انتقادات أهل السنة على تفسير الكاشف للإمام الزمخشري رحمه الله..
أولا..
لا شك أن تفسير الكاشف للإمام الزمخشري يحتوي على البديع من اللغويات والبلاغيات الجميلة...
والقاعدة الأصولية تقول ( أن درأ المفاسد مُقدم على جلب المصالح..
ومعروف أن الإمام الزمخشري أحد رموز المعتزلة،، والمعتزلة من الفِرق المُنحرفة عن منهج أهل السنة والجماعة كما سَنبين ذلك أن شاء الله..والعقيدة تُقدم على كل شيء..✋
......
ثانياً:
الزمخشري صاحب تفسير " الكشّاف " نسبة إلى " زَمَخْشَر " وهي قرية كبيرة من قرى " خوارزم " ، واسمه محمود ، وكنيته أبو القاسم ، توفي عام 538 هـ ، وهو من دعاة الاعتزال الكبار ، والمعتزلة فرقة مبتدعة من أبرز عقائدها : القول بخلق القرآن ، وبنفي رؤية الله تعالى يوم القيامة ، والقول بتعطيل الصفات ، والقول بتخليد مرتكب الكبيرة في النار في الآخرة إذا لقي الله تعالى ولم يتب منها أو لم يقم عليه الحد في الدنيا ، وغير ذلك من أقوال الضلال .
قال الذهبي رحمه الله : " الزمخشري ، العلامة ، كبير المعتزلة ، أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري الخوارزمي النحوي ، صاحب " الكشاف " و " المفصل " – في النحو - .
... .
وكان داعية إلى الاعتزال ، الله يسامحه " انتهى مختصراً من "سير أعلام النبلاء" (20/151 – 156) .
ثالثاً :
كتاب الزمخشري " الكشاف " هو في تفسير القرآن ، ولأهل السنَّة عليه ملاحظات كثيرة ، أبرزها :
1. نشر عقائد المعتزلة من خلال التعسف في فهم الآيات القرآنية .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وأما " الزمخشري " فتفسيره محشو بالبدعة وعلى طريقة المعتزلة من إنكار الصفات والرؤية والقول بخلق القرآن ، وأنكر أن الله مريد للكائنات وخالق لأفعال العباد ، وغير ذلك من أصول المعتزلة ... وهذه الأصول حشا بها كتابه بعبارة لا يهتدي أكثر الناس إليها ولا لمقاصده فيها ، مع ما فيه من الأحاديث الموضوعة ، ومن قلة النقل عن الصحابة والتابعين " انتهى من "مجموع الفتاوى" (13 /386 ، 387) .
وقال الذهبي رحمه الله – في ترجمة الزمخشري - : " صالح ، لكنه داعية إلى الاعتزال أجارنا الله , فكن حذراً من " كشَّافه " انتهى من "ميزان الاعتدال" (4/78) .
2. إنكار قراءات صحيحة مشهورة .
قال أبو حيان الأندلسي رحمه الله : " وهذا على عادته في تغليط القراء وتوهيمهم " انتهى من "تفسير البحر المحيط" (2 /225) .
3. التعرض لمقام النبي صلى الله عليه وسلم بالسوء .
فعند قوله تعالى ( عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ) التوبة/ 43 : قال الزمخشري : ( عَفَا اللَّهُ عَنكَ ) كناية عن الجناية ؛ لأن العفو رادف لها ، ومعناه : أخطأت وبئس ما فعلت ! .
" تفسير الكشاف " (2 /261) .
قال أبو حيان الأندلسي رحمه الله : " وكلام الزمخشري في تفسير قوله ( عفا الله عنك لم أذنت لهم ) مما يجب اطراحه ، فضلاً عن أن يذكر فيردّ عليه " انتهى من "تفسير البحر المحيط" (5 /49) .
وقال الشيخ العلامة تاج الدين السبكي رحمه الله : " واعلم أن الكشاف كتاب عظيم في بابه ، ومصنفه إمام في فنه ، إلا أنه رجل مبتدع متجاهر ببدعته ، يضع من قدر النبوة كثيرا ، ويسيء أدبه على أهل السنة والجماعة ، والواجب كشط ما فيه من ذلك كله .
ولقد كان الشيخ الإمام [ يعني : والده الإمام تقي الدين السبكي ] يقرئه ، فلما انتهى إلى الكلام على قوله تعالى في سورة التكوير : ( إنه لقول رسول كريم ) الآية أعرض عنه صفحا ، وكتب ورقة حسنة سماها : سبب الانكفاف عن إقراء الكشاف ، وقال فيها : قد رأيت كلامه على قوله تعالى : ( عفا الله عنك ) ، وكلامه في سورة التحريم في الزلة ، وغير ذلك من الأماكن التي أساء أدبه فيها على خير خلق الله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأعرضت عن إقراء كتابه حياء من النبي صلى الله عليه وسلم ، مع ما في كتابه من الفوائد والنكت البديعة .
فانظر كلام الشيخ الإمام الذي برز في جميع العلوم... في حق الكتاب الذي اتخذت الأعاجم قراءته ديدنها .
والقول عندنا فيه : أنه لا يسمح بالنظر فيه إلا لمن صار على منهاج السنة ، لا تزحزحه شبهات القدرية" انتهى من "معيد النعم ومبيد النقم" (80-81) .
وقال الشيخ محمود شكري الألوسي رحمه الله : " وكم لهذه السقطة في " الكشاف " من نظائر ، ولذلك امتنع من إقرائه بعض الأكابر ، كالإمام السبكي " انتهى من "تفسير الآلوسي" (10 /109) .
4. كثرة الأحاديث الموضوعة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وكالزمخشري وغيرهم من المفسرين الذين يذكرون من الأحاديث ما يعلم أهل الحديث أنه موضوع " انتهى من "منهاج السنة النبوية" (7 /91) .
وقال رحمه الله – أيضاً - : " ومثل هذا لا يرويه إلا أحد الرجلين : رجل لا يميِّز بين الصحيح والضعيف والغث والسمين ، وهم جمهور مصنفي السيَر والأخبار وقصص الأنبياء كالثعالبي والواحدي والمهدوي والزمخشري ... وأمثالهم من المصنِّفين في التفسير ، فهؤلاء لا يعرفون الصحيح من السقيم ولا لهم خبرة بالمروي المنقول ولا لهم خبرة بالرواة النقله بل يجمعون فيما يروون بين الصحيح والضعيف ولا يميزون بينهما " انتهى من "الرد على البكري" (1 /73) .
........
رابعاً :
فالذي ننصح به ترك دراسة كتاب " الكشَّاف " للزمخشري ؛ لما سبق بيانه من الانتقادات عليه ، سواء في مركز " البيِّنة " أو غيره ، وإن كان المركز موثوقاً فيه فثمة بدائل تغني عن ذلك الكتاب وغيره من كتب البدعة والضلالة ، كتفسير ابن كثير وتفسير الشيخ السعدي ، فليعتنِ بتدريسها .
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : " ما هي كتب التفسير التي تنصحونني بقراءتها وخصوصاً لطلبة العلم ؟ مأجورين .
فأجاب :
كتب التفسير - الحقيقة - تختلف مشاربها ، فـ " تفسير ابن كثير " من أحسن التفاسير لكنه رحمه الله لا يعتني كثيراً باللغة العربية يعني : بالبلاغة وأوجه الإعراب وما أشبه ذلك ، و " تفسير ابن جرير " وهو أصل تفسير ابن كثير أيضاً مطول ، وفي الآثار الواردة فيه ما هو غث وسمين ، فيحتاج إلى طالب علم يكون له معرفة بالرجال والأسانيد ، وهناك كتب تفسير جيدة لكن منهجها في العقيدة غير سليم كـ " تفسير الزمخشري " فهو جيد من حيث البلاغة واللغة لكنه ليس بسليم من حيث العقيدة ، وفيه كلمات تمر بالإنسان لا يعرف مغزاها ، لكنها إذا وقرت في قلبه فربما يتبين له مغزاها فيما بعد ، ويكون قد استسلم لها فيضل ، ولذلك أرى أن طالب العلم يأخذ " تفسير ابن كثير " ما دام في أول الطلب أو " تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي " رحمه الله أو " تفسير أبي بكر الجزائري " ، وهذا ما اطلعتُ عليه وقد يكون فيه تفاسير أخرى مثلها أو أحسن منها ، لكن هذا ما اطلعتُ عليه ، ثم إذا وفقه الله إلى علمٍ واسع وملَكةٍ قوية يدرك بها ما لا يدركه في أيام الطلب : فليراجع كل ما تيسر من التفاسير "
ََََََ.................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
في انتظار نصائحكم لتطوير هذه المدونة