مالك بن نبي - عالم الإبداع

مدونة عامة في كل المجالات

أهم المواضيع

2017/11/01

مالك بن نبي



مالك بن نبي في مطعم فرنسي

يُـحكى عـن مالك بن نبي وهو أحد أعظم المفكرين الجزائريين المعاصرين أنـه زار مرة أحـد المـطـاعـم الفـرنسيـة فـي المدة التـي ذهـب فيـها طالباً للعلـم بعـد العام 1930، وجلس فـي طاولـة فخـمة ينـتظر النادل وحيـداً فـي وسـط مجتـمع جـد راقٍ يثـقبه بنـظرات عميـقة لها مـعان كثيـرة،، وبعد انتظاره برهـة مـن الزمن وصـل لمالك بن نبـي ما طلـب مـن أكـل، فسمـى بالله وشرع فـي تـذوق الطعـام علـى الطريـقة التقليـدية رغـم فـخامة المطعـم، حيـث كان يأكـل بيـديه كمـا يفـعل الكثـيرون فـي الأكلات الشعبـية الجزائـرية، وبيـنما هـو كذلك تـقدمت نحـوه سيـدة راقـية أنيـقة المظهر، وقـالت لـه هازئـة مشيـرة إلـى الشوكتـيـن: "Fourchette"؟ وكانـت تقـصد "لمـا صنعـت هاتان"؟
فـنـظر إليـها مالك بنـظرة الواثـق مـن نفـسه وأجـاب:
" Elles sont faites pour les mains sales et mes mains sont propres"
أي: "لقـد صنـعـتا مـن أجـل الأيـادي المتّـسخة ويـداي نظيـفـتان"
كان هـذا الجـواب كافياً للسيـدة كـي يجعـلها تستـديـر وتـترك المطعـم بسرعة...
ومن أقواله:
-العلم دون ضمير ما هو إلا خراب للروح والسياسة دون أخلاق ما هي إلا خراب للأمة..
-ألا قاتل الله الجهل .. الجهل الذي يلبسه أصحابه ثوب العلم فإن هذا النوع من العلم أخطر على المجتمع من جهل العوام لأن جهل العوام بيّن ظاهر يسهل علاجه أما الأول هو متخف في غرور المتعلمين..
-حيثما بطل عمل اليد سقط عمل الفكر حتماً.. والعبقرية التي لا تستطيع استخراج عناصرها من ثنايا الدنيا لا يمكنها أن تزدهر في القمة..
-إنها لشريعة السماء: غير نفسك , تغيرالتاريخ..
-إن الجمال هو وجه الوطن في العالم فلنحفظ جمالنا كي نحفظ كرامتنا..
-كل كلمة لا تحمل نشاطا معينا هي كلمة فارغة.. كلمة ميتة مدفونة في نوع من المقابر نسميه القاموس..
-إن الذي ينقص الإنسان  ليس منطق الفكرة , ولكن منطق العمل والحركة فهو لا يفكر ليعمل بل ليقول كلاما مجرداً..
-الاستعمار ليس من عبث السياسيين , ولا من أفعالهم , بل هو من النفس ذاتها, التي تقبل ذل الاستعمار , والتي تمكن له في أرضها..
-إذا كانت الوثنية في نظر الإسلام جاهلية، فإن الجهل في حقيقته وثنية، لأنه لا يغرس أفكاراً، بل ينصب أصناماً..
-إن أساتذة الصراع الفكري يعرفون أن التعامل مع وثن هو أسهل من التعامل مع فكرة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في انتظار نصائحكم لتطوير هذه المدونة