عالم الإبداع: قصص الأنبياء

مدونة عامة في كل المجالات

أهم المواضيع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص الأنبياء. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص الأنبياء. إظهار كافة الرسائل

2017/12/18

ديسمبر 18, 2017

وقفات_مضيئة_مع_قصة_يوسف



#وقفات_مضيئة_مع_قصة_يوسف

#من_غيابة_الجب_إلى_نور_النبوة

                   بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

الحمد لله وبعد ،،،،

* "قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا" : أطفئ نار الحاسدين بإخفاء مميزاتك عنهم.

* "قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا" : هناك نفوس ضعيفة . . حتى الرؤى والأحلام تستنزف طاقة الحسد لديها.

* "قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا" : طاقة الحسد تتيقظ لدى الأقربين ومن تربطك بهم علاقة أكثر من غيرهم.

* "قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا" : قص الرؤى والأحلام وغرائب الأمور على الآخرين عادة إنسانية عتيقة.

* "قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا" : لا بأس أن تحذر الأخ من إخوته والقريب من قريبه إن علمت شره يقينا.

* "قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا" : ليس شرطا أن تعبر كل الرؤى . ..بعض الرؤى اكتف معها بالتوجيه العام .

* "قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا" : من أشد الفراسات مواطأة للحق فراسة الوالدين في أبنائهم .

* "وتكونوا من بعده قوما صالحين" قد ينتج أعظم الفساد الآني .. من فكرة الصلاح المستقبلي.

* "قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف" لا يعلم الابن أن دسائسه مفضوحة ونظراته مكشوفة وهمساته مسموعة عند والده.

* "قال إني ليحزنني أن تذهبوا به" لا تهمل الخاطر الأول . . والتوقع الأول . . فعادة ما يكون فيه شيء من الإلهام .

* "وأخاف أن يأكله الذئب" لا تعط الآخرين السيف الذي يغتالونك به . . لا تساعدهم في مخططاتهم عن حسن نية.

* "وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب" هذا إجماع على ضلالة ولا شك .

* "وجاءوا أباهم عشاء يبكون" أصحاب النظرات الزائغة والدموع الكاذبة والمشاعر الزائفة يحضرون في المساء لتسترهم الأضواء الخافتة .

* "وجاءوا أباهم عشاء يبكون" القلوب القاسية لديها قدرة عجيبة في أن تنتج دموعا شبيهة بدموع الحزانى .. اهتم بتاريخ الباكي ودعك من ملامحه .

* "وجاءوا على قميصه بدم كذب" يا للوعة قلب الأب وهو يرى قميص ابنه . . كان بالأمس يرى فيه ابنه .. واليوم يرى عليه دم ابنه المزعوم .

* "وجاءوا على قميصه بدم كذب" يبدو أن تزوير الحقائق عادة اكتسبها الإنسان منذ القدم .

* "وأسروه بضاعة" لم يخطر في خيالاتهم أن هذا السر سيفضحه الله في كتاب ينزل من السماء .

* "وشروه بثمن بخس دراهم معدودة" الدنيا كلها ثمن بخس في مقابل نبي كريم . . فكيف بدراهم . . ومعدودة أيضا؟

* "قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا" إذ كيف يأكله الذئب ولما تسجد له الكواكب بعد ؟ كن بمبشرات الخالق أوثق منك بما تراه عيناك.

* "أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا" إذا أراد الله بعبد خيرا ألقى في قلوب من حوله مشجعات ومحفزات يبذلوا بسببها الخير له .

* "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء" إذا تعبدت لله بالانصراف عن السوء والفحشاء زمنا . . يأمر الله بعد ذلك السوء والفحشاء أن تنصرف عنك .

* "واستبقا الباب" الفرار الوحيد الذي يمارسه الشجعان دون الجبناء هو الفرار عن المعصية.

* "واستبقا الباب" إذا تسللت أدخنة الريبة إلى مكان .. فالجأ إلى الباب قبل أن تختنق بسخط الله .

