌ )).
وصحَّ عن عائشة ــ رضي الله عنها ــ أنَّها سُئلَت عن صيام رسول اللهﷺ فقالت: (( وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا )).
فبادروا ــ سدَّدكم الله وقوَّاكم ــ إلى الاقتداء بنبيكم ﷺ بالصيام في شهر شعبان، والإكثار مِنه، حتى إذا رُفعَت أعمالكم إلى ربكم ــ جلَّ وعلا ــ رُفعَت وأنتم صائمون.
عباد الله:

لقد تكاسل وتشاغل أكثرنا عن صيام التطوع، مع عِظَم وجلالة ما ورَد في شأنه مِن الأحاديث الكثيرة المُبيِّنة لأنواعه، والمُرغِّبة فيه، والمُعدِّدة لِثماره، وما فيه مِن الحسنات الكثيرات، والأجور العاليات، والمكاسب الطيبة التي تنفع العبد في دنياه وأُخْراه.
ولمَّا كانت النُّفوس تَتُوق وتَتشوَّق لِما له فضائل، وتتزايد أُجُوره، وتعلو منزلة أهله،
فدونكم ــ سلَّمكم الله ــ جُملة مِن فضائل صيام التطوع، والتنفل بالصيام.
- فَمِن هذه الفضائل: أنَّه مِن أسباب تكفير الذنوب والخطايا، لِمَا صحَّ عن النبيﷺ أنَّه قال: (( فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلاَةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ )).
- ومِن هذه الفضائل: أنَّه مِن أسباب البُعد والعِفَّة عن الحرام، لِمَا صحَّ عن النبيﷺ أنَّه قال: (( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )).
- ومِن هذه الفضائل: أنَّه يُسَدُّ بِ

ه يوم القيامة النَّقصُ والخلَلُ الذي وقع مِن صاحبه في صيام الفريضة، إذ صحَّ عن النبيﷺ إنَّه قال: (( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّوَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى نحو ذَلِكَ )).
- ومِن هذه الفضائل: أنَّه مِن أسباب نَيل العبد محبَّة ربِّه سبحانه له، ودَفْعِه ودِفَاعِه عنه، وتوفِيقه وتسديده، وإجابة دعوته، إذ صحَّ عن النبيﷺ أنَّه قال: (( إِنَّ اللَّهَ قَالَ: وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ )).

وسبحان ربك ربِّ العزة عما يَصفون، وسلامٌ على المرسلين،
والحمد لله رب العالمين.

>-الخطبة الثانيــــــــــــــة-<

الحمد لله المُنعِم على مَن شاء مِن خلقه بمتابعة سيَّد ولد آدم أجمعين، وصحابته المُكرَمِين، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على النِّبي محمد المصطفى الأمين، وعلى آله وأصحابه والمتَّبِعين لهم بإحسان في كل ناحية وحين.
أمَّا بعد،     عباد الله:

