هل تعرف من هو الشهيد المسلوخ ؟؟
=====================
"كانت محنة الفاطميين الشيعة عظيمة على المسلمين، كما قال الإمام الذهبي ..
ولما استولوا على الشام هرب الصلحاء والفقراء من بيت المقدس، وكان الفاطميون يجبرون علماء المسلمين على لعن أعيان صحابة النبي-صلى الله عليه وسلم-على المنابر ..
وكان ممن فرّ من وجه الفاطميين الإمام أبوبكر النابلسي، الذي هرب من الرملة إلى دمشق ..
هو: محمد بن أحمد بن سهل بن نصر ، أبو بكر الرملي الشهيد المعروف بـــ أبوبكر النابلسي ..
كان عابدًا زاهدًا ، شُجاعًا مِقدامًا ، وكان إمامًا من أئمة عصره، صائم الدهر ، كبير الصولة عند الخاصة والعامة و كان من المحدثين الكبار ..
ولما ظهر المعز لدين الله بالشام واستولى عليها ، أظهر الدعوة إلى نفسه ، وأظهر المذهب الرديء ، ودعا إليه ، وأبطل التراويح وصلاة الضحى ، وأمر بالقنوت في الظهر بالمساجد ..
أما الإمام النابلسي فكان من أهل السنة والجماعة ، وكان يرى قتال الفاطميين ، وقال النابلسي : لو كان في يدي عشرة أسهم كنت أرمي واحدًا إلى الروم وإلى هذا الطاغية تسعة ..
وبعد أن استطاع حاكم دمشق أبو محمود الكتامي أن يتغلب على القرامطة أعداء الفاطميين ، قام بالقبض على الإمام النابلسي وأسره ، وحبسه في رمضان ، ولما وصل قائد جيوش المعز إلى دمشق ، سلّمه إليه حاكمها فحمله إلى مصر ..
فلما وصل إلى مصر قال له بعض الأشراف ممن يعانده : - الحمد لله على سلامتك ! فقال : - الحمد لله على سلامة ديني وسلامة دنياك ! ..
ثم جاء جوهر للمعز لدين الله بالزاهد أبا بكر النابلسي، فمثل بين يديه ، فسأله : - بلغنا أنك قلت :
إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهمًا وفينا تسعة ! ..
فقال الإمام النابلسي : - ما قلت هكذا !! ..
ففرح القائد الفاطمي ، وظن أن الإمام سيرجع عن قوله ، ثم سأله بعد برهة : فماذا قلت ؟ ..
قال الإمام النابلسي بقوة وحزم :- قلت : إذا كان معه عشرة وجب أن يرميكم بتسعة ، ويرمي العاشر فيكم أيضًا !!
فسأله المعز بدهشة : - ولم ذلك ؟!! ..
فردّ الإمام النابلسي بنفس القوة :
- لأنكم غيرتم دين الأمة ، وقتلتم الصالحين ، وأطفأتم نور الإلهية ، وادعيتم ما ليس لكم ...
فأمر بإشهاره في أول يوم ، ثم ضُرب في اليوم الثاني بالسياط ضربًا شديدًا مبرحا ..
وفي اليوم الثالث ، أمر جزارًا يهوديًا -بعدما رفض الجزارين المسلمين-بسلخه ، فسُلِخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه ، فكان يذكر الله ويصبر ويردد قوله تعالى "كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا" ، حتى إذا ما بلغ العضُد أشفق عليه السلّاخ اليهودي فوكز السكين في قلبه فقضى عليه ، وحُشِي جلده تبنًا ، وصُلِب ..
رحمه اليهودي ولم يرحمه الرافضة الأنجاس ! ..
وذكر ابن الشعشاع المصري إنه رآه في النوم بعدما قُتل ، وهو في أحسن هيئة - قال : فقلت : ما فعل الله بك ؟ قال :
حباني مالكي بدوام عزٍ ..
وواعـدني بقـرب الانتصارِ ..
وقربنـي وأدناني إليه ..
وقال : انعم بعيشٍ في جواري ..
إنه عالم من العلماء الربانيين يعلم أنه يحمل عِلمًا لا يحق له أن يكتمه فهلّا اعتبر من ينتسبون للعِلم"؟ .........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
في انتظار نصائحكم لتطوير هذه المدونة