* "وشهد شاهد من أهلها" إذا اتقى العبد ربه جعل له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا .. حتى أقرب الناس إلى خصمه يشهدون له ويؤيدون دعواه .

* "ولقد راودته عن نفسه" كثيرا ما يفضح الإنسان نفسه ويكشف أسراره في مجالس الانبساط.

* "ليسجننّ وليكوناً من الصاغرين" يعتقد الأغبياء في كل العصور أن السجن يقلل من قدر المظلوم .. والله يثبت لهم عكس ذلك .. ولكن دون جدوى .

* "وقالت هيت لك" في قراءة هئت بمعنى تهيأت : تهيأت وتزينت لمعصية الله . . أفلا نتهيأ ونتزين نحن لطاعته ؟

* "السجن أحب إلي" يبذل الصالحون حريتهم.. حتى لا يمس دينهم .

* "قالت فذلكن الذي لمتنني فيه" لا يلوم العصاة بعضهم بعضا على معصية الله .. وإنما على عدم التفنن والإتقان في أداء المعصية .

* "يوسف أيها الصديق أفتنا" بعض عاصري الخمور أكثر أدبا مع العلماء من بعض طلبة العلم .. كن سخيا بألقاب التكريم مع من يستحقها .

* يوسف عليه السلام نبي يوحى إليه ومع ذلك يستفيد من الرؤيا الظن " ظن أنه ناج منهما" .. فحري بمن هو دونه ألا يستفيد اليقين من الرؤى.

* "ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن" منظر الدم يستحيل نسيانه .. مع أنهن فعلن به ما هو أشد من تقطيع الأيادي .. إلا أن للدم هيبته .

* "وقال الملك أتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع" لا تجب -أيها العالم- كل الدعوات الآتية من أصحاب الدنيا .. حافظ على هيبة ما لديك .

* "قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاشا لله" بسؤال حازم واستقصاء بسيط يستطيع ولي الأمر إنهاء أكذوبة سببت في سجن بريء .

* "أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين" إذا أراد الملك صيانة جناب العلماء .. فستتحول الرعية إلى مدافعين عنهم .. حتى ألدّ الخصوم.

* "وقال الملك أتوني به أستخلصه لنفسي" جبلت نفوس الملوك على حب الاستئثار بالفرائد .

* "فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين" الدعاة إلى الله شخصيات مبهرة ومقنعة .. لذلك يحرص المفسدون على الحيلولة دون وصولهم لصناع القرار .

* "وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء" بعد سجنه الضيق عوضه الله بالأرض الوسيعة .. فهنيئا ليوسف -عليه السلام- ولكل يوسف .

* "فعرفهم وهم له منكرون" كيف ينسى من خطط لاغتياله؟ كيف ينسى تلك الأوجه التي رمقته من أعلى البئر لتتأكد أنها قد تخلصت منه؟

* "وجاء إخوة يوسف" مشكلة أخيك أنه حتى وإن خططت لاغتياله .. حتى وإن أحرقت قلبه .. حتى وإن شوهت ذكرياته .. يبقى أخاك.

* "وقال لفتيانه" كان قبل السجن فتى في بيت العزيز .. فصار بعد السجن عزيزا وعنده فتيان : التمكين لا يأتي إلا بعد الابتلاء .

* عندما قال" وأخاف أن يأكله الذئب" غاب عنه ابنه .. ولما قال " فالله خير حافظا " عاد إليه ابناه .

* "فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه" كلهم إخوته .. ولكن إن اجتمعوا انصبت الأخوة الحقة على من لم يعبث بها .

* "فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه" مهد لمفاجآتك.

* "كذلك كدنا ليوسف" إذا أحبك الله .. كاد لك .. وجعل محبوباتك سهلة المنال .. وحتى خيالاتك الجميلة يحولها إلى ممكنات أجمل.

* "فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا" هنا فخامة تروع القلب .. وجلال يمس الشغاف .. وشيء يصعب التعبير عنه .. هنا طبقة فاخرة من الكلام.