فإنَّ مِن أعظم نِعم الله ومِنَنه على كثير مِن عباده توفيقَهم للإقتداء بنبيهم ﷺ في القول والفِعل والتَّرْك، وسَيْرِهِم على ما كان عليه سلفُهم الصالح مِن أهل القرون الثلاثة الأولى المُفضَّلة، وعلى رأسهم الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ ،
ولاريب عند كلِّ ذِي دِينٍ وإيمان أنَّ مَن وافقهم في القول أو التَّرْك أو الفِعل كان مُصيبًا، وعلى الحق والهُدى، ومَن خالفهم كان على انحراف، وفي وضلال.
وقريبًا سندخل ــ بإذن ربِّنا سبحانه ــ في6 ليلة السابع والعشرين مِن شهر رجب، وقد جرَت عادة جُموع مِن المسلمين في بِقاع شتَّى على الاحتفال فيها بِذِكْرى #الإسراء والمعراج#،
حيث يعتقدون أنَّ حادثة الإسراء والمعراج قد حصلت في هذه الليلة.
وهذا الاحتفال يَكتَنِفُه أمران:
- الأمر الأول: أنَّه غير جائز، لأنَّه لم يَرد في نصوص القرآن والسُّنَّة النَّبوية، ولا فَعله رسول اللهﷺ، ولا أصحابه ــ رضي الله عنهم ــ ، ولا أحدٌ مِن أئمة المسلمين في القرون الثلاثة الأولى المُفضَّلة، ولا أئمة المذاهب الأربعة المشهورة،
والخيرُ كلُّه والأجْرُ والسلامة في مُتابعتهم.
ولعلَّ مَن ابتدأ هذا الاحتفال وأَتَى بِه هُمُ الشِّيعة الرافضة، فبئسَ القدوة، وبئسَ التَّشَّبُه.
والعلماء العارِفون بالشريعة يَحكمُون على ما كان هذا حاله مِن الاحتفالات بأنَّه بِدعة، والبِدعة مِن أشدِّ المحرَّمات، وأغلظِها جُرمًا، فقد صحَّ عن النبيﷺ أنَّه كان يُحذِّر مِنها في خُطبِه فيقول: (( وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ )).
وثبت عن عمر ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: (( وَإِنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا, أَلَا وَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ, وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ, وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ )).
ولاريب عند الجميع بأنَّ ما وُصِف بأنَّه شرٌّ، وأنَّه ضلالة، وتُوعِّد عليه بالنار، يَدخل في المحرَّمات والسيئات، والمنكرات والخطيئات، والآثام والأوزار.
- الأمر الثاني: أنَّ ليلة السابع والعشرين مِن شهر رجبٍ لا دليل على أنَّها الليلةُ التي حصل فيها الإسراء والمعراج، بل قد اختلف العلماء والمؤرِّخون في تاريخ وقت الإسراء والمعراج على عشَرة أقوال أو أكثر،
ذكر ذلك الحافظ ابن حجرٍ العسقلاني الشافعي ــ رحمه الله ــ في كتابه “فتح الباري”.
بل واختلفوا في سَنة وقوعها، وفي شهر حصولها، وفي يوم حدوثها، ولا يصحُّ في تحديد وقتها حديث ولا أثر، لا عن النبيﷺ، ولا عن أصحابه ــ رضي الله عنهم ــ.
وقد قال الإمام تيمية ــ رحمه الله ــ:

لم يَقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، بل النُّقول في ذلك مُنقطعة مختلفة، ليس فيها ما يُقطع به.اهـ.
وقال العلامة ابن الأمير الصنعاني ــ رحمه الله ــ:
هي ليلةٌ معينة، لم يِرِد بتعيينها سُنَّة صحيحة.اهـ.
وقال العلامة ابن باز ــ رحمه الله ــ:
وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجبٍ ولا غيره، وكل ما ورَد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبيﷺ عند أهل العلم بالحديث.اهـ.
بل إنَّ مِن أضعف الأقوال هو قول مَن قال:حصل الإسراء والمعراج في شهر رجب في ليلة السابع والعشرين مِنه.
إذ قال الم

ُحدِّث والفقيه أبوالخطَّاب الأندلسي المالكي ــ رحمه الله ــ:
وذَكر بعض القُصَّاص أنَّ الإسراء كان في رجب، وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب.اهـ.
وقال أيضًا: وقيل: كان الإسراء في رجب، وفي إسناده رجالٌ معروفون بالكذب. اهـ.
وقال الفقيه الشافعي ابن العطَّار الدِّمشقي ــ رحمه الله ــ:وقد ذكر بعضهم أنَّ المعراج والإسراء كان فيه ــ يعني: في رجب ــ، ولم يَثبت ذلك.اهـ.
وقال الحافظ ابن رجبٍ الحنبلي البغدادي ــ رحمه الله ــ:
ورُوي بإسنادٍ لا يصحُّ عن القاسم بن محمد أنَّ الإسراء بالنبيﷺ كان في سابع وعشرين مِن رجب،
وأنكر ذلك إبراهيم الحربي، وغيره.اهـ.
وقال العلامة العثيمين ــ رحمه الله ــ:
يظن بعض الناس أنَّ الإسراء والمعراج كان في رجب، في ليلة سبعة وعشرين، وهذا غلط، ولم يصحّ فيه أثر عن السَّلف أبدًا، وأهل التاريخ اختلفوا في هذا على نحو عشَرة أقوال.اهـ.

