الدُّرَر في التحذيرِ مِمَّا أحدثَ الناسُ في رَجَب مُضَر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد شاع بسبب الجهل عند كثير من المسلمين خاصةً النساءَ اعتقادُ فضائلَ لبعض الأشياء التي لم يثبت الدليلُ بفضيلتها ، ومن هذه الأشياء التي يعتقد الناس بفضيلتها على غيرها شهرُ من الأشهرِ الحُرُم ألا وهو شهر رجبٍ ؛ فقد جعلَ الناسُ له فضائلَ لا تثبت أبدا ، وفي هذا البيانِ المختصرِ نبين إن شاء الله تعالى ذلك ، ونجعله على ثلاث نقاط :
*الأولى : ذكرُ نبذةٍ يسيرةٍ عن شهرِ رجبٍ .*
*الثانية : ذكرُ كلامِ بعضِ أهل العلم في التحذيرِ مما أشاعه الناس فيه.*
*الثالثة : ذكر أهم ما يعتقده الناس فيه من الفضائل المزعومة والبدع المذمومة .*
فنقول مستعينين بالله :
*النقطة الأولى* :
شهرُ رجبٍ شهرٌ من الأشهرِ الأربعةِ الحُرُمِ يقول الله تعالى *:(( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم .....)).*وقد ورد في السنة بيانُ المقصودِ بهذه الآيةِ فقد جاء من حديث *أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(( إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السمواتِ والأرضَ السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حُرُمٌ ، ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمُحَرَّمُ ورجبُ مضر الذي بين جُمادى وشعبان... )) متفق عليه.*
*فائدة : قوله :(( رجب مضر )) أضاف رجبا إلى قبيلة مضر لأنها لم تكن تؤخره أو تقدمه كما تفعل بقية القبائل العربية وهو الذي يُعرف بـ( النسيء ) فيسمون الأشهر بغير اسمها ليحلوا القتال في الأشهر الحرم .*
شهر رجب لا مزيةَ له على غيره من الأشهر *عدا أنه من الأشهر الحرم فحسب* ، ولم يثبت فيه نوع فضيلة يمتاز بها عن غيره من الأشهر .
*النقطة الثانية :
كلامُ بعضِ الأئمةِ والمُحَدِّثين العارفين بهذا الشأن :*✍- عن خرشةَ بن الحرِّ قال *: ((رأيت عمر بن الخطاب يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام ويقول : كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية)) صححه الألباني في الإرواء.*
*✍- قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ :(( وأما صومُ رجبٍ بخصوصه فأحاديثُه كلُّها ضعيفةٌ ، بل موضوعةٌ لا يعتمد أهل العلم على شيء منها ، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل ، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات.*
*✍- قال ابن القيم رحمه الله تعالى : ((كل حديث في ذكر صيام رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى)).*
*✍- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : (( لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا صيام شيء منه معين ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة)).*
*✍-قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله مجيبا عن سؤال : (( صيام اليوم السابع والعشرين من رجبٍ وقيام ليلته وتخصيص ذلك بدعة ، وكل بدعة ضلالة )).*
*✍- قالت اللجنة الدائمة للإفتاء مجيبةً عن سؤالٍ لسائلةٍ نذرت صياما وذبيحةً في رجب :(( نذرُ الذبح في شهر رجب ونذرُ إفراده أو إفراد شيء من أيامه بالصوم أمر مكروه ؛ لأن ذلك من أمور الجاهلية ، وعليه يجب على السائلة أن تكفر كفارة يمين عن الذبيحة وعن صيام الأيام )).*
وغير هؤلاء العلماء الكثيرُ أيضا.
*النقطة الثالثة :
ذكر بعض ما يعتقده الناس فيه من الاعتقادات الباطلة :*هناك بدعٌ كثيرةٌ يفعلها الناسُ في شهر رجب ، واعتقاداتٌ باطلةٌ وهاك بعضَها :
*١- صلاةُ الرغائب التي تقام في أول رجب ، قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى :(( وهي بدعةٌ باتفاق أئمة الدين كمالك والشافعي وأبي حنيفة والثوري والأوزاعي والليث وغيرِهم ، والحديثُ المرويُّ فيها كذبٌ بإجماع أهل المعرفة بالحديث )).*
*٢- زعمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد في أول ليلة منه ، وبعث في ليلة السابع والعشرين منه .*
*٣- زعمهم أن ليلة الإسراء والمعراج كانت ليلة السابع والعشرين من رجب ، واحتفالُهم بها ، وهذا كله باطلٌ لا يصح.*
*٤- التصدقُ عن روح الموتى فيه ، وهذا كذلك من البدع .*
*٥- تخصيصُ زيارة المقابر في رجب ، وهذه أيضا من البدع المحدثة التي لم يدل عليها دليلٌ.*
*٦- تخصيصُ النذرِ في شهر رجب بصومٍ أو نحوِه ، وهذا أمر محدثٌ كثيرا ما تفعله النساء والله المستعان.*
*٧- التهنئةُ بدخول شهرِ رجبٍ وأنَّ من بَشَّرَ به حرمه اللهُ على النار ، وهذا كلُّه كذبٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم.*
💢ختاما : يا حبذا أن يجعل الخطباءُ هذه الجمعةَ عن شهر رجب ، حتى يبيِّنوا للناسِ خطورةَ هذا الأمر .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
✍❄ا••┈┈•••✦🌟✦•••┈┈••ا❄
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
في انتظار نصائحكم لتطوير هذه المدونة