* في خضم " اقتلوا يوسف" و "لا تقتلوا يوسف" كان يوسف في مكان آخر .. منهمك في طفولته .. لا يدري أن هناك من يخطط لينهي طفولته البريئة .

* ما بين" اقتلوا يوسف" و "لا تقتلوا يوسف" دارت أظلم اتفاقية : شردت حياة صبي بريء .. وأحرقت قلب شيخ كبير .. ودمرت أحلام أسرة هانئة .

* "اقتلوا يوسف" أوشك أبناء نبي كريم أن يقتلوا نبيا .. فلماذا نستغرب إن حاول أحفاد شيخ جليل أن يعبثوا بميراث النبوة.

* هل كان يتصور الإخوة وهم يخططون للتخلص من أخيهم أن أفكارهم وتهامسهم وجريمتهم ..سيفضحها الله في كتاب مقدس..وفي سورة تحمل اسم ذلك الأخ .

* "لفي ضلال مبين"،"لفي ضلالك القديم" سموا حبه لابنه ضلالا مبينا. وذكره له ضلالا قديما..مشكلة إن كان ميلك الطبيعي سببا في رميك بالضلال .

* "يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا"لم يقولوا استغفر لنا ما فعلناه بك من مصائب:لا تذكر من أخطأت في حقه بخطئك ..لا تنكأ قلبه بسرد التفاصيل .

* "قالوا أئنك لأنت يوسف" بدأت ملامح يوسف القديمة تتركب في أعينهم .. وذكريات بئر الجريمة تعصف .. وبات الموقف ساخنا .. واللحظات محرجة .

* "قال أنا يوسف" التعارف الأكثر إحرجا في التاريخ .

* "قالوا تالله لقد آثرك الله علينا" علموا الآن أنه ليس أحب إلى أبيهم منهم فحسب .. بل أحب إلى ربهم منهم .

* "وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف" لم يطفئ الجرح الجديد لهيب الجرح القديم .. بل هيجه .

* "يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف" كيف يتحسسون منه وقد أكله الذئب ؟ انفضحوا حتى عند أنفسهم .. فلم يعد لإصرارهم على كذبتهم فائدة .

* "لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب" لم يقل الجب وإنما قال غيابة الجب : تجبرك وحشية الآخر أن تتوحش في لغتك حتى تناسبه حلولك .

* "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم" الأخ تنازل..والأب تجاوز..والرب غفر: إذن ليس لنا أن نثرب عليهم أو نطعن فيهم بل نأخذ العبرة وحسب.

* "وابيضت عيناه من الحزن" هذا حب جبار .. أراده الله لحكم ولطائف .. فطلب أن يعدل يعقوب في مشاعره بين أبنائه تكليف بما لايستطاع.

* " توفّني مسلماً " أعظم من الجمال .. أعظم من المال .. أعظم من العز .. أعظم من الحريّة : أن يتوفّاك الله مسلماً .

* " وألحقني بالصالحين " لا تأنس نفس المؤمن ولا ترتاح لا في الدنيا لا في الآخرة إلا بمؤاخاة الصالحين ومصاحبتهم والتقائهم.

* " وما كنت لديهم " في القصة تفاصيل وهمسات وأحاديث نفس ورؤى ولوعات ومفاجآت ليست من علم نبيّنا ولا درى بها إلا من أحاط بكل شيء علما.

"* وقال يا يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل" ما أجمل حديث الذكريات .. بعد انقضاء الأيام المبكيات .

* "أخرَجَني من السجن" ليس ذِكْر عاصر الخمر من أخرجه.. ليس أمر الملك من أخرجه .. ليس اعتراف زوجة العزيز من أخرجه : الله هو الذي أخرجه .

* "من بعد أن نزغ الشيطان" الحمد لله أن كيد الشيطان توقف عند النزغ..كل هذه المصائب حدثت بنزغ..فكيف لو أوتي سلطانا أكبر من النزغ علينا .

