مواقف طريفة في حياة خير البشر ( صلي الله عليه وسلم ) - عالم الإبداع

مدونة عامة في كل المجالات

أهم المواضيع

2018/01/14

مواقف طريفة في حياة خير البشر ( صلي الله عليه وسلم )



مواقف طريفة في حياة خير البشر ( صلي الله عليه وسلم )
.............................................................
قررت ( قريش ) أن تتجهز لقتال النبي صلي الله عليه وسلم في ( بدر ) ، وجعل اللعين ( أبو جهل ) يُسعر نيران الحرب ويستنفر سادات قريش للخروج علي الصعب والذلول ( الناقة صعبة القياد .. والمذللة السهلة ... وهي جملة يُقصد بها الخروج تحت أي ظرف ٍ  وحال !!! ) ، بل إن اللعين كان يطوف علي بيوتات مكة ويوبخ من لم يتجهز علي عجل ، فخرج بعض السادة تحت ضغط ( الحرج !! ) وكان من بينهم ( العباس بن عبد المطلب ) عمّ ُ النبي صلي الله عليه وسلم ، وحين وداع ( العباس ) لزوجته ( أم الفضل ) أعطاها صرة بها دنانير ذهبية وأمرها أن تدفنها وقال لها : إن أنا أصبت في سفري هذا ، فمالي الذي دفنت لبنيَّ ( الفضل وقثم وعبد الله  ) ، ثم خرج ( مكرها ) مع المشركين إلي ( بدر ) ؟؟، فلما دارت الدائرة علي المشركين وقع العباس في الأسر ، وكان معه إبنا أخيه ( نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب ، وكذلك وقع في الأسر ( عتبة بن الحارث .. وكان حليفا للعباس ) ، فلما قرر النبي صلي الله عليه وسلم أن يأخذ الفداء من أساري قريش ، جاء الأنصار يخبرون النبي صلي الله عليه وسلم أنهم سوف يطلقون العباس بلا مقابل إكراما له صلي الله عليه وسلم ، فقال لهم صلي الله عليه وسلم : لا تذروا له درهما واحدا ( يعني لا تتركوا له شيئا فهو ثري !!! وبالفعل كان العباس من كبار التجار بمكة وكان من أثرياء قريش ... ولكنه كان حريصا علي المال !!! ) .. قال لهم النبي صلي الله عليه وسلم ذلك ، ثم ذهب إلي ( العباس ) وقال له : يا عم .. إفتد نفسك وابني أخيك نوفل وعقيل وحليفك عتبة بن عمرو فقال ( العباس ) : قد كنت مسلماً ( كان العباس يستتر بإسلامه في مكة ولم يهاجر نظرا لارتباطاته التجارية مع سادات قريش ، فخشي إن أعلن إسلامه أن تضيع عليه أموال التجارة التي بينه وبينهم كما أكلوا أموال غيره ممن أسلموا !! فاستتر بإسلامه خوفا علي أمواله !! ) ... فقال له النبي صلي الله عليه وسلم : الله أعلم بإسلامك ، وإن يك حقا فالله يجزيك ، وأما ظاهرك فقد كان علينا .. فافتد نفسك وابني أخيك وحليفك ؟!  فقال ( العباس ) : ما عندي كل هذا المال ؟! فقال له صلي الله عليه وسلم وهو يبتسم : فأين المالُ الذي دفنته أنت وأم الفضل وقلت لها إن أنا أصبت في سفري هذا فمالي الذي دفنته لبنيَّ الفضل وقثم وعبد الله !!! .. فقال له العباس في دهشه : والله إني لأعلم أنك رسول الله ، وإن هذا شيء لم يعلمه غيري وغير أم الفضل ؟! ثم أفاق العباس من دهشته وقال : إحسب لي يا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) عشرين أوقية من الذهب أخذها مني أصحابك ( يعني إخصمهم من الفدية ) .. فقال له صلي الله عليه وسلم : لا ... ذاك شيء ُ ُ أعطانا الله منك ( دي غنيمة ولا علاقة لها بالفدية ؟! ) .. فدفع العباس الفداء ( مائة أوقية من الذهب ) عن نفسه وعن ابني شقيقيه وعن حليفه .. وكان حزيناً علي تلك الأموال !!! فأنزل الله عز وجل تطييبا لخاطره وخاطر من علم عز وجل أنهم سيدخلون في الإسلام بعد ذلك ( ممن أدَّوُا الفدية ) .. أنزل عز وجل قوله من سورة الأنفال : ( يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسري إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم  )  .. فادي العباس نفسه ومن معه بمائة أوقية من الذهب ..  ثم إنه ( رضي الله عنه ) هاجر إلي المدينة قبل دخول الجيش الإسلامي مكة فاتحا إياها بساعات قليلة !!! .. ثم أنعم الله علي نبيه بأموال عظيمة أرسلها ( العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه ) من البحرين كجزية فنثر النبي صلي الله عليه وسلم دنانير الذهب والفضة في مسجده كي يعطي الناس .. فجاء ( العباس بن عبد المطلب ) مسرعا وقال له : يا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) أعطني مما أفاء الله عليك ، فإني قد فاديت نفسي وابني أخي وحليفي ، وقد قال الله : ( يؤتكم خيرا مما أُخذ منكم ) .. فقال له صلي الله عليه وسلم : فخذ من هذا المال !! .. فجثي ( العباس ) علي ركبتيه ، وجعل يحثو الدنانير في ثوبه ، ثم حاول القيام فلم يستطع نظرا لكثرة ما أخذ !!! فقال للنبي صلي الله عليه وسلم : أقلني ( أوِّمني ) ، فقال له النبي صلي الله عليه وسلم وهو يبتسم : لا ؟! ... فنثر قليلا من الدنانير ( أعادها ) ، ثم حاول القيام فلم يستطع .. فقال للنبي صلي الله عليه وسلم : أقلني ؟!  فقال له صلي الله عليه وسلم : لا !!  فنثر قليلا من الدنانير مرة أخري ثم نهض قائماً ... ثم نظر إلي النبي صلي الله عليه وسلم نظرة المعاتب .... والنبي صلي الله عليه وسلم يبتسم ... ثم أولاه ( العباس ) ظهره .. وولي منصرفا .. والنبي صلي الله عليه وسلم ينظر إليه وهو يتعجب من حرصه حتي غاب عن نظره !!!
... ... ....   هذه القصة قد أخرجها البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه .
وسبحانك اللهم ربنا وبحمدك ... نشهد أن لا إله إلا أنت ... نستغفرك ونتوب إليك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في انتظار نصائحكم لتطوير هذه المدونة