حدث في هولندا - عالم الإبداع

مدونة عامة في كل المجالات

أهم المواضيع

2017/11/19

حدث في هولندا


حدث في هولندا

قصة حقيقية
رائعة وعجيبة ومؤثرة

مفرحة و...
في نفس الوقت!

ففي كل يوم جمعة، وبعد الصلاة...
كان إمام المسجد وابنه البالغ من العمر أحد عشر عاما يخرجان في إحدى ضواحي أمستردام،
ويوزعان على الناس كتيبات صغيرة بعنوان:
"الطريق إلى الجنة"

وفي إحدى الجمعات كان الجو باردا جدا وماطرا غزيرا

فارتدى الصبي من الملابس ما يقيه البرد والمطر،
ثم قال:
'حسنا يا أبي... أنا مستعد'

سأله أبوه متعجبا:
'مستعد... لأي شيء؟!'

قال الابن:
'يا أبي، لقد حان الوقت لكي نخرج لتوزيع الكتيبات.'

أجابه أبوه:
'الطقس شديد البرودة في الخارج.'

أجاب الصبي أباه وقال:

"ولكن يا أبي... لا يزال هناك أناس يذهبون إلى النار!"

اندهش الأب من إجابة ابنه...
ولكنه استطرد قائلا: لن أخرج في هذا الطقس.

قال الصبي مستأذنا:
إذن هل يمكنني أن أذهب وحدي لتوزيع الكتيبات؟

تردد والده للحظة ثم قال:
يمكنك الذهاب... وأعطاه ما يكفي من الكتيبات.

فخرج الصبي شاكرا لأبيه...

ورغم أن عمر هذا الصبي أحد عشر عاماً فقط...
إلا أنه مشى وحيدا في شوارع المدينة في هذا الطقس البارد والممطر... يعطي كتيبا لكل من يقابله من الناس،
وظل يتردد من باب إلى باب حتى ينتهي من توزيع الكتيبات الإسلامية...

وبعد ساعتين من المشي تحت المطر،
كان قد وزع ما معه من الكتيبات إلا واحدا...
فظل يبحث عن أحد المارة في الشارع لكي يعطيه له،
ولكن الشوارع كانت قد خلت تماما...

تلفت حوله... ثم عبر إلى الرصيف المقابل، وقد عزم أن يطرق باب أول منزل يقابله ليعطي أصحابه كتيبه الأخير...

وصل للمنزل ودق جرس الباب... فلم يجب أحد،
ظل يدق الجرس مرارا وتكرارا وﻻ جدوى...
ولكن شيئا ما يمنعه من الانصراف وترك المنزل!

ومرة أخرى...
التفت إلى الباب ودق الجرس وأخذ يطرق على الباب بقبضته الصغيرة بقوة... وهو لا يعلم ما الذي يجعله يفعل ذلك؟!

ظل يطرق ويطرق... فإذا بالباب يفتح ببطء

وكانت تقف وراءه امرأة كبيرة في السن، ويبدو عليها علامات الحزن الشديد، فلما رأته صبيا فتحت الباب كاملا وقالت له:
ماذا أستطيع أن أفعل لك يا بني؟!

نظر لها الصغير بعينين متألقتين، وعلى وجهه ابتسامة أضاءت العالم (كما وصفتها هي لاحقا)، وقال لها:

سيدتي،
أنا آسف إذا كنت قد أزعجتك...
ولكن فقط أريد أن أقول لك:

"إن الله يحبك حقا، ويعتني بك،
وجئت أعطيك آخر كتيب معي...
الكتيب الذي سيخبرك كل شيء عن الله،
*ولماذا خلقنا الله*، وكيفية تحقيق رضوانه..."

ثم أعطاها الكتيب وانصرف...

كانت أثناء كلامه تنظر إلى وجهه باستغراب شديد...
فقالت له:
شكرا لك يا بني... ثم أغلقت الباب خلفه،
وعادت... ولكن ليس إلى ما عليه كانت...

وبعد أسبوع...
وبعد صلاة الجمعة...
حيث كان الإمام قد أنهى محاضرته وبعد الصلاة

وقفت سيدة عجوز تقول (وقد عرفها الغلام ووقف يستمع إليها):

"لا أحد في هذا الجمع يعرفني، ولم آت إلى هنا من قبل،
ولكنني وقبل (أسبوع) لم أكن مسلمة...
ولم أفكر أن أكون كذلك...
لقد توفي زوجي منذ أشهر قليلة، وتركني وحيدة تماما في هذا العالم...

ويوم الجمعة الماضية كان الجو باردا جداً وكانت تمطر،
وقد قررت أن أنتحر لأنني لم يبق لدي أي أمل في الحياة...

أحضرت حبلا وكرسيا... وصعدت إلى الغرفة العلوية في بيتي،
ثم قمت بتثبيت الحبل جيداً في إحدى عوارض السقف ووقفت فوق الكرسي، وثبتت طرف الحبل الآخر حول عنقي، وقد أظلمت حياتي وملأني الحزن...