* "إن ربي لطيف لما يشاء" من قرأ سورة يوسف ثم لم يحس بلطف الله وهو يتخلل تفاصيلها ويحكم فصولها فلم يقرأها .

* "وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون * وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين" هناك أخ نسي أخوّته فمكر .. وهناك عبد نسى إيمانه فكفر.

* " وأسرّوه بضاعة " الجرح الأعمق في حياة شخص أن يحوّله إخوته إلى بضاعة تباع وتشترى .

* أنت يا من رفعت أخاك إلى حافة الجب .. عندما كانت يداك ملتئمتين على جسده الصغير أما سمعت هاتفاً يصرخ في قلبك بلوعة : إنه أخوك ..؟

* "ولما بلغ أشدّه آتيناه حكماً وعلماً" الأنبياء لا يتم علمهم وفهمهم ونبوّتهم إلا في سنّ الأربعين فكيف بغيرهم : فاحرص على الأكابر.

* "ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا"عجيب! البارحة تريدونه أن يرتع ويلعب..واليوم جعلتموه حارساً للمتاع وصرتم أنتم الراتعين اللاعبين؟

* وقد أحسن بي" توقع أن يسيء لك إخوتك..أن يقسو عليك أقاربك..أن يأمر من أحبك بسجنك: ولكن الذي لا ينبغي أن تتوقع أن يسيء إليك هو الله .

* جاءوا ببكاء مصطنع .. وبقميص فيه دم ..وبسباق مزعوم .. وبقصة محبوكة .. : حقيبة مشبوهة انتفخت بالكذب .

* "عشاء يبكون"."ذهبنا نستبق"."أكله الذئب "."بدم كذب":جاءوا بحقيبة مليئة بالأكاذيب ولكن فجرتها:"قال أنا يوسف"

* "أرسله معنا" .. لا عليه أن يرسله يعقوب معهم صبيّا اليوم .. لأن الله سيرسله إليهم نبيّا في الغد .

* "مالك لا تأمنا" استخدموا لفظ الأمن في الوقت الذي قرروا فيه زعزعته! دقق في عبارات وألفاظ الآخرين .. فإنها قد تحوي شيئا من أفكارهم .

* "وإنا له لناصحون" وصفوا أنفسهم بالنصح لأنهم علموا أن الناصح يستحيل أن يؤذي غيره : إذا رأيت ناصحا فتمسك به .. فإنه الأمان .

* "أرسله معنا غدا" لم يطلبوه أن يرسله معهم في نفس اليوم وإنما في الغد ؛ لأن الطلبات الصعبة تحتاج إلى وقت كافٍ حتى يقتنع بها الآخر .

* "لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون" أشد ما تكون المصائب والفضائح والبلايا وقعا على القلوب إن كانت مفاجِئة صادمة لا يُتنبأ بوقوعها .

* "بل سولت لكم أنفسكم أمرا" لا تثق دائما بميولات نفسك .. فقد تميل نفسك لأفعال غاية في الشناعة.

* "فأدلى دلوه" لا تستهن بالأشياء والأشخاص الذين تجدهم مصادفة في دلوك أو طريقك أو بجوارك .. فقد يكونون أثمن مما تظن .

* "أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا"بفطرته علم أن الإكرام مجلبة لنفع المستقبل والبعض يظن أن ابنه لن يبره إلا إذا أهانه وقسا عليه في صغره!!

* "معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي" عندما أكرم العزيز مثواه لينفعه .. نال منه على أعظم نفع : صيانة عرضه .

* "لولا أن رأى برهان ربه" افتح عينيّ بصيرتك جيدا فهناك براهين للرب تظهر يعصم بها أحبابه .. يذكرهم بها أنه الله الذي لا ينبغي أن يُعصى.

* "وقدت قميصه من دبر" لا تزدر كل رث هيئة معفر الجبين مشقوق الثوب .. فقد يكون نبل ما هو الذي شق ثوبه وعفر جبينه .