هذا وأسأل الله أنْ يُجنِّبني وإياكم الشِّرك والبدع، وأنْ يرزقنا لزوم التوحيد والسُّنَّة والاستقامة عليهما إلى الممات،
اللهم طهِّر أقوالنا وأسماعنا وجوارحنا عن كل ما يغضبك، وآمِنَّا في مراكبنا ومساكننا ومساجدنا وأعمالنا وأسفارنا، وأصلح ووفق ولاتنا وجندنا وأهلينا، اللهم ارفع الضر عن المتضررين مِن المسلمين، وارفع عنهم القتل والاقتتال، وأزل ما بهم مِن خوف وجوع، وقهم الأمراض والأوبئة، وأعذهم مِن الفتن ما ظهر منها وما بطن،
إنك سميع الدعاء.

         وأقول قولي هذا،
      وأستغفر الله لي ولكم.

2018/12/17

ديسمبر 17, 2018

فضل الجمعة والعناية بخطبتها القاها فضيلة الشيخ / محمدبن عبدالله السبيل رحمه الله


فضل الجمعة والعناية بخطبتها    القاها فضيلة الشيخ /  محمدبن عبدالله السبيل  رحمة الله
                 
                 فضل الجمعة والعناية بخطبتها

                 القاها فضيلة الشيخ /
                   محمدبن عبدالله السبيل
                     رحمه الله

الحمد لله ذي السلطان العظيم، والمن الجسيم، والعطاء العميم، فضل يوم الجمعة على سائر الأيام، وخص به أمة محمد خير الأنام، أحمده سبحانه وأشكره على نعمه الغزار . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الواحد القهار، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، المصطفى المختار . اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه البررة الأخيار .

أما بعد:
أيها المسلمون اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعلموا أن الله قد اختص بعض مخلوقاته بتشريف وتفضيل وتكريم، وميز بعض الأيام على بعض، وجعلها موسمًا لإحسانه وإكرامه، يفيض عليهم فيها من جوده وإنعامه .

يوم الجمعة يوم مبارك .


وإن يومكم هذا يوم الجمعة، يوم مبارك، من أفضل الأيام، قد خصه الله سبحانه بخصائص وميزه بمزايا، ليست لغيره من الأيام، كما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله قال: « خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم  وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة » ([1]). وعن أبي هريرة  قال: قال رسول الله : « من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت، غفر له ما بين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصى فقد لغا» رواه مسلم([2]).

وعن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله : « لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى » رواه البخاري([3]).

وعن أبي هريرة   قال: من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشًا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة، فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر » الحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما([4]).

وعن أبي هريرة رضي عنه أن رسول الله  ذكر يوم الجمعة فقال: «فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي، يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه » وأشار بيده يقللها([5]). واختلف في هذه الساعة متى هي يوم الجمعة، فرجح أكثر أهل العلم أنها آخر ساعة بعد صلاة العصر وقبل غروب الشمس .

.التحذير من التكاسل عن صلاة الجمعة


ولقد حذر غاية التحذير من التهاون أو التكاسل عن أداء هذه الفريضة العظيمة كما في حديث عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله  يقول على أعواد منبره: « لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين » ([6]).

فاحذروا عباد الله عن التخلف عن صلاة الجمعة، وبادروا رحمكم الله إلى العمل بتوجيهاته وما ورد في آداب هذه الفريضة العظيمة من فرائض الدين، والشعيرة الظاهرة من شعائر الإسلام .

.آداب يوم الجمعة


عباد الله:
إن مما ورد الحث عليه في هذا اليوم الاغتسال والتبكير إلى المسجد لأداء الصلاة، والتنظف، والتطيب، ولبس أحسن الثياب، والتقدم إلى الصلاة بأدب وخشوع وسكينة ووقار، وعلى المسلم أن يحذر من أن يفرق بين اثنين، أو يتخطى رقاب الناس، أو يؤذي أحدًا من المصلين، فقد جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي  يخطب فقال له: «اجلس فقد آذيت وآنيت» ([7]) أي آذيت الناس بتخطي رقابهم، وتأخرت عن سماع الخطبة .