وقد كنت على وشك أن أقفز... للموت.

وفجأة
سمعت صوت رنين جرس الباب في الطابق السفلي،
فقلت في نفسي:
سوف أنتظر لحظات ولن أجيب...
وأيًا من كان يطرق الباب فسوف يذهب بعد قليل.

انتظرت... حتى ينصرف من بالباب...
وانتظرت... ولكن صوت الطرق على الباب ورنين الجرس يرتفع ويزداد...

قلت لنفسي مرة أخرى: من يكون هذا؟!

رفعت الحبل من حول رقبتي... وقلت:
أذهب لأرى من يطرق الباب هكذا... وبكل هذا الإصرار؟!

عندما فتحت الباب لم أصدق عيني!
فقد كان صبيا صغيرا وعيناه تتألقان،
وعلى وجهه ابتسامة لم أر مثلها من قبل،
حتى لا يمكنني أن أصفها لكم... وكأنها أضاءت العالم.

وقال لي بصوت خافت:

"سيدتي، لقد جئتك الآن لكي أقول لك:
إن الله يحبك حقا ويعتني بك...

ثم أعطاني هذا الكتيب الذي أحمله "الـطريق إلى الجنة"
قائلا:

هذا الكتيب سيخبرك كل شيء عن الله،
ولماذا خلقنا الله؟
وكيفية تحقيق رضوانه..."

الكلمات التي جاءت من فمه مست قلبي...
الذي كان ميتا... فقفز إلى الحياة مره أخرى.

ثم انصرف الولد... فأغلقت بابي،
وبتأن شديد قمت بقراءة الكتاب...
فتغيرت حالي... وأشرقت نفسي... وزاد سروري؛
لأنني تعرفت حقا إلى الإله الواحد الحقيقي.

ذهبت إلى الأعلى وقمت بإزالة الحبل والكرسي؛
فلن أحتاج إليهما بعد الآن... فأنا الآن إنسان غير الذي كان.

ومن عنوان هذا المركز الإسلامي المطبوع على ظهر الكتيب،
جئت إلى هنا بنفسي لأقول لكم:

"الحمد لله... وأشكركم على هذا الملاك الصغير،
الذي ربيتموه على أحسن ما يكون...
والذي جاءنى في الوقت المناسب تماما...
وبسببه تم إنقاذي من الخلود في الجحيم"

دمعت العيون في المسجد، وتعالت صيحات التكبير،
والتف حولها الكثير وخصوصا البنات والسيدات المسلمات.

وقام الإمام الأب من مجلسه وذهب إلى حيث يقف ابنه (الملاك الصغير) كما وصفته المرأة،

واحتضنه بين ذراعيه وأجهش في البكاء أمام الناس ودون تحفظ... متخيلا...

"ماذا لو كان قد منع ابنه من الخروج في ذلك اليوم؟!"

وبالطبع لم يكن أحد في هذا الجمع يفهم سر بكاء هذا الأب الذي كان يسترجع مقولة ابنه...

"ولكن يا أبي... لا يزال هناك أناس يذهبون إلى النار!"

"لا يزال هناك أناس يذهبون إلى النار!"

"لا يزال هناك أناس يذهبون إلى النار!".

و...
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}

 انتهت...
وهي حقا قصة رائعة مؤثرة،

ومفرحة... لنجاة نَفْسِِ قبل آخر نَفَس،

ولكنها... محزنة
محزنة على حالنا، وتقصيرنا مع ديننا،
ومع الناس حولنا...
أعني الناس حولنا... وفي العالم حولنا...

فأكثرهم...
ينتظرون كلاما بسيطا ككلام الغلام مع تلك المرأة...

ينتظرون كتيبا صغيرا مثل الذي أعطاه لها...

بل...
ينتظرون ابتسامة... وأخلاقا حسنة...

ابتسامة كابتسامة الغلام لتلك المرأة اليائسة التي مست قلبها، ووصفتها بأروع ما يكون... 'وكأنها أضاءت العالم'
فأشرقت نفسها...
وأقبلت على ما عرضه عليها من الخير والإسلام

وينتظرون أخلاقا...
مثل التي فتحت بها قديما بلاد ومسالك وممالك؛
كأندونيسيا والفليبين وجزر القمر والمالديف وغيرها...

والتي لم تدخلها جيوش المسلمين قط...
وإنما فتحتها بالإسلام أخلاقهم!

وهنا سؤال لي ولك ولكل مسلم:

ماذا قدمنا للدعوة إلى الله؟!

رغم الوسائل الكثيرة الميسرة والمسيرة لنا...
وسائل جعلت العالم كله وكأنه جار لنا...
وكأننا نسكن جميعا في بناية واحدة أو شارع أو بلد واحد...

وهل يعذرنا الله وقد قال لنبيه صلى الله عليه وسلم في قرآنه:
{قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في انتظار نصائحكم لتطوير هذه المدونة