* "وألفيا سيدها لدى الباب" من المؤكد أنها تيقنت من عدم مجيئه في هذا الوقت قبل أن تشرع في مراودتها .. ولكن مالذي جاء به؟ إنه الله .

* "قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا" ليس المشتكي هو صاحب الحق دائما .. فقد تكون الشكوى ضربة استباقية من الظالم .

* "من أراد بأهلك" ذكرته بأنها أهله لتستنفر غيرته : تجييش ظالم لّلغة .

* "قدت قميصه" ظن يوسف في تلك اللحظة أنها تمكنت.. وما علم أنها وقعت على الإدانة التي ستظهر براءته:لا تستأ من الانتصارات المؤقتة للظالم .

* "وقالت اخرج عليهن" تعلم المرأة جيدا مدى فتنة المرأة بالجمال .. كل شيء يدل على أنها كانت متأكدة أنها ستربح الرهان .

* "قال لا يأتيكما طعام ترزقانه" أشار بلطف إلى كون الطعام رزقا .. الموفق يجد في الكلام العادي ثغرات يستطيع أن يملأها بالتذكير بالله .

* "واستغفري لذنبك" حتى الكفار يرون الزنا ذنبا يجب الاستغفار منه .. لا حرية شخصية ينبغي السكوت عنها .

* "فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين" لا أحرص من الشيطان على بقاء الصالحين في السجون .

* "قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة" ما فائدة حرية مع سمعة مشوهة ؟

* بعد التأويل قال الملك:"ائتوني به".وبعد البراءة قال:"ائتوني به أستخلصه لنفسي" علمك يجعلهم يقربونك .. ونزاهتك تجعلهم يصطفونك.

* "قال ائتوني بأخ لكم" لم تنسه أُبّهة المنصب أشواق الأخوة .

* "فإن لم تأتون به فلا كيل لكم عندي" لو أنصتوا لغضب عباراته .. وحرارة تعبيراته لأدركوا أنه يوسف.

* "إن له أبا شيخا كبيرا" مما يسترحم به منذ القدم وإلى الآن في حال السجين أن يكون والداه أو أحدهما ممن مسه الكبر .

* "قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون" لا بأس أن تذّكر الآخرين بصحة توقعاتك بعد تحققها..بشرط أن تكون مبنية على علم لا حدس .

* "سوف أستغفر لكم ربي" يقال أجل الاستغفار لوقت السحر لأنه وقت دعاء .. ففيه تأجيل بعض أعمال الخير لمصلحة راجحة.

* "إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين" جميع ما في سورة يوسف اختصر في هذه الكلمات العشر.

اللهم ارفعنا بالقرآن العظيم وأجعله لنا إماماً ونوراً
 وهدى ,واجعلنا من أهله يارب العالمين
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

2017/12/10

ديسمبر 10, 2017

فوائد من قصة الخضر مع موسى ـ عليهما السلام ـ


فوائد من قصة الخضر مع موسى ـ عليهما السلام ـ
للشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي ـ رحمه الله تعالىـ(1)
انتقاء ظَافِرُ بْنُ حَسَنْ آل جَبْعَان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فـ( في هذه القصة العجيبة الجليلة، من الفوائد والأحكام والقواعد الشيء الكثير، ننبه على بعضها بعون الله:
1- فمنها فضيلة العلم، والرحلة في طلبه، وأنه أهم الأمور، فإن موسى - عليه السلام - رحل مسافة طويلة، ولقي النصب في طلبه، وترك القعود عند بني إسرائيل، لتعليمهم وإرشادهم، واختار السفر لزيادة العلم على ذلك.
2- ومنها: البداءة بالأهم فالأهم، فإن زيادة العلم وعلم الإنسان أهم من ترك ذلك، والاشتغال بالتعليم من دون تزود من العلم، والجمع بين الأمرين أكمل.
3- ومنها: جواز أخذ الخادم في الحضر والسفر لكفاية المؤن، وطلب الراحة، كما فعل موسى.
4- ومنها: أن المسافر لطلب علم أو جهاد أو نحوه، إذا اقتضت المصلحة الإخبار بمطلبه، وأين يريده، فإنه أكمل من كتمه، فإن في إظهاره فوائد من الاستعداد له عدته، وإتيان الأمر على بصيرة، وإظهارًا لشرف هذه العبادة الجليلة، كما قال موسى:{ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا }.
وكما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه حين غزا تبوك بوجهه، مع أن عادته التورية، وذلك تبع للمصلحة.
5- ومنها: إضافة الشر وأسبابه إلى الشيطان، على وجه التسويل والتزيين، وإن كان الكل بقضاء الله وقدره، لقول فتى موسى: { وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ }.
6- ومنها: جواز إخبار الإنسان عما هو من مقتضى طبيعة النفس، من نصب أو جوع، أو عطش، إذا لم يكن على وجه التسخط وكان صدقا، لقول موسى: { لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا }.
7- ومنها: استحباب كون خادم الإنسان، ذكيا فطنا كيسا، ليتم له أمره الذي يريده.
8- ومنها: استحباب إطعام الإنسان خادمه من مأكله، وأكلهما جميعا، لأن ظاهر قوله: { آتِنَا غَدَاءَنَا } إضافة إلى الجميع، أنه أكل هو وهو جميعاً.
9- ومنها: أن المعونة تنزل على العبد على حسب قيامه بالمأمور به، وأن الموافق لأمر الله، يعان ما لا يعان غيره لقوله:{لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا } والإشارة إلى السفر المجاوز، لمجمع البحرين، وأما الأول، فلم يشتك منه التعب، مع طوله، لأنه هو السفر على الحقيقة. وأما الأخير، فالظاهر أنه بعض يوم، لأنهم فقدوا الحوت حين أووا إلى الصخرة، فالظاهر أنهم باتوا عندها، ثم ساروا من الغد، حتى إذا جاء وقت الغداء قال موسى لفتاه { آتِنَا غَدَاءَنَا } فحينئذ تذكر أنه نسيه في الموضع الذي إليه منتهى قصده.
10- ومنها: أن ذلك العبد الذي لقياه، ليس نبيا، بل عبدا صالحا، لأنه وصفه بالعبودية، وذكر منة الله عليه بالرحمة والعلم، ولم يذكر رسالته ولا نبوته، ولو كان نبيا، لذكر ذلك كما ذكره غيره.
وأما قوله في آخر القصة: { وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي } فإنه لا يدل على أنه نبي وإنما يدل على الإلهام والتحديث، كما يكون لغير الأنبياء، كما قال تعالى { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ }؛{ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا }.
11- ومنها: أن العلم الذي يعلمه الله لعباده نوعان:
علم مكتسب يدركه العبد بجده واجتهاده. ونوع علم لدني، يهبه الله لمن يمن عليه من عباده لقوله:{ وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}.
12- ومنها: التأدب مع المعلم، وخطاب المتعلم إياه ألطف خطاب، لقول موسى عليه السلام:{ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا } فأخرج الكلام بصورة الملاطفة والمشاورة، وأنك هل تأذن لي في ذلك أم لا وإقراره بأنه يتعلم منه، بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر، الذي لا يظهر للمعلم افتقارهم إلى علمه، بل يدعي أنه يتعاون هم وإياه، بل ربما ظن أنه يعلم معلمه، وهو جاهل جدا، فالذل للمعلم، وإظهار الحاجة إلى تعليمه، من أنفع شيء للمتعلم.
13- ومنها تواضع الفاضل للتعلم ممن دونه، فإن موسى - بلا شك- أفضل من الخضر.
14- ومنها: تعلم العالم الفاضل للعلم الذي لم يتمهر فيه، ممن مهر فيه، وإن كان دونه في العلم بدرجات كثيرة؛ فإن موسى - عليه السلام - من أولي العزم من المرسلين، الذين منحهم الله وأعطاهم من العلم ما لم يعط سواهم، ولكن في هذا العلم الخاص كان عند الخضر، ما ليس عنده، فلهذا حرص على التعلم منه.
فعلى هذا، لا ينبغي للفقيه المحدث، إذا كان قاصراً في علم النحو، أو الصرف، أو نحوه من العلوم، أن لا يتعلمه ممن مهر فيه، وإن لم يكن محدثا ولا فقيها.
15- ومنها: إضافة العلم وغيره من الفضائل لله تعالى، والإقرار بذلك، وشكر الله عليها لقوله: { تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ } أي: مما علمك الله تعالى.
16- ومنها: أن العلم النافع، هو العلم المرشد إلى الخير، فكل علم يكون فيه رشد وهداية لطرق الخير، وتحذير عن طريق الشر، أو وسيلة لذلك، فإنه من العلم النافع، وما سوى ذلك، فإما أن يكون ضاراً، أو ليس فيه فائدة لقوله:{ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا }
17- ومنها: أن من ليس له قوة الصبر على صحبة العالم والعلم، وحسن الثبات على ذلك، أنه يفوته بحسب عدم صبره كثير من العلم فمن لا صبر له لا يدرك العلم، ومن استعمل الصبر ولازمه، أدرك به كل أمر سعى فيه، لقول الخضر -يعتذر من موسى بذكر المانع لموسى في الأخذ عنه- إنه لا يصبر معه.
18- ومنها: أن السبب الكبير لحصول الصبر، إحاطة الإنسان علما وخبرة، بذلك الأمر، الذي أمر بالصبر عليه، وإلا فالذي لا يدريه، أو لا يدري غايته ولا نتيجته، ولا فائدته وثمرته ليس عنده سبب الصبر لقوله:{ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا } فجعل الموجب لعدم صبره، وعدم إحاطته خبرا بالأمر.
19- ومنها: الأمر بالتأني والتثبت، وعدم المبادرة إلى الحكم على الشيء، حتى يعرف ما يراد منه وما هو المقصود.
20- ومنها: تعليق الأمور المستقبلية التي من أفعال العباد بالمشيئة، وأن لا يقول الإنسان للشيء: إني فاعل ذلك في المستقبل، إلا أن يقول { إِنْ شَاءَ اللَّهُ }.
21- ومنها: أن العزم على فعل الشيء، ليس بمنزلة فعله، فإن موسى – عليه السلام -قال: { سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا } فوطن نفسه على الصبر ولم يفعل.
22- ومنها: أن المعلم إذا رأى المصلحة في إِيْزَاعِهِ للمتعلم أن يترك الابتداء في السؤال عن بعض الأشياء، حتى يكون المعلم هو الذي يوقفه عليها، فإن المصلحة تتبع، كما إذا كان فهمه قاصرًا، أو نهاه عن الدقيق في سؤال الأشياء التي غيرها أهم منها، أو لا يدركها ذهنه، أو يسأل سؤالا لا يتعلق في موضع البحث.
23- ومنها: جواز ركوب البحر، في غير الحالة التي يخاف منها.
24- ومنها: أن الناسي غير مؤاخذ بنسيانه لا في حق الله، ولا في حقوق العباد لقوله:{ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ }.
25- ومنها: أنه ينبغي للإنسان أن يأخذ من أخلاق الناس ومعاملاتهم، العفو منها، وما سمحت به أنفسهم، ولا ينبغي له أن يكلفهم ما لا يطيقون، أو يشق عليهم ويرهقهم، فإن هذا مدعاة إلى النفور منه والسآمة، بل يأخذ المتيسر ليتيسر له الأمر.
26- ومنها: أن الأمور تجري أحكامها على ظاهرها، وتعلق بها الأحكام الدنيوية، في الأموال، والدماء وغيرها، فإن موسى - عليه السلام -، أنكر على الخضر خرقه السفينة، وقتل الغلام، وأن هذه الأمور ظاهرها، أنها من المنكر، وموسى - عليه السلام - لا يسعه السكوت عنها، في غير هذه الحال، التي صحب عليها الخضر، فاستعجل - عليه السلام -، وبادر إلى الحكم في حالتها العامة، ولم يلتفت إلى هذا العارض، الذي يوجب عليه الصبر، وعدم المبادرة إلى الإنكار.
27- ومنها: القاعدة الكبيرة الجليلة وهو أنه " يدفع الشر الكبير بارتكاب الشر الصغير " ويراعي أكبر المصلحتين، بتفويت أدناهما، فإن قتل الغلام شر، ولكن بقاءه حتى يفتن أبويه عن دينهما، أعظم شرا منه، وبقاء الغلام من دون قتل وعصمته، وإن كان يظن أنه خير، فالخير ببقاء دين أبويه، وإيمانهما خير من ذلك، فلذلك قتله الخضر، وتحت هذه القاعدة من الفروع والفوائد، ما لا يدخل تحت الحصر، فتزاحم المصالح والمفاسد كلها، داخل في هذا.
28- ومنها: القاعدة الكبيرة أيضا وهي أن " عمل الإنسان في مال غيره، إذا كان على وجه المصلحة وإزالة المفسدة، أنه يجوز، ولو بلا إذن حتى ولو ترتب على عمله إتلاف بعض مال الغير " كما خرق الخضر السفينة لتعيب، فتسلم من غصب الملك الظالم. فعلى هذا لو وقع حرق، أو غرق، أو نحوهما، في دار إنسان أو ماله، وكان إتلاف بعض المال، أو هدم بعض الدار، فيه سلامة للباقي، جاز للإنسان بل شرع له ذلك، حفظا لمال الغير، وكذلك لو أراد ظالم أخذ مال الغير، ودفع إليه إنسان بعض المال افتداء للباقي جاز، ولو من غير إذن.
29- ومنها: أن العمل يجوز في البحر، كما يجوز في البر لقوله: { يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ } ولم ينكر عليهم عملهم.
30- ومنها: أن المسكين قد يكون له مال لا يبلغ كفايته، ولا يخرج بذلك عن اسم المسكنة، لأن الله أخبر أن هؤلاء المساكين، لهم سفينة.
31- ومنها: أن القتل من أكبر الذنوب لقوله في قتل الغلام:{ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا }.
32- ومنها: أن القتل قصاصا غير منكر لقوله:{ بِغَيْرِ نَفْسٍ }.
33- ومنها: أن العبد الصالح يحفظه الله في نفسه، وفي ذريته.
34- ومنها: أن خدمة الصالحين، أو من يتعلق بهم، أفضل من غيرها، لأنه علل استخراج كنزهما، وإقامة جدارهما، أن أباهما صالح.
35- ومنها: استعمال الأدب مع الله تعالى في الألفاظ، فإن الخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه بقوله:{ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا } وأما الخير، فأضافه إلى الله تعالى لقوله: { فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ } كما قال إبراهيم - عليه السلام - { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }، وقالت الجن: { وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا } مع أن الكل بقضاء الله وقدره.
36- ومنها: أنه ينبغي للصاحب أن لا يفارق صاحبه في حالة من الأحوال، ويترك صحبته، حتى يعتبه، ويعذر منه، كما فعل الخضر مع موسى.
37- ومنها: أن موافقة الصاحب لصاحبه، في غير الأمور المحذورة، مدعاة وسبب لبقاء الصحبة وتأكدها، كما أن عدم الموافقة سبب لقطع المرافقة.
38- ومنها: أن هذه القضايا التي أجراها الخضر هي قدر محض أجراها الله وجعلها على يد هذا العبد الصالح، ليستدل العباد بذلك على ألطافه في أقضيته، وأنه يقدر على العبد أمورا يكرهها جدا، وهي صلاح دينه، كما في قضية الغلام، أو وهي صلاح دنياه كما في قضية السفينة، فأراهم نموذجا من لطفه وكرمه، ليعرفوا ويرضوا غاية الرضا بأقداره المكروهة).

----------------------
(1) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن السعدي(ص:482)، تحقيق: عبدالرحمن بن معلا اللويحق؛ مؤسسة الرسالة؛ ط1/1420هـ.