.منافع صلاة الجمعة 


أيها المسلمون:
إن من أعظم منافع صلاة الجمعة ما شرع فيها من خطبتين هما شرط لصحتها، وقد وضع الشارع لها أصولًا وضوابط، متى ما التزم بها وعمل بمقتضاها تحققت منها المقاصد الشرعية التي أرادها الشارع من مشروعيتها، وإن الإخلال أو التقصير في شيء من تلك الأصول والضوابط يضعف الهدف من مشروعيتها، ويقلل الفائدة المأمولة منها .

وقد وضع الإسلام الحماية والحصانة لخطبة الجمعة حيث أوجب النبي الكريم الإنصات والإصغاء أثناء إلقائها، ونهى عن الانشغال عنها أو التشويش على المستمعين لها، وقد رتب الشارع على عدم رعاية هذه الحصانة ذهاب فضيلة الجمعة وثوابها عمن فعل ذلك عقوبة له، وزجرًا . وكان من هديه  في صلاة الجمعة أنه يأمر الناس بالدنو منه، ويأمرهم بالإنصات وكان يقول عليه الصلاة والسلام: « من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب، فهو كمثل الحمار يحمل أسفارًا، والذي يقول له أنصت ليس له جمعة» رواه الإمام أحمد([8]).

.عدم إطالة خطبة الجمعة


ولقد كان هديه عليه الصلاة والسلام في خطبة الجمعة الاختصار، وعدم الإطالة، متخيرًا من الألفاظ أجمعها، ومن العبارات أوضحها، وأفصحها، وقد كانت خطبه كلمات يسيرات كما في الحديث الذي رواه أبو داود في سننه عن جابر بن سمرة  عن النبي  « أنه كان لا يطيل الموعظة يوم الجمعة، وإنما هن كلمات يسيرات » ([9])، وقد أكد عليه الصلاة والسلام هذا الفعل بالأمر بالاختصار في الخطبة، وعدم الإطالة فيها، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن عمار بن ياسر قال: سمعت رسول الله  يقول: « إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته، مئنة من فقهه» أي علامة على تفقهه في الدين، وجاء في بعض الروايات قوله عليه الصلاة والسلام: «فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة، وإن من البيان لسحرا»([10]) وزاد الطبراني وغيره، وأنه سيأتي بعدكم قوم يطيلون الخطب ويقصرون الصلاة .

.موضوع خطبة الجمعة


عباد الله:
 إن موضوع خطبة الجمعة ينبغي أن يكون في تقرير أصول الإيمان بالله تعالى، وتوحيده، وتعظيمه في النفوس، وتذكير الناس بالمبدأ والمعاد، والجنة والنار، وبيان ما أعد الله تعالى للمتقين من النعيم المقيم، وما توعد به العصاة والكافرين من العذاب الأليم، وشرح محاسن الإسلام، وبيان مزاياه، وإيضاح مقاصد الشرع وحكمه، وحث الناس على الالتزام بالأوامر والواجبات، واجتناب النواهي والمحرمات، وترغيبهم في فضائل الأعمال التي حث عليها الشرع وندب إلى فعلها.

كما ينبغي أن تهتم الخطبة بقضايا المجتمع على اختلاف أنواعها، وبيان موقف الإسلام منها، على أن يكون كل ذلك مدعمًا بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الصحيحة، وأقوال السلف الصالح من الصحابة والتابعين، ومن سار على نهجهم من أئمة الإسلام، وعلماء المسلمين، مبتعدًا عن الخلافات المذهبية، والآراء الشخصية، والاجتهادات الفردية، وعن الخوض في القضايا الخاصة، أو المنكرات الخفية، أو الاعتماد على ما تنشره بعض المصادر غير الموثوقة من الأحداث والأخبار، أو التحدث عن أمور وأحداث لا تهم المخاطبين، بل قد لا يعلم أكثرهم شيئًا عن حدوثها، لكونها حدثت في غير مجتمعهم، ولا يعود الحديث عنها بالنفع لهم .

إن بعض الخطباء قصروا في الاتجاه بمواضيع الخطب عن هدي الإسلام الذي شرعه، والمنهج الذي رسمه، فحصل بسبب ذلك ضعف تأثير خطب الجمعة على السامعين، وأصبح حضور البعض للخطبة وسماعهم لها إنما هو من قبيل العادات، التي نشأوا عليها، لا من قبيل العبادات التي يجب الاعتناء بها والحرص عليها .

فاحرصوا معشر الخطباء على الاقتداء بهدي النبي في خطبه وتوجيهاته وأوامره، فإنه لا خير إلا دل الأمة عليه، ولا شر إلا حذرها منه.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }[الجمعة:9-10].

عباد الله :
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم .

([1])    رواه مسلم في كتاب الجمعة، رقم (854) .

([2])    رواه مسلم في كتاب الجمعة، رقم (857) .

([3])    رواه البخاري في كتاب الجمعة، رقم (883) .

([4])    رواه البخاري في كتاب الجمعة، رقم (881)، ومسلم أيضًا في كتاب الجمعة، رقم (850) .

([5])    رواه البخاري في كتاب الجمعة، رقم (935) .

([6])    رواه مسلم في كتاب الجمعة، رقم (865) .

([7])    رواه أحمد في مسنده، 4/188، 190 .

([8])    رواه أحمد في مسنده، 1/230 .

([9])    رواه أبو داود في كتاب الصلاة، رقم (1107) .

([10]) رواه مسلم في كتاب الجمعة، رقم (869) .

❄ا••┈┈•••✦🌟✦•••┈┈••ا❄

2018/12/16

ديسمبر 16, 2018

ثـلاثـون نهيـاً شـرعيـاً للنسـاء



ثـلاثـون نهيـاً شـرعيـاً للنسـاء
          
         ثـلاثـون نهيـاً شـرعيـاً للنسـاء


1.. نهي المرأة عن وصل شعرها .
2..
نهي المرأة عن الوشم والنمص والفلج .
3..
نهي المرأة عن الخروج متطيبة .
4..
نهي المرأة عن إبداء الزينة أمام الرجال .
5..
نهي المرأة عن الامتناع عن فراش زوجها .
6..
نهي المرأة عن إذاعة أسرار الاستمتاع بين الزوجين .
7..
نهي المرأة عن صوم التطوع وزوجها حاضر إلا بإذنه .
8..
نهي المرأة عن الإنفاق من بيت زوجها إلا بإذنه .
9..
نهي المرأة عن معصية زوجها .
10..
نهي المرأة عن كفران العشير .
11..
نهي المرأة عن الخلوة بأجنبي .
12..
نهي المرأة عن النظر إلى الأجانب .
13..
نهي المرأة عن مصافحة الأجانب .
14..
نهي المرأة عن التشبه بالرجال .
15..
نهي المرأة عن أن تصف المرأة لزوجها .
16..
نهي المرأة عن السفر بغير محرم.
17..
النهي عن تعذيب الخدم .
18..
والنهي عن إيذاء الجار.
19..
نهي المرأة عن الخروج من منزلها لغير حاجة .
20..
نهي المرأة عن طلب الطلاق من زوجها في غير ما بأس.
21..
نهي المرأة عن اللطم و شق الثياب عند المصيبة .
22..
نهي المرأة عن النوح .
23..
نهي المرأة عن اتباع الجنائز .
24..
نهي المرأة عن إتيان الكهان و المنجمين .
25..
نهي المرأة عن الدعاء على الأولاد .
26..
النهي عن الهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام .
27..
نهي المرأة عن دخول الحمام (يقصد بالحمام أماكن الاستحمام والاغتسال العامة وتقابلها اليوم ما تُسمى بدور التجميل والمساج والسونا والبخار ).
28..
نهي المرأة زيارة القبور.
29..
نهي المرأة عن النظر إلى عورة المرأة أو مباشرتها في الثوب الواحد 
30..
نهي المرأة عن الحداد على ميت فوق ثلاثة أيام إلا على زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام
 .
فلتحذري أختي المسلمة من الوقوع فيما نهى الله عنه فإنه من أسباب دخول النار يوم القيامة وعليك بالاستغفار والتوبة إذا ارتكبت معصية أو وقعتِ فيما نهى الله أو رسوله عنه ،
قال تعالى : ((والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله و لم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ، أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم و جنات تجري من تحتها الأنهار ، خالدين فيها و نعم أجر العاملين)).
.....................................................
كتاب : ثلاثون نهياً شرعياً للنساء.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *